روحانيات عظيمة.. جارديان تنشر تجارب بريطانيين مع صوم رمضان
الخميس 09/مايو/2019 - 05:49 م
أحمد لملوم
نشرت صحيفة جارديان البريطانية اليوم الأربعاء، تقريرًا عن ثلاثة شباب مسلمين من خلفيات ثقافية مختلفة، وكيف يقضون شهر رمضان الكريم، الذي يعد تحديًّا للأشخاص في التوفيق بين روحانياته وحياتهم اليومية المزدحمة، خاصةً أن هذا العام سيصوم المسلمون في بريطانيا 19 ساعة يوميًّا.
ويشكل الصيام تحديًا صعبًا للبعض، فهناك من يحاول تمضية الوقت في ممارسة الرياضة أو لعب كرة القدم أو التوجه إلى صالة الألعاب الرياضية، ويكرس آخرون المزيد من الوقت للصلاة أو تلاوة القرآن، فالتحدي بالنسبة لهؤلاء البريطانيين تحدي عقلي وليس بدني بحسب الصحيفة.
عائشة.. عارضة أزياء
وبالنسبة
إلى عائشة محمود، عارضة الأزياء بريطانية من أصل صومالي، أكثر سؤال تتعرض
له خلال شهر رمضان الكريم، هو «ألا يمكنك أن تشرب حتى رشفة من الماء؟»
يعتقد الناس أن عارضات الأزياء لا يأكلن على أي حال، لذلك رمضان بالنسبة
لهن يجب أن يكون سهلًا؛ لكن هذا ليس صحيحًا.
وتضيف
عارضة الأزياء ذات العشرين ربيعًا، أنها تأتي من عائلة صومالية، وكمثل
الثقافات الإسلامية الأخرى، يتميز شهر رمضان بوجود الكثير من الطعام على
مائدة الإفطار، وخاصة الأكلات الصومالية الشهيرة مثل الكاري والسمبوسة، شهر رمضان بالنسبة لي اختبارًا، لكن السلام الذي أشعر به خلال الشهر
الكريم لا يوصف، البعض لا يستطيع فهم فكرة عدم تناول طعام أو شراب؛ لكننا نكسب الكثير من الجانب الروحي، إنه منظور مختلف فأنت تضع نفسك في
مكان الفقراء الذين لا يتناولون طعام أو شراب كل يوم، ويذكر هذا المسلم أن
تكون ممتنًا وصبورًا.
مادسير.. مستشار عام
ماديسر
أحمد، مستشار في الشؤون العامة يبلغ من العمر 36 عامًا، وهو بريطاني من
أصول باكستانية، يقول عن تجربته في قضاء شهر رمضان، «رغم نشأتنا في غرب
لندن، غير أن عائلتي لطالما حافظت على الإفطار الباكستاني التقليدي، طعام
غني بالكربوهيدرات؛ إذ تقوم أمي بصنع السمبوسة والكاري والباكوراس،
بالإضافة إلى الكثير من الحلويات».
وأضاف
أحمد أنه هو وزوجته أصبح لديهم تقاليدهم الخاصة، إذ يحاولون القيام
بالأشياء بطريقة مختلفة، لنكون صحية أكثر، «نحن نقوم بإعداد الكثير من
الحساء والخضراوات، وعندما نستضيف الإفطار ندعو غير المسلمين للانضمام
إلينا، إنه وقت رائع للمساعدة في تعزيز فهم أفضل لما لمفاهيم الإسلام».
ويعتقد
أحمد أن التحدي الأصعب خلال رمضان، هو الاستيقاظ في الصباح وعدم تناول
القهوة، فانسحاب الكافيين أمر صعب على حد وصفة إذ يتناول ثلاثة إلى أربعة
أكواب من القهوة في اليوم الواحد، لكنه يشير إلى بذل المزيد من الجهد ليكون
أكثر خشوعا في الصلاة، والجمع بين المهام الروحية والطعام الصحي.
رحيمة.. من أقلية الإيجور
وتتذكر
رحيمة مهموت، مسلمة من أقلية أويجور الصينية تبلغ من العمر 43 عامًا، كيف
كانت تقضي شهر رمضان في جو يغمره الفرح عندما كنت في صغيرة وتعيش في إقليم
شينجيانج، غير أن الحكومة الصينية بدأت في التضييق على مسلمي الأيجور
ومنعهم من ممارسة الشعائر الدينية.
وأضافت
مهموت أن بغض النظر عن المكان الذي تتواجد فيه مع عائلاتها، فإن رمضان هو
أحد أركان الإسلام التي يلتزم بها جميع أفراد العائلة، «في مدينتي الطقس
أحيانا كان جاف للغاية ويمكن أن تصل درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، لكن
بسبب إيمانك فإنك لا تجد صعوبة في ذلك. في الأسبوع الأول تشعر بالارتباك ،
ثم تعتاد على الأمر ويصبح شيئًا تريد القيام به، إنه وقت من السعادة
والسلام الشخصي»
وفي
ثقافة الأيجور، يتم الإفطار بشرب الماء والشاي الأخضر، ثم حساء طازج
خفيف، ويمكن أن تأتي الوجبات الخفيفة والبسكويت بعد ذلك وأثقل طعامًا يتم
تناوله في النهاية. وتقول مهموت «أنا أحب أكل لغمن، وهي من أقدم أنواع
النودلز في العالم ومازالت تصنع يدويًّا حتى الآن، لقد غادرت مدينتي غولجا
عام 2000 لأتوجه إلى العاصمة البريطانية لندن للحصول على درجة الماجستير،
ولم أتمكن من العودة».
«نحن
أكثر المسلمين اضطهادًا، إن مشاهدة الأخبار حول ما تفعله الحكومة الصينية
لشعبي يسبب الكثير من القلق ويؤلمني حقًا، الإيمان هو الشيء الوحيد الذي
يحافظ على استمرار شعب الإيجور، فنحن نتعرض لمحو لتراثنا الثقافي أنه أمر
مؤلم للغاية. لذا في السنوات الأخيرة، على الرغم من أنني وابني مازلنا
نحضر اجتماعات الإفطار مع مجتمع الأويجور هنا في لندن».





