ad a b
ad ad ad

بعد توليه رئاسة «تحيا تونس» رسميًّا.. مخاوف «النهضة» من صعود نجم «الشاهد»

الثلاثاء 04/يونيو/2019 - 10:28 ص
المرجع
سارة رشاد
طباعة

حالة توتر جديدة تمر بها علاقة حركة النهضة التونسية، امتداد جماعة الإخوان، برئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بعدما كان يصنف الأخير حليفًا للحركة الإخوانية، فيما ذهب البعض لأبعد من ذلك عندما رجحوا أن تدفع «النهضة» بـ«الشاهد» في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر القادم.


يوسف الشاهد
يوسف الشاهد
وبينما كانت النهضة تبعث برسائل طوال الشهرين الأخيرين لرئيس الحكومة تعبّر فيها عن رفضها للمعلومات المنتشرة آنذاك حول قرب تولي الشاهد رئاسة حزب سياسي جديد، هو «تحيا تونس»، اختار الحزب بالفعل مطلع الأسبوع الجاري «الشاهد» رئيسًا له.

وكانت «النهضة» تحذر الشاهد دائمًا من تلك الخطوة، ملوحة باحتمالية تضحيتها بدعمها له، خاصة وأنها تتعامل على أنها الجهة الوحيدة التي لها الفضل في إبقاء حكومة الشاهد حتى هذه اللحظة.

وفور الإعلان عن «الشاهد» رئيسًا لـ«تحيا تونس»، جددت النهضة مبرراتها، فيما بخص رفضها لتولي رئيس الحكومة حزب سياسي سيكون ضمن منافسين في الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة.

وقال عضو المكتب التنفيذي للحركة، رياض الطيب: إنّه يمكن لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أن يكون رئيسا لحزب لكن الإشكال يكمن في كيفية تحييد الإدارة خلال الانتخابات المقبلة، حسب قوله.
راشد الغنوشي
راشد الغنوشي
وأضاف في تصريحات إعلامية أنّ حركة النهضة بصدد إجراء مفاوضات بهذا الشأن.

من جانبه جاء تعليق رئيس الحركة، راشد الغنوشي، صريح في رفضه، إذ قال للإعلام: إنه في حال أعلن رئيس الوزراء يوسف الشاهد ترشحه للانتخابات الرئاسية ستعيد الحركة النظر في علاقتها به وبحكومته.

وتابع: «نحن مازلنا مع الشاهد في حكومة واحدة، لكن في حال أعلن ترشحه سيكون هناك وضع جديد يحتاج إلى إعادة نظر».

واعتبر أن وزن حزب «الشاهد» وصعوده السريع يسمى «شعبويات»، ضاربًا مثلًا بإعلامي أو رجل دين أو رياضي إلى رأس السلطة في صعود مفاجئ مستغلًا شهرته.

وانتقل إلى موقف «النهضة» من المرشح الرئاسي، إذ قال: إن الحركة قد تتجه لدعم المنشق عنها، حماد الجبالي، على حساب الشاهد.
ويرى مراقبون أن تصريحات راشد الغنوشي، زعيم النهضة، الرافضة لدعم «الشاهد» في الانتخابات المرتقبة، تزيل الغموض نسبيًّا عن موقف حركة النهضة من المرشح الرئاسي، خاصة وأن الحركة كانت طوال الفترة الماضي تتعمد المراوغة عندما تُسئل عن مرشحها الرئاسي.

وإذ كانت الرؤية قد وضحت بالفعل، لكن هذا لا يغني عن سؤال، لماذا تخشي «النهضة» تولي «الشاهد» رئاسة حزب جديد، أو ترشحه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة؟.

وعن ذلك أجاب، الناشط التونسي، قيس بن يحمد، فى تصريح لـ«المرجع» بالقول: إن حالة الخوف لدى النهضة سببها خشيتها من صعود قوة سياسية جديدة مستقرة تنافسها في المشهد، يقصد في ذلك حزب «تحيا تونس».

وأوضح أن ثمة معايير قوية تتوافر لـ«تحيا تونس»، لم تتوافر لباقي القوى المدنية، بما فيها حزب «نداء تونس» الذي يعاني انشقاقات وتغييرات في إدارته، ما يعني إن «النهضة» ستجد منافسًا جديدًا لها، بعدما تعرض النداء لاهتزازات، وانفردت النهضة بالمشهد.

وتوقع أن تضحي «النهضة» بعلاقاتها بالشاهد، إذ ما وجدت إنه سيقاسمها في المشهد، مشيرة إلى أنها ستندم على الدعم الذي وفرته له.
وفي سياق الحديث عن تقسيمات المشهد، يمر حزب «نداء تونس» بتغييرات إدارية أسفرت عنها الانتخابات الداخلية التي أقامها، وانتهت إلى استبعاد حافظ السبسي، نجل رئيس الحزب، من إدارة النداء، وكان السبسي الابن قد تولى إدارة النداء بديلًا عن والده وامتلك سلطات واسعة جعلته الرئيس الفعلي للحزب، وهو ما تسبب في اندلاع انشقاقات كان أبرزها حزب «تحيا تونس»، المؤسس حديثًا.


ووفقًا للانتخابات الداخلية الأخيرة، فالسبسي الابن بات خارج القوة المحركة للنداء، فيما رحبت الإدارة الجديدة بعودة المنشقين عن النداء.


 سفيان طوبال
سفيان طوبال
وعن ذلك قال سفيان طوبال القيادي بحزب حركة نداء تونس فى تصريحات صحفية: «لقد اقتربنا كثيرًا في المفاوضات مع حزب مشروع تونس، بقيادة محسن مرزوق، من أجل عودته للنداء، وسنسعى لعودة جميع المنشقين ... نريد استرجاع النداء لما كان عليه عند تأسيسه عام 2012 على يد الرئيس السبسي، ونأمل أن يتم ذلك قبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في أكتوبر ونوفمبر القادمين، ربما نفكر في قوائم موحدة للجميع بالتشريعية، وسنصطف خلف مرشح واحد بالرئاسيات».

 وفيما يخص هذا المرشح، قال: «قد يكون الشاهد هذا المرشح، هدفنا هو لم شتات العائلة الوسطية التقدمية ومعالجة اختلال التوازن الراهن بالساحة السياسية لصالح جبهة الإسلام السياسي، وإذا ما واصلنا، كحداثيين، التفكك والتشتت، فلا غرابة أن يتكرر سيناريو فوز النهضة بالأغلبية عام 2011».

وبينما يعتبر هذا الوضع مهددا لفرص «النهضة»، إذ يعني توحد القوى المدنية في الجهة المناهضة لها واحتمالية منافستها بقوة في الانتخابات القادمة، فيري الناشط السياسي التونسي  قيس بن يحمد، أن الأمور تسير نحو توتر العلاقات بين «الشاهد» و«النهضة» وتحسنها بين «الشاهد» وحزبه القديم.


"