«النهضة»: «الغنوشي» مستعد لزيارة مصر والإمارات... هل تفكر الحركة في تجاوز الإخوان؟
الخميس 27/يونيو/2019 - 03:58 م
راشد الغنوشي
سارة رشاد
في تغيير يبدو تكتيكيًّا للنهج الذي تتبناه حركة النهضة الإسلامية، امتداد جماعة الإخوان في تونس، قال رئيس مجلس شورى الحركة، عبدالكريم الهاروني: إن «رئيس النهضة، راشد الغنوشي، مستعد لزيارة مصر والإمارات».
وأضاف في
تصريحات إعلامية له الأربعاء 26 يونيو: «ليس لدى الحركة أي إشكال مع أيّ دولة»، معتبرًا أنّ
حركة «النهضة مقبولة وطنيًّا ودوليًّا»، وفق تعبيره.
ويتناقض هذا التصريح مع النهج الذي تتبعه حركة النهضة في كونها أحد كيانات تيار الإسلام الحركي.
وبحكم الخصومة القائمة بين هذا التيار ودول الرباعي العربي، وعلى رأسها مصر والإمارات والسعودية، فحركة النهضة تمثل طرفًا مناوئًا لهذا الدول.
مجلس شورى «النهضة»
جدل في المشهد التونسي
ولهذا السبب أدت تصريحات رئيس مجلس شورى «النهضة» في إثارة جدال في المشهد التونسي، إذ تعامل معه مراقبون على أن النهضة تحاول من خلال هذه التصريحات التأكيد على عدم علاقتها بالإخوان، فيما ذهب آخرون إلى أن التصريح جزء من دعاية انتخابية تجريها النهضة لتقدم نفسها للمحيط الإقليمي قبيل الانتخابات المرتقبة في أكتوبر ونوفمبر القادمين.
ورغم النعي الذي تقدمت به الحركة وقت وفاة الرئيس المعزول محمد مرسي، واعتبرته أطراف تونسية تأكيد على إخوانية الحركة، فالناشط التونسي، قيس بن يحمد قال إن حركة النهضة تحاول من خلال تصريحات الهاروني فصل نفسها عن الإخون، والتأكيد على كونها حركة تونسية ليس أكثر.
ولفت إلى أن الحركة تمتلك خطابين أصدقهم الخطاب الذي تتحدث فيه بخلفيتها الإخوانية، أما الثاني فبرجماتي تستخدمه الحركة وقت الحاجة لترويج لهويتها التونسية.
وتطرق إلى أن حديث الهاروني عن زيارة الغنوشي للقاهرة أو أبوظبي لن يحدث؛ لأنها لا تخرج عن كونها تصريحات إعلامية.
في نفس السياق، وضعت تقارير تونسية التصريحات في محاولات النهضة الانتخابية لتقديم نفسها للناخب التونسي.
وقالت التقارير: إن «الحركة تحاول التأكيد للناخب جاهزيتها لتولي إدارة شئون البلاد، عبر التأكيد على علاقتها المستقرة بمحيطها الإقليمي، وعدم دخولها في عداء مع أي طرف».
وفي سياق الانتخابات، كانت التسريبات التي نشرتها صحف تونسية نقلًا عن مصادر بالنهضة، تقول إن: «الغنوشي سيكون المرشح الرئاسي للحركة، رغم تأكيد الأخير على عدم نتيه في خوض الانتخابات، بداية العام الجاري».
فيما قال عبدالكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى الحركة، يوم الجمعة الماضي: إنّ «رئيس الحركة راشد الغنوشي، هو مرشحها الحالي للانتخابات الرئاسيّة، بمقتضى النظام الداخلي للحركة، لكنه في الوقت نفسه لم ينف احتمالي أن تطرح أسماء بديلة حال اقتضت الحاجة».





