على خلفية كسرهما حظر السلاح على ليبيا.. مطالبات بتحرك أممي ضد قطر وتركيا
تسيطر حالة من الرفض على الأوساط الليبية ضد دولتي قطر وتركيا، على خلفية الدعم العسكري الذي توفره الدولتان لحكومة الوفاق والميليشيات المسلحة الداعمة لها في العاصمة.
وفي هذا السياق، عبّرت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب عن استغرابها مما وصفته بالصمت المريب من البعثة الأممية في ليبيا على انتهاك الحظر الدولي للسلاح من قبل دولتي تركيا وقطر.
وقالت اللجنة في بيان، صادر عنها اليوم الأحد، حصل «المرجع» على نسخة منه، إن شحنات السلاح تتوالى، وتصل لأيدي الميليشيات على مرمى حجر من مقرِّ البعثة، معتبرة هذا الصمت متعمدًا.
وطالبت اللجنة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك العاجل لوقف تدخل هذه الدول في ليبيا، لاسيما لجان الدفاع بالاتحاد الأوروبي التي طالبتها بتحمل مسؤولية دعم بلدانهم لحكومة الوفاق برئاسة السراج المسيطر عليها من قبل تنظيمات داعش والقاعدة، ليتمكن الجيش من تحرير العاصمة.
ويأتي ذلك تعقيبًا على وصول شحنة سلاح تركية، السبت 18 مايو، إلى ميناء طرابلس، قادمة من ميناء سامسون التركي.
ووفقًا لموقع المرصد الليبي، المقرب من الجيش الوطني الليبي، فما يُعرف بـ«لواء الصمود» بقيادة المعاقب دوليًّا وأمريكيًّا صلاح بادي، تسلم شحنة مدرعات وأسلحة تركية، ووفقًا لصور ومقاطع فيديو نشرتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشحنة تسلمها شخص يُدعى أشرف مامي، وتحرك بها باتجاه الجنوب؛ حيث منطقة عين زارة، للتخزين ومن ثم الاستعمال، وذلك بصفته المساعد الميداني الأول لبادي.
وأكد لواء الصمود عبر صفحته على موقع التواصل «فيس بوك» أن الشحنة وصلت على متن سفينة شحن تحمل علم دولة مولدوفا، فيما أوضحت الصور أن الشحنة تتضمن عددًا من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات، إضافة لبنادق قنص ورشاشات أغراض عامة، وكميات غير معروفة من الذخائر.
وبيّنت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها «لواء الصمود» وكذلك صفحة «كتيبة المرسي»، التي أسسها ويقودها «بادي» شخصيًّا، لحظة إنزال السفينة لشحنتها من المدرعات، مدون عليها «لحظة وصول الوحش».
وبلغ عدد هذه المدرعات تقريبًا بحسب المقاطع والصور الواردة من الميناء قرابة 40، فيما كشف موقع المرصد الليبي عن اسم السفينة، إذ قال في تقرير له إن اسمها «أمازون»، وأبحرت في 21 أبريل الجاري من ميناء «سامسون التركي» شمال تركيا.
وأوضح الموقع أن صور المدرعات تبيّن أنها من نوع «كيربي»، المصنعة بمعرفة شركة «بي إم سي» أوتوموتيف التركية لإنتاج العربات المدرعة، ويملك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهم هذه الشركة التركية التي يقع مقرها في مدينة سامسون نفسها حيث ميناء الشحن.
وفيما لم تنكر أطراف ليبية الهوية التركية لهذه الأسلحة؛ ما يعني كسر أنقرة لحظر السلاح، احتفى عضو مجلس النواب المقاطع، علي السباعي، والمقرب من المفتي الليبي السابق، المثير للجدل، الصادق الغرياني، بشحنة السلاح، قائلًا عبر حسابه على «فيس بوك»: إن المدرعات والمعدات التركية التي وصلت العاصمة طرابلس ستزيد العسكريين والمدنيين ممن وصفهم بـ«أبطال فبراير»، نورًا على نور، على حد وصفه.
وأضاف: «إلا أنني أخشى من كثرة الحديث على أنّ النصر بسبب هذه المعدات والمدرعات، فعند ذلك يحدث ما نخشاه، وهو أن يكلك الله إلى هذه المدرعات، فالنصر من عند الله، وهذه المدرعات تقرب النصر، ولكن لا تصنعه».
ولا تعتبر هذا الشحنة الأولى من نوعها، إذ سبق ورصد الجيش الليبي دخول سفن إلى موانئ ليبية محملة بالسلاح، آخرها كانت سفينة إيرانية وصلت إلى ميناء مصراتة، نهاية أبريل الماضي، بشحنة لم يُعرف محتواها حتى الآن إلا أن الجيش الليبي حذر منها.
يشار إلى أن الجيش الليبي اتهم تركيا في أكثر من مرة بتهريب السلاح والإرهابيين إلى ليبيا، قائلًا على لسان المتحدث باسمه، اللواء أحمد المسماري: إن أنقرة متورطة في تدعيم الإرهاب في ليبيا.
وأدان الباحث الليبي، محمد الزبيدي، الصمت الدولي على التدخل التركي في ليبيا، مشيرًا إلى أن ثمة رغبة تركية للحيلولة دون تقدم الجيش في طرابلس، ولفت في تصريح لـ«المرجع» إلى أن مثل هذه الإمدادات تحاول تعطيل نجاحات الجيش الوطني في طرابلس، مشيرًا إلى أن المعركة صعبة نظرًا لأهمية العاصمة للدول الداعمة للإسلام الحركي.





