ad a b
ad ad ad

«الاستماتة».. أردوغان يحارب للاحتفاظ بتركته السياسية في إسنطبول

الجمعة 10/مايو/2019 - 05:00 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
منذ تولي الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، رئاسة بلدية إسطنبول عام 1994، وتقع المدينة تحت سيطرته هو وحزبه، غير أن الانتخابات العامة، التى جرت في 31 مارس، والتي نظر إليها أنها استفتاء على شعبية أردوغان، خسر فيها حزب «أردوغان» لصالح حزب الشعب الجمهوري، الذى فاز في العاصمة أنقرة وإزمير وإسطنبول.

«الاستماتة».. أردوغان
وأدلى أكثر من 8 ملايين شخص بأصواتهم في إسطنبول، وأُعلن فوز إمام أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهوري بفارق يقل عن 14 ألف صوت، وخسارة إسطنبول وفقدان السيطرة عليها له مغزى كبير لما لها من مكانة اقتصادية وسياسية ورمزية تاريخية لديه ولدى أنصاره، فمن الناحية الاقتصادية تمثل إسطنبول قلب تركيا الاقتصادي، إذ تنتج 31 في المئة من إجمالي الناتج القومي التركي الذي يعادل 851 مليار دولار، حسب بيانات مركز الإحصاءات التركي لعام 2017، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 16 مليون شخص، ومعدل دخل الفرد في إسطنبول هو الأعلى على مستوى تركيا ويبلغ أكثر من 65 ألف ليرة تركية حسب احصاءات 2017.

كما تمثل إسطنبول قلب الصناعة في تركيا إذ تنتج 29 في المئة من إجمالي الإنتاج الصناعي في البلاد، وبلغت موزانة بلدية المدينة نحو 10 مليارات دولار عام 2018 وهذا المبلغ يتجاوز موزانة وزارة الدفاع التركية السنوية.

وخلال سيطرة حزب العدالة والتنمية على المدينة، تم منح عقود مشاريع كبيرة لشركات ورجال أعمال مقربين من الحكومة، وبالتالي جرى تشغيل عشرات الآلاف من أنصار حزب الحرية والعدالة في هذه الشركات، بينما اتهمت صحف المعارضة الحزب بتلقي رشى لقاء منح هذه العقود، وقال رئيس البلدية السابق مولود اويسال، أواسط العام الماضي، إن بلدية اسطنبول وفروعها توفر 80 ألف فرصة عمل.

كما تبرعت البلدية بمبلغ 150 مليون دولار لجمعيات ومؤسسات مقربة من حزب العدالة والتنمية ومن أسرة أردوغان حتى عام 2018، حسب كشوفاتها المالية، وتم منح المشاريع العملاقة في إسطنبول التي بلغت قيمتها مليارات الدولارات مثل مطار إسطنبول الجديد والجسر الثالث الذي يربط شطري المدينة، لشركات مقربة من أردوغان مثل كاليون وكولين وليماك.

وتقول أوساط المعارضة إن المدينة كانت دائمًا تمثل مصدر كسب ودخل لحزب أردوغان منذ سيطرته عليها ويذهب جزء من موزانتها لشركات يملكها موالون لأردوغان بينما تذهب المشاريع العملاقة والكبيرة فيها للمقربين منه.

«الاستماتة».. أردوغان
البقرة الحلوب لأردوغان

وقال أردوغان قبل سنوات عديدة: إن من يسيطر على مدينة إسطنبول سيحكم تركيا، ومن هنا يمكن تفهم لماذا لم يتقبل أردوغان فكرة خسارة المدينة ووقوعها في يد خصومه، كما أنها المدينة التي شهدت ولادته وبداية مسيرته السياسية عندما فاز برئاسة بلديتها عام 1994.

فمنذ بداية ظهور بوادر فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض «أوغلو» برئاسة بلدية المدينة، أثار «أردوغان» الشكوك بنزاهة النتائج وتحدثت أوساطه عن مخالفات وتلاعب في التصويت، وقال أردوغان في 8 أبريل الماضي: إن الانتخابات كان بها مخالفات على نطاق واسع ارتكبت بشكل منظم، داعيًا إلى إعادة فرز الأصوات، واستجابت لجنة الانتخابات لطلبه، وبعد الانتهاء من إعادة الفرز في جميع صناديق الاقتراع لم تتغير النتيجة لصالح حليف أردوغان ورئيس وزرائه السابق بن علي يلدريم، وجرى التصديق على فوز إمام أوغلو بعد 17 يومًا من الانتهاء من التصويت الذي جرى في الانتخابات الأخيرة وتولى إمام أغلو منصبه.

واتهم «إمام أوغلو»، حزب «أردوغان» بمحاولة كسب الوقت عبر مضاعفة الطعون لمحو آثار المخالفات المحتملة المرتكبة في البلدية، وهو ما ينفيه الحزب بشدة، ووصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية «عمر جيليك» تلك الاتهامات بأنها ادعاءات فارغة، وأكد أن الحزب سيحترم النتائج النهائية بعد إعادة الفرز، حتى لو لم تكن لصالحه.

وبعد استلام «إمام أوغلو» المنصب اتبع «أردوغان» خطابًا بدا تصالحيًا ودعا أنصاره إلى تقبل الأمر والتطلع إلى الأمام، لكنه تراجع عن ذلك فيما بعد ولجأ إلى التصعيد رافضًا نتائج انتخابات إسطنبول، وكرر الدعوة إلى إعادتها، فوجدت لجنة الانتخابات نفسها في مأزق، إذ لابد من الاستجابة لطلب أردوغان وإعادة الانتخابات، وهو ما سيحدث بالفعل يوم 23 يونيو القادم.
"