ad a b
ad ad ad

حرب اللحم الحلال تشتعل في البرازيل بين الصيفي والزغبي

الجمعة 24/مايو/2019 - 03:22 م
ماهر فرغلي
طباعة

اشتعلت خلال هذا الأسبوع معركة اللحم الحلال في البرازيل، المصدر الرئيسي لأغلب الدول الإسلامية، ومنها مصر والإمارات والسعودية، بين المصدرين الرئيسيين، وهما اللبناني محمد حسين الزغبي، واللبناني الإخواني عضو الجماعة الإسلامية أحمد الصيفي؛ حيث اتهم الثاني الأول أنه تابع لجماعة الإخوان في رسالة لرابطة العالم الإسلامي، التي تستورد ما يبلغ من 14 مليار دولار تذهب كلها إلى بيزنس اللحوم، وجماعة الإخوان، التي أصبحت هذه المسألة من الأدوات الكبيرة في تمويل تنظيمها العالمي.


وفي رسالة وصلت (المرجع) كان كتبها أحمد إبراهيم وهبي، الذي يعمل بشركة وجمعيات الإخواني الصيفي، أرسلها لرابطة العالم الإسلامي، قال فيها: إن هناك فوضى بين الجهات المصدرة للحوم الحلال، وإن جميع الأبقار المصدرة للمملكة غير صالحة شرعًا، وهناك جهة مشبوهة تدعم بقوة جماعة الإخوان ويرأسها محمد الزغبي، الذي تم تعيينه مؤخرًا سفيرًا فخريًّا بالسودان؛ حيث على رأس شركته المصري الشيخ خالد رزق، الذي هو وجه الإخوان بالبرازيل، وإن الهيئة العالمية بالحلال (شركة الصيفي) تطلب تدخل الرابطة.


وفي ردٍّ على تلك الرسالة، قال خالد رزق، الذي يعمل في شركة وجمعية محمد الزغبي، في تصريح خاص: أحمد علي الصيفي تمادى في ظلمه لعباد الله، منذ أن بدأ وحتى تاريخه، فهو لا يتورع في إيذاء خلق الله، من خلال التقارير الدورية التي يكتبها زورًا وكذبًا، ويرسلها للسفارات والإدارات المختلفة في العالم الإسلامي، يتهم الآخرين أنهم إخوان، طمعًا في المزيد من الجاه والمال.


اقتصاد بالمليارات

لم تعد كلمة «حلال» وسيلة يجب التقيّد بها عند ذبح الحيوان كي يكون محلَّلاً للأكل؛ بل غدا اقتصادًا يتحرك بالمليارات، وعلامة تجارية يتهافت عليها الملايين في أوروبا وأمريكا، وتقام لها أسواق مخصصة ومتاجر، وهو ما فرض عليها الخضوع لسلسلة إجراءات طويلة، تمرّ عبر مؤسسات الإفتاء الديني، أو المراكز الإسلامية التي تمنح رخصة المرور، وجلّها في أيدٍ احتكارية أكثرها تابع لجماعة الإخوان المسلمين.


اللحوم الحلال التي تصل مصر والسعودية والإمارات تبلغ قيمتها 14 مليار دولار سنويًّا، ويمتلكها في البرازيل اثنان، أحمد الصيفي، الذي يقابل وكيل وزير الأوقاف السعودي عبدالله الصامل، اليوم، ومحمد حسين الزغبي، وكلاهما يصدر للدول الثلاث.


يذكر أننا أشرنا من قبل إلى أن الصيفي رغم أنه إخوان، فله فريق إعلامي كبير، يتقاضون آلاف الدولارات شهريًّا، نظير تمرير لقاءاته، ورسائله التي يرسلها لرابطة العالم الإسلامي، وأيضًا عن طريق بعض الصور التي تجمعه مع بعض مشايخ الأزهر في لقاءات قديمة له، رغم أنه منذ عام 65 كان بوابة مرور الإخوان لأمريكا الجنوبية، وهو عضو الجماعة الإسلامية بلبنان، وكل الدعاة الذين يُطلق عليهم دعاة الصحوة بالمملكة كانوا لابد أن يمروا بمؤسسته؛ حيث أنفق من قَبل على 150 خليجيًّا، والآن وصل عددهم لحوالي ألف شخص تحت لقب (داعية) يُشرفون على ما يُسمى اللحوم الحلال، تابعون لشركته.


والصيفي عقب فض اعتصام رابعة له صور مع وعاظ وأئمة كان يُنفق عليهم، قاموا بمظاهرات، ورفعوا شعارات رابعة، هذا وأصبحت مؤسسته «غير الربحية بالأساس» مؤسسات ضخمة؛ وذلك لأنها تتقاضى أجورًا مقابل ختم «صكوك» الحلال التي تبيعها.


وبحسب تقارير اقتصادية لمجلة «إنسايدرز» الأمريكية؛ فقد قدِّرت قيمة تجارة اللحوم الحلال بحوالي 2.3 تريليون دولار أمريكي سنويًّا، ومن المتوقع أن تصل بحلول العام 2020 إلى 6.4 تريليون دولار.


يقول كمال السيوفي عضو التجمع السوري، نقلاً عن الصحفي إبراهيم أبوعلي المقيم بالبرازيل:


إنه اقتصاد بمئات الملايين من الدولارات، مثلا شركات الدجاج تدفع دولارًا على كل دجاجة لكي تأخذ ختمًا أنها (حلال)، وذُبحت على الطريقة الإسلامية، ولأن الموضوع مربح جدًّا فأصبح في البرازيل وحدها:

- مجموعة الذبح الحلال، وهي شركة برازيلية تابعة لمركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، ومؤسسها أحمد الصيفي.

- سيبال وهي شركة برازيلية لمحمد حسين الزغبي.

- أغذية حلال وهي شركة برازيلية تابعة للمركز الإسلامي البرازيلي وسكرتيره العام هو ناصر خزرجي.


يضيف: كلمة «حلال» تمّ اعتمادها عالميًّا لتُختم بها اللحوم المصدَّرة للمسلمين؛ وذلك لأنّ أغلب الدول المصدٍّرة هي دول غير إسلامية، ولا يهمها إن ذُكِر اسم الله أم لم يُذكر، ولا يهمها أن تذبح عَلى الشريعة الإسلامية أو البوذية.

لذلك تمّ اعتماد جهات محلية -في الدول المصدِّرة- لتقوم بالإشراف على المذابح والمسالخ لختم المنتجات بـ«حلال» لأنّ هذا الختم هو «فتوى» بجواز أكل هذا اللحم، وقد علمت وزارة الصحة الكويتية حين فحصت عينات من نقانق الدجاج البرازيلي وجود دهون ولحوم خنزير فيها، علمًا أنها مختومة «حلال»، لقد أصبحت هذه الجمعيات «غير ربحية بالأساس» مؤسسات ضخمة، وذلك لأنها تتقاضى أجورًا مقابل ختم «صكوك» الحلال التي تبيعها لمن يدفع عشرة دولارات للطن، وهناك شرط من الجمعيات المشرفة على هذه اللحوم بأن ُيصرَف ما قيمته ٣٠٪ من إيرادات تلك الشركات على الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية، فإذا علمتَ أنّ ما تمّ تصديره من لحوم الدواجن للدول العربية في عشرة أشهر هذا العام هو مليون ومائتي ألف طن، فهذا يعني أن تلك الشركات جَنَت أرباحًا تساوي اثني عشر مليون دولار، ومن المفروض أن يكون قد صُرِفَ منها أربعة ملايين دولار على الدعوة للإسلام في أمريكا اللاتينية، والتي لا نكاد نرى أثرًا منها، خصوصًا أنّ بعض المشايخ الذين يأتون ليخطبوا الجمعة في مساجد البرازيل يتقاضون أجورًا عالية تصل إلى خمسة آلاف دولار شهريًّا من الجاليات المسلمة.

حرب اللحم الحلال
"