«تشاتام هاوس»: «القاعدة» يحاول ركوب موجة «الجزائر» بخطابات «معتدلة»
الخميس 06/يونيو/2019 - 11:46 ص
أحمد سلطان
قال المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية «تشاتام هاوس»: إن تنظيم القاعدة يحاول استغلال الحراك الجماهيري للشعوب العربية، في جذب أنصار جدد من الساخطين على الأوضاع في بلدانهم، وحثهم على تبني أيديولوجيا التنظيم.
وأضاف المعهد في تقرير جديد صادر عنه مؤخرًا، أن تنظيم القاعدة وفروعه نشر 4 رسائل، منذ انطلاق الاحتجاجات ضد الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، أثنت فيها على الانتفاضة الشعبية، بلهجة استرضائية أكثر منها "جهادية"، كما قدمت نصائح عملية للشعب الجزائري.
وخلال تلك الرسائل حاولت «القاعدة» الظهور بمظهر لطيف، وتوجيه المتظاهرين إلى التمسك بما وصفته بـ«أهداف الشريعة»، دون التحريض على أي أعمال إرهابية، أو حتى ذكر «الجهاد».
أبوعبيدة يوسف العنابي
وبحسب «تشاتام هاوس» فإن القاعدة تسعى عبر «الرسائل اللطيفة» إلى التوجه لجمهور إسلامي متنوع، ولا تريد استعداءه باستخدام تعبيرات «الكفار» و«المرتدين».
ويُعتبر معهد «تشاتام هاوس» أن نهج القاعدة الجديد في الجزائر ينبع من معرفة التنظيم بأنها بلد صعبة للعمل، بعد عشرية الدم السوداء التي عاشتها الجزائر منذ عام 1990.
ودخلت البلاد في مستنقع من الإرهاب والمجازر الدموية، راح ضحيتها الآلاف، حينما كشرت الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» عن أنيابها في «بلد المليون شهيد».
ويوضح المعهد أن التنظيمات الإرهابية الأخرى، تبرأت من أفعال «الجيا»، وفضلت نسبة المجازر التي شهدتها البلاد إلى «الانحرافات» التي ضربت منهجها، أو إلى أعمال المخابرات الجزائرية نفسها، على حد وصفهم.
العنابي ومحاولة تبييض وجه القاعدة
ظهر القيادي الجزائري بتنظيم القاعدة أبو عبيدة يوسف العنابي خلال 3 رسائل من أصل 4 بثها التنظيم، منذ اندلاع الاحتجاجات، وركز في خطاباته الثلاث، على التماهي مع الحراك، وعدم الصدام مع المتظاهرين.
وقال «العنابي» في أحد خطاباته: إن عناصر التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي، هم أبناء الشعب وإخوانه، مضيفًا أنهم حاربوا النظام الجزائري من الجبال لمدة ربع قرن، وأنهم يخوضون مع المتظاهرين معركة واحدة ضد أعدائهم.
ويُعتبر معهد «تشاتام هاوس» أن نهج القاعدة الجديد في الجزائر ينبع من معرفة التنظيم بأنها بلد صعبة للعمل، بعد عشرية الدم السوداء التي عاشتها الجزائر منذ عام 1990.
ودخلت البلاد في مستنقع من الإرهاب والمجازر الدموية، راح ضحيتها الآلاف، حينما كشرت الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» عن أنيابها في «بلد المليون شهيد».
ويوضح المعهد أن التنظيمات الإرهابية الأخرى، تبرأت من أفعال «الجيا»، وفضلت نسبة المجازر التي شهدتها البلاد إلى «الانحرافات» التي ضربت منهجها، أو إلى أعمال المخابرات الجزائرية نفسها، على حد وصفهم.
العنابي ومحاولة تبييض وجه القاعدة
ظهر القيادي الجزائري بتنظيم القاعدة أبو عبيدة يوسف العنابي خلال 3 رسائل من أصل 4 بثها التنظيم، منذ اندلاع الاحتجاجات، وركز في خطاباته الثلاث، على التماهي مع الحراك، وعدم الصدام مع المتظاهرين.
وقال «العنابي» في أحد خطاباته: إن عناصر التنظيم في بلاد المغرب الإسلامي، هم أبناء الشعب وإخوانه، مضيفًا أنهم حاربوا النظام الجزائري من الجبال لمدة ربع قرن، وأنهم يخوضون مع المتظاهرين معركة واحدة ضد أعدائهم.
بينما حاولت القيادة المركزية للتنظيم، العزف على نفس الوتر في رسالتها التي أصدرتها خلال أبريل الماضي، وأكدت فيها أنها مع الشعوب الثائرة لإزالة الطغيان، وتحكيم الشريعة، على حد وصف التنظيم.
وابتعدت رسائل فرع التنظيم في المغرب، أو في القيادة المركزية، عن استخدام لفظ التكفير ضد مخالفيه، بينما أشاد مناصرو التنظيم بحكمة «العنابي» في انتقاء الألفاظ، ومحاولة تطمين الجماهير الجزائرية.
كما تضمنت رسالة القيادة المركزية للتنظيم، دعوات للمتظاهرين لتنظيم أنفسهم واختيار ما وصفتها بـ«القيادة الإسلامية» للحراك، وتكوين حرس ثوري لحماية الثورة، وصونها من الاختطاف، على حد تعبير «القاعدة».
أبوقتادة الفلسطيني
أبوقتادة منظر الإرهاب
وفى ذات السياق، ظهر المنظر المحسوب على الجماعات الإرهابية أبو قتادة الفلسطيني، مطلع مايو الماضي، في رسالة له عبر موقع يوتيوب للفيديوهات القصيرة، ليحرض «الإسلاميين» على الاندماج في صفوف الجماهير، لكسب ثقتهم، وعزل من اعتبرهم «علمانيين» عن الحراك.
وحث «الفلسطيني»، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ الجزائرية علي بلحاج على قيادة الحراك، وهو ما يعتبر تغييرًا نسبيًّا في تفضيلات الجهاديين باعتبار أن «بلحاج» لم يكن يومًا محسوبًا على تيارهم.
لكن دعوى «الفلسطيني» قوبلت بانتقاد شديد من أوساط «الإسلاميين» أنفسهم، باعتباره متورطًا في التحريض على عنف الجماعة الإسلامية المسلحة في «الجزائر»، ومروجًا لأفكارها والمجازر التي نفذتها خلال العشرية السوداء.
وأشرف «الفلسطيني» على مجلة تسمى بـ«الأنصار» خلال تسعينيات القرن الماضي، كما روج فيها لمجازر ارتكبت ضد عامة الشعب الجزائري في بابه الذي كان يكتبه دائمًا تحت عنوان «بين منهجين».
وفي الوقت الحاضر، يعتبر «الفلسطيني» أحد دعاة «البراجماتية» داخل صفوف الحركات الإرهابية، إذ دعا تنظيم القاعدة لاتباع أسلوب أكثر مرونة، والانخراط في صفوف المتظاهرين، بينما دعا مناصرون آخرون للتنظيم إلى عدم التقييد بوصف القاعدة، والاستفادة من تجربة التنظيم في اليمن الذي غير اسمه لأنصار الشريعة، تماشيًا مع الحراك هناك.
معهد تشاتام هاوس
التسلل بهدوء
ويلمح معهد «تشاتام هاوس» إلى أن «القاعدة» تسعى للتسلل داخل صفوف الجماهير، والاستمرار في بناء القوة لكن بهدوء وصمت، بدلًا من الدعوة الصاخبة للقيام بأعمال عنف.
ويوضح المعهد أن «القاعدة» متمايزة في الوقت الحالي عن تنظيم داعش الذي دعا إلى استعمال العنف المسلح في الجزائر، مؤكدًا أن تنظيم القاعدة أخطر في الوقت الحالي.
وشهدت الجزائر احتجاجات ضد ترشح الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، أسفرت عن استقالة الرئيس، وتولى الجيش للحكم بصورة مؤقتة.





