عبر تحركات عسكرية.. «أردوغان» يسعى لتحقيق وعده الانتخابي بالشمال السوري
قطعت تركيا علاقتها رسميًّا مع الدولة السورية عقب اندلاع الاحتجاجات عام 2011، وأطلقت عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون»، والتي سيطرت خلالهما على مناطق واسعة في الشمال السوري، وعملت على إحداث تغيير ديموجرافي بها.
ولم تتوقف تركيا عند هذا الحد، ولكنها زادت من خطواتها الاستفزازية بصورة ملحوظة الأسبوع المنصرم، وزادت من نشاط قواتها ومن خطواتها الدبلوماسية بالشمال السوري.
وعلى رأس تلك الخطوات، ما قام به وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة 10 مايو، بزيارة تفقدية إلى الوحدات العسكرية التي تنتشر على الشريط الحدودي مع سوريا، ورافقه خلال الزيارة رئيس الأركان الفريق أول يشار جولر، وقائد القوات البرية الفريق أول أوميت دوندار.
ووفقًا لوكالة «الأناضول» التركية الرسمية، فقد أجرى وزير الدفاع التركي لقاءً بوالي بلدية هاطاي، الموازية للحدود السورية، والواقعة في جنوب تركيا، بعد أن تفقد الوحدات الحدودية، وجاءت الزيارة تزامنًا مع وصول قافلة من مجموعة من العربات المدرعة، والقوات الخاصة «الكوماندوز»، والتي سوف تنضم إلى القوات التركية الحدودية، والمتمركزة على الحدود السورية.
وتأتي هذه الزيارة عقب 3 أيام فقط من افتتاح نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قران، الثلاثاء 7 مايو، مكتبًا تمثيليًّا في ولاية هاطاي نفسها، واعتبر ياووز أن هدف المركز هو متابعة التطورات داخل الأراضي السورية عن كثب بناءً على تعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ويأتي ذلك استعدادًا للعملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية، والتي يجري التجهيز لها خلال الفترة المقبلة، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات سابقة: «أنهينا تحضيراتنا للعملية العسكرية في سوريا، وسوف يتم مناقشتها مع الجانب الروسي، خلال الزيارة المقبلة».
يذكر أن «أردوغان» كان قد هدد خلال الحملة الدعائية التي سبقت الانتخابات البلدية السابقة، مارس 2019، بعزمه إنهاء الأزمة السورية بصورة ميدانية، وقال: «سوف نحل المسألة السورية على الساحة بعد الانتخابات بصورة ميدانية، وليس على الطاولة، إن أمكن ذلك»، وهو ما يفسر طبيعة التحركات العسكرية والاستخباراتية التركية الأخيرة على الحدود السورية الشمالية، والتي يعتبرها «أردوغان» بدايةً لبناء خلافته المزعومة.





