فرنسا تبحث عن مخرج للتعامل مع المقاتلين في صفوف الأكراد بسوريا
مع إعلان تنظيم داعش تأسيس خلافته المزعومة في سوريا والعراق عام 2014، سافر الكثير من المواطنين الفرنسيين للانضمام لصفوفه؛ لكن القتال في الدولتين لم يجذب المتشددين فقط، فقد سافر شبان وانضوا لصفوف الأكراد لقتال التنظيم الإرهابي، وحاليًّا يشكل هؤلاء الأشخاص مشكلة للسلطات الفرنسية بعودتهم إلى بلدهم مرة أخرى.
ولا تزيد أعمار هؤلاء
الذين سافروا لمحاربة تنظيم داعش عن الثلاثين عامًا، ويقدر عددهم بالعشرات، وإن
كانت الجهات الحكومية الفرنسية ليس لديها عددهم بدقة.
وصرح أحدهم ويدعى داميان كيلير ويبلغ من العمر 25 عامًا لوكالة الأنباء الفرنسية «النزاع كان يشارك فيه أشخاصٌ من كل التوجهات الفكرية، إذ يوجد فوضويون وشيوعيون وعسكريون سابقون ومغامرون، ومن يلتقطون صور مع رشاش كلاشينكوف وينشرونها على صفحاتهم على فيس بوك».
وكان المقاتلون التابعون لوحدات حماية الشعب الكردي يعلموا كل من جاء للانضمام إلى صفوفهم كيفية استخدام رشاشات الكلاشينكوف والمدافع الرشاشة وقاذفات الصواريخ، في المقابل يطلبون أن يبقى هؤلاء الوافدون إلى جانبهم لمدة ستة أشهر على الأقل.
وكان ييسان بدروه غادر فرنسا متوجهًا إلى سوريا أواخر عام 2016، وعندما تواصلت معه وسائل إعلام فرنسية للحديث عما يجرى معه في سوريا قال: إن «المعنى يكمن في الفعل السياسي المشترك وليس في السجل العسكري، أنا التقى بفرنسيين متعددي الشخصيات، من محاربين قدماء إلى مغامرون لا صلة لهم بالقضية السورية».
وأضاف ييسان أن الاستخبارات الفرنسية تخشى أن تحصل اعتداءات على أهداف في الدولة وتخشى من قيام حركة سياسية يقودها هؤلاء الأشخاص عقب عودتهم، إذ أنهم أن يمثلون تحديًّا أمنيًّا بالنسبة للسلطات الفرنسية، خاصة بعد اكتسابهم خبرات معرفة عسكرية.
وكتب أحد هؤلاء الفرنسيين ويدعى أندريه ايبير كتابًا صدر في شهر مارس الماضي بعنوان إلى الرقة، تحدث فيه عن التحقيق معه في مقر الاستخبارات الفرنسية بعد رحلته الأولى إلى سوريا بين يوليو 2015 وأبريل 2016، وبعد عدة أشهر، صادرت الشرطة جواز سفره، لكنه استعاده بكسبه القضية أمام المحكمة الإدارية، وتمكن من الذهاب مُجددًا إلى سوريا.
ولا يوجد حاليًّا أي تحقيق في النيابة العامة في باريس يستهدف الفرنسيين، الذي غادروا للقتال إلى جانب وحدات حماية الشعب، وفق مصدر قضائي تحدث مع الوكالة الفرنسية، ويذكر أن هؤلاء الأكراد مرتبطون بحزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يصنّفه الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.





