ad a b
ad ad ad

مدينة تغسل وجهها في البحر.. درنة تستعيد هويتها المنفتحة بعد تحريرها

السبت 29/يونيو/2019 - 09:23 م
تحرير مدينة درنة
تحرير مدينة درنة شرقي ليبيا
سارة رشاد
طباعة

قبل عام وقف القائد العسكري للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، يعلن تحرير مدينة درنة، شرقي ليبيا، بشكل نهائي.


التحرير الذي احتفل به مؤيدو الجيش وسهّل بسط القوات المسلحة الليبية سيطرته على كامل الشرق الليبي، كان سببًا في سقوط العشرات من رموز التطرف القاعدي والداعشي في ليبيا وشمال أفريقيا.


ورغم الخسائر الفاضحة التي لاقتها أفرع التنظيمات الجهادية العالمية في درنة، إذ كانت المدينة معقل لتنظيم داعش والقاعدة وميليشيات أخرى، إلا أنها تحاول ومن وقت لآخر تنفيذ عمليات فردية وعلى فترات متفرقة ضد مواقع الجيش الليبي.


آخر تلك العمليات كانت تلك التي نفذها تنظيم داعش مطلع الشهر الجاري بمدينة درنة الليبية، وكشفت التحقيقات فيما بعد عن تورط سيدات ينتمين للتنظيم في تنفيذ العملية.

مدينة تغسل وجهها
وبينما تعرف درنة كمدينة ذات هوية ثقافية مميزة، يصبح السؤال هل أعادها التحرير إلى عهدها الأول، وإلى أي مدى باتت محمية من الفكر المتطرف؟

تجيب عن ذلك الناقدة المصرية، ماجدة سيدهم، التي عاشت في ردنة لفترة طويلة، إذ قالت  لـ «المرجع»: إن عهد المدينة بالتطرف ليس ببعيد، مشيرةً إلى أنها كانت حتى قبل ما يعرف بـ«ثورة 17 فبراير»، كانت تحتفظ بهويتها الثقافية والدينية المعروفة عنها كمدينة ساحلية يحاصرها البحر والجبال.

ولفتت إلى أن لدرنة هوية غنية إذ كانت تعرف الفن والأدب ومنفتحة على الثقافات المختلفة، فيما تتمثل هويتها الدينية في الهوى الصوفي، إلا أن ذلك تحول عندما وضع ما تسميهم «مشايخ التطرف» عينهم على المدينة في مطلع ما يعرف بـ«الربيع العربي»؛ ليبدأ التوافد الداعشي والقاعدي على المدينة.

وبرر الاهتمام بدرنة على وجه التحديد بالطبيعة الجغرافية للمدينة، إذ يحيط بها الجبال وهو ما كان خيار مميز للمتطرفين للتخفي والاختباء.

ولتسهيل ذلك قالت: إن هؤلاء المشايخ شرعوا في استقطاب الشباب ونشر بينهم الفكر المتطرف؛ ليسهلوا من خلالهم دخول المتطرفين إلى المدينة وحمل السلاح.

ونفت أن يكون التطرف في صميم الشخصية الدرناوية، معتبرةً أن الأهالي أنفسهم هم من يحاولون اليوم التخلص من بقايا الفكر المتطرف والعودة إلى الهوية القديمة.

 وشددت على أن تحرير الجيش للمدينة وفرَّ عليها الكثير، معتبرةً أن عودتها إلى هويتها سيكون قريب جدًّا.
مدينة تغسل وجهها
الكاتب الليبي، سالم العوكلي، اتفق معها في الرأي، مشيرًا إلى أن اهتزاز الهوية الثقافية للمدينة يعود إلى زمن أبعد من 17 فبراير.

وأوضح أنها تعرضت لموجة الزحف السلفي مثلها مثل باقي العواصم العربية في فترة السبعينات والثمانينات، مشيرًا إلى أنه التقي بأحد ضحايا هذه الموجة، وهو ليبي كان شابًّا في فترة الثمانينات، سافر وقتها إلى السودان؛ للحصول على تدريبات عسكرية، ثم انتقل إلى بشاور.

وتابع «عقب عملية 11 سبتمبر، سافر الليبي المقصود إلى قطر التي زوَّرت له جواز سفر انتقل به إلى بريطانيا؛ ليطلب اللجوء، وعاش في مانشستر سنوات، ثم عاد بعد ثورة فبراير إلى ليبيا، والتحق بعبدالحكيم بالحاج ومازال في طرابلس».

وأضاف: «هذا مثال على العمل اللوجستي الكبير الذي أنتج هذه الجماعات، التي روجت للتطرف الديني في مواجهة المد الشيعي من جهة، ومواجهة المد الشيوعي من جانب آخر».

وتطرق إلى حال المدينة حاليًّا، قائلًا: إنها أفضل حالًا عن ذي قبل إلا أنها ستستغرق مزيدًا من الوقت؛ لطرد المتطرفين وخلاياهم بشكل كامل.
"