نشرت «الجمعية
الملكية للعلوم المفتوحة»
دراسةً بعنوان «التصوير المغناطيسي»، تكشف الرغبة وراء القتال؛ حيث فحص فريق من
الباحثين في عدة معاهد أمريكية وأوروبية أدمغة بعض المتطرفين، بسؤالهم عن قيمهم المقدسة ومدى استعدادهم
للقتال.
رنين مغناطيسي وظيفي
جندوا
مجموعة من المتطرفين المنتمين لجماعة «عسكر طيبة» التابعة لتنظيم القاعدة، والتي
نفذت مجموعة من الهجمات، أشرسها في نوفمبر 2008، عندما تسللت مجموعة صغيرة عالية التدريب
والتسليح من أعضاء الجماعة، التي تعرف إعلاميًّا باسم جماعة «لشكر طيبة»، عبر الحدود
إلى عاصمة الهند الاقتصادية ورمز ثرائها، مومباي، ونفذت سلسلة هجمات في 10 مواقع؛ أدت
لمقتل 174 شخصًا، وإصابة 300 بجراح، وتندرج هذه الجماعة تحت لائحة الإرهاب في كل
من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا.
وعلى نحو عامين بعد أن اكتسب الباحثين ثقة المتطرفين تمت
دعوة المشاركين إلى مرافق التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
الرغبة في القتال والدفاع المقدس
ويشرح عالم الأنثروبولوجيا سكوت أتران، وهو أحد مؤلفي الدراسة، الدافع وراء الرغبة في القتال؛ حيث وجد أن هناك علاقة بين نشاط جزء من المخ يسمى «التلفيف الجبهي السفلي» وميول البعض إلى ارتكاب عمليات إرهابية دفاعًا عما يرون أنها «قيم مقدسة»؛ إذ إن هذا الجزء من المخ -هو المسؤول عن استرجاع القيم المقدسة- ينشط حينما يتعرض الشخص لتهميش اجتماعي.
وأشار «أتران» إلى أنه في عام 2016 ، قال الرئيس السابق باراك أوباما: إن أحد الأخطاء التي ارتكبت في الحرب على العراق كان التقليل من قوة المتطرفين المتشددين في القتال.
خلال السنوات القليلة الماضية، أوضحت الأبحاث أن الأشخاص الذين لديهم قيم متطرفة أكثر استعدادًا للقتال، لكن القيود المجتمعية يمكن أن تقلل من هذه الرغبة، وبالنظر إلى فهم الدوافع الاجتماعية ومحاولة القياس عليها نجده أمر صعب؛ حيث يمكن أن يتصرف المشاركون بطريقة مضللة يحتمل أن تؤدي إلى نتائج غير صحيحة.
الشباب والمهاجرون .. نشاط دماغي عنيف
صمم علماء السلوكيات وعلماء الأعصاب دراسات تفيد بأن الأشخاص الراديكاليين سيكونون على استعداد للدخول طواعية في آلة الرنين المغناطيسي الوظيفي.
وتابعت أنه أثناء وجود المشاركين في الالآت الرنين المغناطيسي، سئلوا عن استعدادهم للقتال والموت، من أجل اتباعهم السلوك المتطرف، والقيم التي لم تكن مقدسة لهم.
أظهرت النتائج أنه عند مناقشة سلوكهم المتطرف كان هناك مستوى منخفض من النشاط في مجال الدماغ يتعلق بالتحكم المعرفي والمنطق، إضافة إلى أن الباحثين وجودا عندما تم إخبارهم بأن أقرانهم كانوا أقل استعدادًا للقتال والموت، انخفض استعدادهم.
وأضافت الدراسة أنه في العمل مع الجماعات الراديكالية في أنحاء العالم أجمع أنه يمكن لأي شخص تقريبًا أن يصبح متطرفًا في الظروف الفكرية والاجتماعية الصحيحة.
وأكدت أن الأشخاص الذين ينضمون إلى الجماعات المتطرفة معظمهم من الشباب في المراحل الانتقالية من حياتهم الطلاب والمهاجرين، الذين تركوا أسرهم ويسعون إلى أهمية في الحياة ولفت للأنظار.
وتشير النتائج إلى أن التعامل مع الناس على مستوى عميق وشخصي، واحترام قيمهم إلى أقصى حد ممكن وارد أن يوفر فرصة قد تحولهم عن العنف القاتل، ولكن بمجرد حبسهم الاعتقاد، فإن محاولة إثناءهم عن العنف لن تنجح على الأرجح.