ad a b
ad ad ad

لعبة «الدين» القديمة.. خاتم النبي إبراهيم يقود جولة الإعادة في إسطنبول

الجمعة 14/يونيو/2019 - 10:23 م
المرجع
محمد عبد الغفار
طباعة

وجهت الانتخابات البلدية التركية الأخيرة، مارس 2019، ضربة وصفعة قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث خسر حزب العدالة والتنمية  (الحاكم) عددًا كبيرًا من المقاعد التي يأتي أبرزها وأخطرها مقعد رئاسة بلدية إسطنبول، أكبر وأهم المدن التركية، وذلك لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض.


إمام أكرم أوغلو
إمام أكرم أوغلو
الدين.. لعبة أردوغان القديمة

ونجح  «الشعب الجمهوري» في السيطرة على رئاسة عدد من البلديات، مثل أنقرة؛ حيث استطاع مرشحه إمام أكرم أوغلو الفوز برئاسة بلدية إسطنبول، وذلك بعد تغلبه على مرشح حزب العدالة والتنمية علي يلدريم، والذي شغل منصب رئاسة وزراء تركيا في وقت سابق.

وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يحافظ على هذه المدن الاستراتيجية وغيرها، تارة بمنع المرشحين الفائزين من تسلم مناصبهم واتهامهم بالانتماء لحزب فتح الله جولن المعارض، وتارة أخرى بإصدار قرارات من الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات بضرورة إعادة التصويت والانتخابات كما هو الحال في إسطنبول.

ولم يتوقف الرئيس التركي عند هذا الحد، ولكنه دفع مرشحي حزبه، وكبار القيادات به إلى استغلال الدين، الورقة الرابحة التي اعتمد عليها كثيرًا داخليًا وخارجيًا، حيث زعم مرشح حزب العدالة والتنمية على بلدية إسطنبول، علي يلدريم، أن الخاتم الذي يرتديه جاء له كهدية من نجله، وتم تزيينه بقطعة حجر من مقام النبي إبراهيم عليه السلام، والموجود عند الكعبة المشرفة، وفقًا لتصريحاته لبرنامج تلفزيوني في قناة ATV.
 علي يلدريم
علي يلدريم
الطابع الديني وتشويه المعارضة

ولم يوضح رئيس الوزراء التركي السابق علي يلدريم الأسباب أو الآليات التي حصل عبرها نجله على هذا الحجر، وكيف تمكن من إخراجه من مكانه شديد الحراسة، ويتضح أن الرجل يريد كسب صفة وصورة ذهنية دينية جيدة، كرجل دين محافظ يمكنه الحفاظ على بلدية إسطنبول من الضياع، ومنع عمليات الفساد والتربح خلال فترة رئاسته لها.

ويأتي هذا الحوار بعد أيام قليلة من تصريحات نائب رئيس حزب العدالة والتنمية نور الدين جانيكلي، الثلاثاء 11 مايو 2019، والتي أكد خلالها أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو ليس مسلم الديانة، ولكنه مسيحي من أصل يوناني، ولا يمتلك ولاءً للدولة التركية، وتم دفعه من قبل جهات خارجية لهذا الأمر.

وهو ما يؤكد أن الحملة ذات الطابع الديني التي يقودها حزب العدالة والتنمية التركي خلال جولة الإعادة في الانتخابات المقبلة، هي حملة ممنهجة، تسعى للتأثير على العامة من الشعب التركي، بهدف إعادة سيطرة الحزب على المدينة الأبرز في الدولة والأقرب إلى قلب الرئيس رجب طيب أردوغان، على حد تعبيره.
"