مع استمرار انتهاكات الحوثي.. الشعب اليمني على حافة الهاوية
منذ 5 سنوات وبدأت مطامع الحوثيين في الظهور؛ إذ انقلبوا على السلطة الشرعية اليمنية، ومارسوا الانتهاكات الإنسانية في حق الشعب اليمني، ولم يقتصر دور الميليشيات المدعومة إيرانيًّا على تخريب الحياة السياسية باليمن فحسب، بل توسع دورها للنيل من المواطنين الأبرياء؛ إذ كشف تقرير لمنظمة «Save the Children»، أن عدد النساء الحوامل والمرضعات والأطفال والذين يعانون من سوء التغذية تضاعف بين عامي 2016 و2018.
وقال تقرير المنظمة: «إنه على الرغم من التوسع السريع، فإن التقديرات تشير إلى أنه في عام 2018 لم يتم علاج أكثر من 150,000؛ بسبب الجرائم الحوثية، ونقص التمويل، مضيفًا أن سوء التغذية يعرض حياة كل من الأمهات والرضع للخطر، فيما تكشف هذه الأرقام حجم الخسائر التي يتعرض لها اليمنيين بعد 5 سنوات من الصراع».
وأشار التقرير إلى وجوب توقف الصراع الآن، وزيادة المنظمات الإنسانية في مواجهة الاحتياجات الضخمة للنساء الحوامل والأمهات الجدد والأطفا وإيقاف ما يتعرضن له.
وأفاد أنه في عام 2016، تم قبول ما يقرب من 220,000 من النساء الحوامل والمرضعات في المرافق الصحية باليمن؛ بسبب سوء التغذية الحاد، ومع سرعة الاستجابة، ارتفع الرقم إلى نحو 410,000 خلال عام 2018 بزيادة قدرها 87٪.
ولفت تقرير المنظمة النظر إلى أن الصراع أدى إلى جعل البلاد على شفا المجاعة عن طريق التسبب في نقص الغذاء وارتفاع الأسعار؛ حيث منعت المعارك، وصول المساعدات والإمدادت الإنسانية والغذائية التجارية إلى المجتمعات التي هي في أمس الحاجة إليها.
وتدعو منظمة «Save The Children» المجتمع الدولي إلى مواصلة الضغط على جميع الأطراف المتحاربة للسماح بوصول الإمدادت إلى الشعب المكروب.
وفي الفترة من بداية 2017 وحتى الآن، قتلت جماعة الحوثي ما يقرب من 2000 طفل في الحرب التي تخوضها ضد الشعب اليمني، إضافة إلى إصابة نحو 2450 آخرين بإصابات بالغة، بحسب وزارة الشؤون اليمنية في تقرير نشرته وسائل إعلام حكومية.
ومن جانبها أكدت منظمة اليونيسف، أن هُناك 6 أطفال يقتلون أو يجرحون يوميًّا؛ بسبب ضربات الحوثي، منذ تأزم الأوضاع في اليمن، مشيرةً إلى أن جماعة الحوثي تزرع ألغامًا كثيرة في أماكن متفرقة في البلاد، وتلك الألغام تتسبب في مصرع وإصابة عشرات الأطفال، إضافة إلى إجبار ما يقرب من أن قرابة 40 ألف طفل على حمل السلاح عنوة.
وأوضحت المنظمة، أن انتهاكات الحوثي ضد الأطفال لا تقتصر على القتل والتجنيد، بل وصل الأمر إلى حد المنع من التعليم؛ حيث حُرِم قرابة 5.4 مليون طفل من التعلیم، منهم 1.6 مليون طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين السابقين؛ بسبب قصف نحو 2372 مدرسة في مناطق يمنية متفرقة، إضافة إلى تدمير 1500 مدرسة واستخدامها كمعسكرات تدريب ومخازن للسلاح.
وعلى الرغم من الخطوات الأولى نحو عملية السلام، والتي تتمثل في اتفاق ستوكهولم في ديسمبر، فإن الحوثيين نقضوا الاتفاق والقتال لايزال مستمرًا في مناطق عدة؛ ما أجبر أكثر من 420،000 شخص على ترك منازلهم في الأشهر الستة الماضية.





