بعد وصول «عشماوي».. أسر شهداء الجيش لـ«المرجع»: مصر ثأرت لأبنائها
الأربعاء 29/مايو/2019 - 04:12 م
عمرو عبدالفتاح وأحمد لملوم
مكبلًا بالقيود، معصوب العينين مطأطئ الرأس بانكسار، هكذا بدا الإرهابي هشام عشماوي وهو في قبضة رجلين من جهاز المخابرات العامة عقب وصوله إلى مطار القاهرة الدولي قادمًا من ليبيا، التي هرب إليها خشية أن تتمكن قوات الأمن من القبض عليه.
وكان عشماوي ويكنى «أبوعمر المهاجر»، أحد قيادات تنظيم جند الإسلام المرتبط بالقاعدة، وأسس قبل ذلك تنظيم «مرابطون» الذي نشط في شمال سيناء، وهو المخطط الرئيسي لعمليات إرهابية عدة نفذت، أبرزها هجوم على قوات الأمن في طريق الواحات البحرية أكتوبر 2017، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم سبتمبر 2013.
وتروي زوجة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، السيدة منار محمد سليم لـ«المرجع»، كيف كان الشهيد الذي قتل في هجمات مدينة رفح يوليو عام 2017، تبدو عليه علامات الاستياء الشديد ممزوجة ببعض الحزن عندما كلما ذُكر أمامه اسم عشماوي؛ بسبب تحوله من رجل في القوات المسلحة إلى إرهابي.
قائلة: كان الشهيد منسي ضمن الدفعة التي سبقت دفعة عشماوي وتخرجت في الكلية الحربية، ووصفت إحساسها عند رؤية صورة عشماوي التي تداولتها وسائل الإعلام قائلة: «اليوم أول مرة أحس أني نايمة فرحانة وأن أحمد فرحان، قعدت أتكلم مع نفسي وأقول إنه لو كان عايش كان هيبقى فرحان جدًّا؛ الخبر لم يسعدني ويسعد أهالي الشهداء فحسب، بل أسعد كل المصريين، وفي انتظار تقديمه للعدالة والقضاء».
ووجهت رسالة إلى عشماوي قائلة: «حسبي الله ونعم الوكيل، وقبل أن يتولاك الله ياريت تترك رسالة لكل واحد ممكن تسول له نفسه السير في طريقك، وأنت أقدر واحد للكلام عن هذا الطريق الأسود المملوء بالكراهية والدماء، وكيف فعلت في نفسك ذلك، وقد ميزك الله عن الحيوان بالعقل؟ وكيف وصلت بنفسك لهذه المرحلة، وقد أصبحت إنسانًا مكروهًا؟ فماذا استفدت من ذلك؟».
وأضافت زوجة الشهيد منسي: «ابني الكبير حمزة عرف الخبر، وكان سعيدًا برؤية صورة عشماوي، ليس شماتة فيه لأنه لا يساوي شيئًا، ولكن للقصاص والشعور أن حقه قد عاد إليه، رؤية عشماوي وهو ينزل من الطائرة مكبلًا بالقيود والعالم كله يرى ذلك الموقف، تعكس قوة مصر التي تأتي لنا بحقنا، هو موقف رائع بأكمله».
وقالت السيدة سامية زين العابدين، زوجة الشهيد العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالقوات المسلحة، والذي اغتيل أمام منزله في أكتوبر عام 2016: «منذ إعلان القبض على عشماوي في ليبيا العام الماضي، لم يكن عندي أدنى شك أن هذا الإرهابي سيأتي إلى هنا في القاهرة، وكنت متشوقة لهذه اللحظة التي أراه فيها على أرض بلادي».
وأضافت زين العابدين: «هذا الشخص الذي مع الأسف كان يومًا ما جزءًا من القوات المسلحة، وتخرج في مدرسة الوطنية، الكلية الحربية، لكن الخيانة شيء وارد، وهي موجودة في الطبيعية البشرية منذ الأزل، ولعلنا نتذكر خيانة هابيل لأخيه قابيل، والخيانة تعيب وتجيب العار لمن قام بها وحده، فهذا الشخص (عشماوي) باع وطنه وأرضه برخص التراب».
ويعتبر القبض على عشماوي انتصارًا كبيرًا في الحرب التي تخوضها قوات الأمن على الإرهاب، وكان قد حكم عليه غيابيًّا بالإعدام إثر إدانته بالهجوم على كمين للشرطة والجيش في واحة الفرافرة في منطقة بصحراء مصر الغربية، الذي أسفر عن قتل نحو 30 جنديًّا مصريًّا عام 2014.
وتتمنى زين العابدين تنفيذ محاكمة عسكرية في حق عشماوي؛ إذ إنه في حال إدانته سيتم إعدامه رميًا بالرصاص، وهي عقوبة تراها كافية لما ارتكبه من جرائم في حق الوطن، مضيفة: «هو سمح لنفسه أن تكون يديه ملوثة بدماء زملائه، الذين عاش وأكل معهم، هذا الخائن يستحق أقصى عقوبة ممكنة».
وتحدثت زين العابدين عن يقينها التام بأن القوات المسلحة تستطيع استعادة الخونة من الخارج، قائلةً: «أنا عندي ثقة أن بلادي هتجيب حق زوجي وحق الشهداء ومصابي العمليات الإرهابية، أنا أشعر بالفخر والعزة، وياريت كانت هناك كلمات تعبر عن شعوري في هذه اللحظة، لكن لا توجد».
ووجهت زوجة الشهيد رجائي عن ضرورة قيام جميع الفئات بدورها خلال الحرب على الإرهاب، قائلة: «هناك دور كبير على كل شخص منا، وهنا أناشد الإعلام بأن يقوم بدوره خلال هذه الفترة، بلدنا تحتاج إلى أن يقوم الإعلام بدوره».
ومن جانبه قال رمضان علي، والد المجند الشهيد أحمد رمضان علي الذي قتل في عملية استهداف أتوبيس مخصص للإجازات الميدانية لأفراد القوات المسلحة بسيناء عام 2013: «أنا رجل مؤمن بقضاء الله وقدره، ابني قضى في الجيش 14 شهرًا، قبل أن يذهب إلى رفح».
«أنا راجل معايا ولدين الشهيد أحمد ومعايا مدحت، وأنا باقول إن ربنا أعطاني أمانتين أخذ واحدة تعيني على متاعب الآخرة والثاني تركها لي لتعينني على متاعب الدنيا، وأنا متأكد أن ربنا مش هيظلمني، وبأمانة يكفيني اتصال العمداء والنقباء والمقدمين حتى الآن بي وأتصل عليهم أيضًا لمواساتي وهذا يكفيني بحمد الله».
وتملك والد الشهيد شعور مختلف عندما شاهد عشماوي وهو مكبل بالقيود؛ إذ قال: «أنا متذكرتش ابني لما شوفته وهو مقبوض عليه، لكن افتكرت حادثة الهجوم على قوات الأمن بطريق الواحات؛ لأنه هو مخطط وكان من المنفذين ليها، والسبب أن الضباط والعساكر اللي قتلوا في الهجوم، كانوا معسكرين أمام شغلي، وكنت بشوفهم وانا رايح وجاي».





