مهاجمًا ثلاثي الشر.. رسائل اعتذار الداعية «القرني» عن الصحوة
قدم الداعية السعودي عائض القرني، اعتذارًا من المجتمع السعودي عن فترة "الصحوة" التي اجتاحت المملكة العربية السعودية، أواخر الثمانينيات وكان القرني، أبرز رموزها مع "سلمان العودة" و"سعد البريك" و"محسن العواجي" و"محمد الحضيف".
واصطدم التيار مع
السلطات السعودية في منتصف التسعينيات بعدما طالب رموزه بوقف التعاون العسكري مع الولايات
المتحدة، إبان حرب الخليج الثانية (1990–1991)، وطُرح النقاش حول فكر الصحوة، عندما
هاجم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مارس 2018، تيار الصحوة الذي قال: إنه
هيمن على البلاد نحو 30 عاما مضت.
ونشأ التيار في ضوء
تداعيات الثورة الإيرانية وتزايد المد الإسلامي، بدعم من مجموعة من علماء السعودية،
من أبرزهم "سفر الحوالي" و"سلمان العودة" و"ناصر العمر".
وقال القرني: إنه
يعتذر باسم الصحوة، للمجتمع السعودي عن الأخطاء أو التشديد التي خالفت الكتاب والسنة
وسماحة الإسلام وضيقت على الناس، على حد تعبيره.
وأضاف في لقاء تلفزيوني،
إنه مع الاسلام المعتدل المنفتح على العالم الذي نادى به الأمير محمد بن سلمان.
ومع انتقاده تيار
الصحوة، قال بن سلمان، في 2017 إن المملكة تعود لما كانت عليه، أي الإسلام الوسطي المعتدل
المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب.
وخلال حديث الاعتذار،
وجه القرني، عدة رسائل مهمة، تتعلق بقطر وتركيا وإيران، والإسلام الوسطي، ومستقبل المملكة
السعودية.
وهاجم الداعية، قطر، وقال إن علاقته بها انتهت بعد أن
اكتشف "تآمرها" وأنها كانت تدعم معارضين في المملكة وتجنسهم، مشيرًا إلى
أنه كلما ابتعد المواطن السعودي عن دولته خلال الفترة الماضية، كلما كان محببًا لدى
قطر ونظام الحمدين، مضيفًا أن إيران وأردوغان وإيران يستهدفون المملكة.
وقال القرني، إنه
لم يعد هناك مجال للمجاملة، مشيرًا إلى أن الوطن والقيادة مستهدفان، وهما ما وصفهما
بالخطوط الحمراء، وأضاف "هناك 3 خطوط حمراء: الإسلام المعتدل الوسطي، الوطن والقيادة
والمبايعة للملك سلمان وولي عهده"
وكان تيار الصحوة،
يقع في أخطاء منها الاهتمام بالمظهر أكثر من المخبر والوصاية على المجتمع وتقسيمه ملتزمين
وغير ملتزمين، كما حرّم على الناس مظاهر الفرح من باب الالتزام القوي والشدة، على حسب
وصف الداعية.
وقال :"بعد
ما كبرنا ونضجنا اكتشفنا هذه المآخذ"، مؤكدًا أنه سيسخر قلمه في خدمة مشروع ولي
العهد في الاعتدال.
ولاقت تصريحات القرني،
تأييدات وردود فعل إيجابية كبيرة في المملكة، إذ كتب الإعلامي عبد العزيز الخميس عبر
تويتر قائلا: "الاعتذار الذي قدمه عائض القرني عبر برنامج الزميل عبد الله المديفر
جريء ومهم، صحيح أنه أتى متأخرا".
وأضاف: "ما
يهمني في عبارات القرني تقديمه الاعتذار باسم الصحوة.. لاحظ باسم الصحوة.. وما يهمني
هي تلك العقود من العمر التي ذهبت في معارك وغلو وتطرف وتشدد وغسيل مخ ذهب بسببه آلاف
الشباب".
وقال الإعلامى مشعل
القحطاني عبر حسابه على "تويتر": "شكرًا لك دكتور عائض على شجاعتك في
الاعتذار وإن كان جيلي ومن قبلي وبعض من بعدي لن ينفعهم الاعتذار كثيرًا لأنه جاء متأخرًا لكن لن أكون أنانيًّا وسأتمنى لأخوتي وأبنائي حياة أفضل في ظل التسامح والانفتاح على
الآخر وعسى أن نشهد تسامحًا أكثر من بقية المتشددين".





