ad a b
ad ad ad

مرصد الإفتاء يفضح أيديولوجيات العنف والتطرف في فكر الإخوان الإرهابي

السبت 15/يونيو/2019 - 01:31 م
المرجع
محمد عبدالغفار
طباعة
أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، عددًا خاصًّا جديدًا من مجلة «Insight»، تحت عنوان: «فضح أيديولوجيات العنف والتطرف في فكر الإخوان المسلمين»، وهي المجلة التي أطلقها المرصد للردِّ على مجلتي «دابق» و«رومية» اللتين يصدرهما تنظم «داعش» الإرهابي باللغة الإنجليزية.
مرصد الإفتاء يفضح
وصرح الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، في بيان بأن المرصد أصدر هذا العدد الخاص من المجلة في إطار جهود مواجهة جماعات التطرف والإرهاب، والرد على النشاط التحريضي المكثف لجماعة الإخوان الإرهابية مؤخرًا، وتواصلها مع وسائل الإعلام الأجنبية.

وأضاف أن هذا العدد يفضح جماعة الإخوان الإرهابية، ويكشف منهجها المتطرف منذ نشأتها، وارتباطها بالتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، وهو ما تم توضيحه في عدة مقالات باللغة الإنجليزية تضمنها العدد؛ من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح، وإظهار الحقيقة أمام وسائل الإعلام الأجنبية حتى لا تنخدع بهم.

يضم العدد الجديد من المجلة مقالات متنوعة تناولت عدة موضوعات بالغة الأهمية حول فكر جماعة الإخوان، وأهم الأفكار المتطرفة التي تتبناها الجماعة، والشخصيات التي أسست ونظَّرت للعنف داخلها منذ إنشائها.

ومن ضمن المقالات مقال بعنوان: «جماعة الإخوان.. الجذور ومبادئ العنف»، ويتحدث المقال عن نشأة الإخوان التي كانت نتاجًا للسياق السياسي في ذلك الوقت، واستجابة للمشاعر المعادية للاستعمار في مصر، وكان خطابها مغايرًا للخطابات الأصولية المعادية للاستعمار؛ حيث اتبعوا أسلوب المقاربة، واستغلت الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع؛ من أجل تحقيق مكاسب سياسية تصب في صالح الجماعة بدلًا من نفع الأمة.

وذكر المقال أن جماعة الإخوان بذرت بذور التطرف، وتبنَّت لغة المعارضة الهدامة، ووصفت المجتمع بأسره بأنه متدهور ومتجذر في الجاهلية، كما حرضت على إراقة الدماء، ومما يدل على تبني الجماعة نهج الإرهاب والعنف منذ نشأتها اعتراف مرشدها الأعلى، مصطفى مشهور في ذلك الوقت، بضرورة استخدام العنف والقوة المسلحة، ونظَّر لذلك في محاضراته، فقال في إحداها: «لن نحقق النصر إلا من خلال الإرهاب والتخويف، ويجب ألا نستسلم للهزيمة النفسية».

وأشار المقال إلى أن جماعة الإخوان كانت تعمل بوجهين، الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير؛ حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين وكقوة معارضة، أما الوجه الثاني فتمثل في إنشاء «الجهاز السري» للجماعة الذي كانت مسؤوليته تنفيذ العمليات الإرهابية والاغتيالات، ونشر الخوف، والاستيلاء القسري على حكم البلاد في أقرب فرصة، فيما يسمونه بالتمكين.
  حسن البنا
حسن البنا
حسن البنا وبداية منهجية العنف
وعن «جذور ومنهجية العنف» عند جماعة الإخوان، تحدث مقال آخر عن مؤسس الجماعة حسن البنا الذي أسس لهذه الجماعة الراديكالية العنيفة منذ عشرينيات القرن الماضي؛ حيث يحتوي تاريخ أدبياتها الكثير من الأدلة التي لا تعد ولا تُحصى على تأييد البنا للعنف، وتشجيعه كوسيلة أساسية لتحقيق هدف الجماعة النهائي المتمثل فيما أسموه «استعادة الحكم الإسلامي».

وأوضح المقال أنه على الرغم من أن حسن البنا قدم نفسه وجماعته على أنها حركة إصلاحية، فإنه شرع في العنف، وأعطاه صبغة دينية تحت ذريعة «الجهاد، وضرورة إقامة دولة إسلامية، وإحياء الخلافة، وتطبيق الشريعة الإسلامية».

وتحدث المقال عن الجهاد في فكر جماعة الإخوان، والذي يعد مفهومًا لا غنى عنه في أيديولوجية البنا، وهو الأمر الذي كان له النصيب الكبير من خطبه وكتاباته.
سيد قطب
سيد قطب
سيد قطب مُنَظِّر ومؤسس جماعات العنف
كما خصص العدد الجديد من المجلة مقالًا عن سيد قطب، المنظر والمؤسس لجماعات العنف، والذي قدم الإطار النظري الذي يبرر العنف داخل المجتمعات الإسلامية؛ بحجة أن الناس ليسوا مسلمين؛ لأنهم يعيشون في جاهلية.

وأضاف المقال أن قطب اعتبر أن حالة العالم الإسلامي اليوم مماثلة لحالة الجاهلية، لأنهم تخلوا -في رأيه- عن الإطار الديني والعقدي السليم الذي وضعه الله سبحانه وتعالى، واستبدلوه بقوانين من صنع الإنسان.

وأضاف المقال أنه على الرغم من ذلك، لم يراجع الإخوان موقفهم من استخدام العنف كأداة لا غنى عنها، بل قاموا بدلًا من ذلك بإعادة هيكلة نمط الجهاد العنيف عن طريق اختراق وتغيير المجتمعات من خلال ما أسموه بـ«الجهاد الحضاري».

وعن بداية دعم الإخوان للجماعات الإرهابية، أوضح المقال أن ذلك يعود إلى بداية الثمانينيات؛ حيث تبنت جماعة الإخوان خطابًا ثنائيًّا متناقضًا، وهو تمسكها الشديد بأجندتها الأساسية التي ترفض النظم الحديثة، بالتزامن مع اعتناق الإصلاح وقيم الديمقراطية.

وأضاف أنه في هذا الوقت، بدأت جماعة الإخوان الإرهابية طريقًا جديدًا تمثل في دعم الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تنشر العنف تحت لواء ما أسموه «الجهاد المقدس»، وضمنوا استراتيجيتهم في وثيقة سرية صيغت في عام 1982، وتضع الوثيقة خطة طويلة الأجل لإقامة دولة إسلامية، بالإضافة إلى استراتيجية متعددة المراحل للسيطرة على مواقع القوة الإقليمية من خلال التسلل إلى مراكز قيادية داخل مؤسسات الدولة فيما يعرف بـ«التمكين».
 الإرهابي هشام عشماوي
الإرهابي هشام عشماوي
نماذج من أذرع الجماعة المسلحة
استعرض العدد الجديد من المجلة أيضًا نماذج للجماعات المسلحة للإخوان الإرهابية، وبعض النماذج لاستخدامهم العنف المسلح، فتحدث المقال عن رغبة حسن البنا التي أبداها في إنشاء أذرع للدفاع عن التنظيم، وتحقيق أهدافه، فأسس الجوالة، وانضم إليها حوالي 45 ألف كشاف يتم تدريبهم عسكريًّا، وذلك بالمخالفة للقانون المصري لسنة 1938م الذي يحظر إنشاء كيانات شبه عسكرية.

وأشار المقال إلى أن جماعة الإخوان حاولت استعادة حكمهم وإعادة محمد مرسي، رجلهم في السلطة، عن طريق إثارة الفوضى والعنف والإرهاب، وظهرت في نهاية المطاف العديد من الحركات المتطرفة والإرهابية كفروع للإخوان الإرهابية، ومن بينها حركة «لواء الثورة» عام 2016 التي قامت بعدد من العلميات الإرهابية الانتقامية، منها اغتيال العميد عادل رجائي، قائد الفرقة 9 مدرعات بدهشور، ومحاولة تفجير مركز تدريب للشرطة في مدينة طنطا.

الإخوان وعلاقتهم بداعش والقاعدة
وحول تواصل جماعة الإخوان مع الجماعات الإرهابية مثل داعش بيَّن المقال أن هناك العديد من الأدلة على ذلك، من بينها تصريح محمد البلتاجي العضو البارز في الجماعة عقب ثورة 30 يونيو، بأن العنف المستمر في شبه جزيرة سيناء سينتهي بمجرد عودة مرسي.

كما انضم عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية إلى صفوف تنظيم داعش؛ خاصة بعد إعلان محمد مرسي عن تأييده للجهاد في سوريا، وبعد الإطاحة بمرسي وظهور داعش، أكدت تقارير ميدانية عديدة وجود الكثير من شباب الإخوان في صفوف داعش في كل من سوريا والعراق.

وأخيرًا.. أُلقي القبض على الإرهابي هشام عشماوي الذي تسلمته مصر مؤخرًا بعد اعتقاله في ليبيا، وكان عشماوي يخاطب مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين في رسالة فيديو بعنوان «لكي لا تأسوا ولا تحزنوا»؛ حيث حثهم على استخدام العنف، وشن حرب ضد الدولة المصرية، كما حثهم عشماوي على ضرورة استهداف رجال الشرطة والجيش، وشرح لأعضاء جماعة الإخوان كيف يقومون بالتواصل مع الجماعات الإرهابية؛ سواء للانضمام إلى صفوفها أو لتنفيذ هجمات فردية كذئاب منفردة.

الكلمات المفتاحية

"