ad a b
ad ad ad

«غزوة الاستنزاف».. تحولات الأيديولوجيا في تنظيم «داعش» الإرهابي

الجمعة 07/يونيو/2019 - 09:36 م
داعش
داعش
أحمد عادل
طباعة
بعد انهيار حلم إقامة دولة الخلافة المزعومة، وخسارة تنظيم داعش الإرهابي الكثير من المعارك؛ أبرزها معركة الباغوز في سوريا، وكذلك نهاية إرهابه بشكل كبير في العراق، لم ييأس التنظيم ولكنه عاد إلى المشهد في أغلب مناطق الصراع مرة أخري، متبنيًا استراتيجيات جديدة، وذلك عقب الكلمة المسجلة لزعيم داعش الفار «أبوبكر البغدادي» في أبريل الماضي.

فلبي مسلحو التنظيم الإرهابي نداءات قيادته الدموية، وأطلقوا عمليات تحت مسمي «غزوة الاستنزاف» وذلك عبر وكالة أعماق في موقع التليجرام.
وكان لهذه العمليات صدي كبير وسط مسلحي التنظيم، علي أمل استعادة دولة الخلافة المزعومة من قبل البغدادي.

«غزوة الاستنزاف»..

أبرز العمليات الإرهابية لداعش:

- هجمات في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 50 عنصرًا للنظام وقوات سوريا الديمقراطية.

- هجوم مسلح على دورية تابعة للقوات اللبنانية في مدينة طرابلس، مما أدي إلي مقتل  وإصابة 4 من عناصر قوات الأمن اللبناني.

- مقتل 16 شخصًا في كمين نصبه التنظيم بشمال موزمبيق.

- إشعال النيران في المحاصيل الزراعية، في مناطق متفرقة من سوريا والعراق.

- تفجير انتحاري أمام جامعة عسكرية في أفغانستان، مما أدي إلي مقتل ستة أشخاص، وإصابة ستة آخرين.

- هجوم إرهابي علي مستودعات الوقود بمدينة ديفا في النيجر.

- إصابة 11 عنصرًا من عناصر الجيش، إثر هجوم استهدف موقعين عسكريين بمدينة درنة الليبية.

- سلسلة هجمات ضد قواعد عسكرية في ولاية بورنو النيجيرية.

- مقتل 4 من القوات في اشتباك مع التنظيم الإرهابي شمال بغداد.


زيادة العمليات الإرهابية لداعش

ومن الملاحظ وخلال رصد العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم الإرهابي في الفترة السابقة، أنها تزيد في الكثير من البلدان التي يوجد فيها صراع كبير بين القوات الوطنية والتنظيمات المسلحة، كـليبيا وسوريا والعراق، كما أن معدلات القتلى والجرحى ارتفعت، ما تسبب في تمدد داعش في البلاد. 

وقد ارتفعت أيضًا معدلات العمليات في القارتين الأفريقية والأسيوية، مع انخفاضها في قارة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.


«غزوة الاستنزاف»..
تكتيك التنظيم


ينتهج «داعش»، بعد خسائره المتتالية لمعاقله في سوريا والعراق وليبيا، بداية من الموصل العراقية ومرورًا بسرت الليبية ونهاية بالباغوز السورية، استحدث التنظيم عددًا من الاستراتيجيات في عملياته المسلحة التي ينفذها علي العديد من المحاور، وهي التي تجمع ما بين العمليات العسكرية التقليدية وحروب العصابات القائمة على الاستنزاف دون الدخول في مواجهات مباشرة مع القوات الأخرى، وإضعاف العدو دون تحمل خسائر في الأرواح البشرية.

كما وضع عددًا من الاستراتيجيات والتكتيكات التي تعتمد على تفكيك الجغرافيا السياسية  للدول الموجود فيها، مستغلًا تردي الأوضاع المجتمعية والدينية والسياسية والاقتصادية، مما يحقق من خلال تلك العمليات أهدافه وطموحاته التي يسعي إليها بأي شكل من الأشكال، متبعًا طريقة عمليات الكر والفر، تحديدًا في العراق وسوريا بهدف التوسع والتمدد والانتشار إلي الدول المجاورة.

كل هذه التكتيكات والمراوغات التي قام بها تنظيم داعش الإرهابي، جعلته يحقق العديد من النجاحات، في مناطق الصراع المشتعلة.

وتمثل الاستراتيجيات الجديدة التي ينتهجها تنظيم داعش الإرهابي، بيعات جديدة وتجنيد عناصر جدد في مناطق نفوذه ووجوده، مما يصعب على الجيوش مقابلة قوة التنظيم المحتملة في الفترة المقبلة، وهو ما كشفه أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، في تسجيله الأخير المعلن، أبريل الماضي،  وبخاصة في دولتي مالي وبوركينافاسو، علي الرغم من العمليات العسكرية الواسعة ضد التنظيم في الدولتين السابق ذكرهما.


«غزوة الاستنزاف»..
الاستهداف


وبالنظر إلى هذه الاستراتيجيات السابق ذكرها، يمكن القول أن تنظيم داعش الإرهابي حريص، في استهدافاته علي التنوع واختيار العديد من المناطق المتفرقة لإقامة عملياته المتطرفة ضد الأنظمة الحكومية.

فتنوع استهداف ما بين مدنيين وعسكريين سواء كانت قوات شرطة أو جيش، يعطي للتنظيم إعادة خلق وجوده في أماكن جديدة وغير تقليدية من خلال استهدافاته المتنوعة حول العالم أجمع، وتجنيد عناصر جديدة واستخدامها في تنفيذ أيديولوجيته الدموية مع تحقيق استقلالية تنظيمية لها تمكنه من إعادة  وجوده الجغرافي في المناطق المتصارعة بدون الإمساك بالأرض القائم عليها.

إنها قد تحقق بعض النجاحات قصيرة المدى من خلال تكبيد القوات العسكرية بعض الخسائر المادية والبشرية، لكنها على المدى البعيد تكشف عن الملاذات الآمنة التي توجد بها هذه المجموعات الداعشية، ما يسهل عملية توجيه الضربات الاستباقية لها، وهو الأمر الذي يحدث خسائر فادحة بين عناصرها ويحول دون حدوث عمليات مستقبلية لها.
"