«المهاجرون».. بوابة إرهاب كبرى في تاريخ بريطانيا الحديث
تعيش الدول الأوروبية
حالة من الفزع بشأن عودة عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من سوريا والعراق لبلادهم، لكن
بريطانيا تواجه مشكلة مختلفة تتمثل في ظهور جديد لخلية إرهابية محظورة نشأت على أراضيها
أطلقت على نفسها اسم «المهاجرون»، والتي اعتقل أغلب عناصرها وما إن تم الإفراج عنهم،
حتى عادوا إلى حشد صفوفهم وتعاهدوا على نهج التطرف، وشنِّ حملة للقضاء على الديمقراطية،
وفقًا للقاءات صحفية أجريت مع عدد من العناصر السابقة.
وتمثل عودة الجماعة قلقًا
بالغًا للسلطات البريطانية؛ لسعيها لتجنيد عناصر جديدة في ظل محاولات «داعش» العودة
إلى بريطانيا بعد سقوط دولة الخلافة المزعومة في العراق وسوريا.
بوابة الإرهاب
تشجع «المهاجرون»، ما يصل إلى 80 من الشباب المسلمين في بريطانيا و250 إلى
300 شخص من مختلف أنحاء أوروبا، على الانضمام إلى التنظيم الإرهابي في سوريا، لذا تعد
أكبر بوابة للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث.
كما صدر قرار حظرها بموجب قوانين مكافحة الإرهاب عام 2010، ومنذ أن تم
ذلك يعمل أعضاؤها تحت مسميات أخرى، لكن الحكومة البريطانية تواصل مواجهتها وغيرها معتبرة
أنها مسميات مختلفة لتنظيم إرهابي واحد.
واشتهرت الجماعة حين أقامت احتفالات في ذكرى هجمات 11 سبتمبر 2001، التي أصابت الولايات المتحدة، واصفة منفذي الهجمات بأنهم «العظماء التسعة عشر».
تكتيكات أقل وضوحًا
وبعد فترة خمول، عاودت الجماعة حشد صفوفها بعد أن غيرت اسمها، متبنية تكتيكات
أقل وضوحًا من سابقاتها، كما استخدمت تطبيقات مشفرة عبر الإنترنت وعقدت لقاءاتها في
سرية تامة.
وبحسب عضو سابق في الجماعة، فقد عاودت الشبكة عقد لقاءاتها شرقي لندن،
تحديدًا مدينة «لوتون» وكذلك ببلدة «بدفوردشاير» المجاورة.
وتعتبر جماعة المهاجرين هي المسؤولة عن نصف العمليات الإرهابية التي يقوم
بها بريطانيون منتمون للجماعة في بلدهم ومناطق أخرى؛ حيث إنه بين 51 هجومًا أحبطته
السلطات كان 23 منها على صلة بها.
كما إنها على صلة بسلسلة الهجمات الإرهابية، التي تعود لعام 1997، عندما
استهدف أحد عناصر الجماعة ضابط شرطة بريطانيًّا.
وقد أسسها الداعية المتطرف عمر بكري مع أنجم تشودري عام 1996؛ حيث نظمت الجماعة مظاهرات معادية للغرب من بينها مسيرة محظورة في لندن؛ أدت إلى استدعاء تشودري إلى المحكمة،
وتم حل المنظمة بعد أن حظرتها الحكومة البريطانية.
ويذكر أن على الرغم من وضع الأعضاء البارزين في جماعة «مهاجرون» تحت الإقامة الجبرية بعد الافراج عنهم، فإنهم أفادوا باستمرار مواصلة نشاطاتهم السابقة، لكن دون ذكر الاسم القديم للجماعة.





