صحوة الخلايا النائمة.. خطر يهدد «العراق» بعد ظهور «البغدادي»
أكد رئيس الوزراء العراقي «عادل عبدالمهدي» انتهاء نشاط «داعش» في العراق؛ لكنه حذر من وجود العديد من الخلايا النائمة التي لا تزال تعمل على الأرض، لافتًا النظر إلى أن التنظيم الإرهابي موجود، ويسعى للعودة بشتى الطرق، مشيرًا في هذا الإطار إلى خطاب «البغدادي».
وقال «عبد المهدي» خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بقصر «الإليزيه» أن: «أيّ انحراف في محاربة «داعش» سيخلق ثغرةً في هذا المجتمع الكبير»، مشيرًا إلى ما قام به التنظيم في سريلانكا وتهديداته في أفريقيا وأوروبا، وأنه يريد إيجاد ثغرات أمنية تمكنه من العودة إلى المشهد مرة أخرى، واعتبر رئيس الوزراء العراقي وحدة المجتمع الدرع الوحيد أمام النشاط المتطرف، مضيفًا أنه: «أمر مهم ولولاه لما تحقق النصر على إرهابيي البغدادي».
بعد يوم واحد من تحذير رئيس الوزراء العراقي من عودة إرهاب الدواعش، أعلنت خلية الصقور الاستخبارية، اليوم السبت 4 مايو 2019، عن إحباط المخطط الإرﻫﺎﺑﻲ الأكبر لإعادة تشكيل خلايا التنظيم المفككة على أرض العراق.
فيما نقلت تقارير إعلامية عن رﺋﻴـﺲ اﻟﺨﻠﻴﺔ وﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎم اﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ «أﺑﻮ ﻋﻠﻲ اﻟﺒﺼﺮي» قوله إن: «ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ تمكنت من قتل الإرهابي «وﺣــﻴــﺪ أﻣــﻨــﻴــﺔ»، اﻟـــﺬي ﻳﺸﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐا أﻣﻨﻲًّا بوﻻﻳﺔ اﻟﺠﺰﻳﺮة، ويعتبر المسؤول ﻋﻦ ﻗﺘﻞ ﻋﺸﺮات الأﺑﺮﻳﺎء ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ الموصل وﺗﻠﻌﻔﺮ، ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﻧﺼﺐ كمين مفخخ».
وأضاف أن: «اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺎءت ﺑﻌﺪ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ دﻗﻴﻘﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﻟﻌﺪة ﺷﻬﻮر، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ وﻣﺼﺎدر اﻟﺨﻠﻴﺔ، ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻬﺎ اﻟﺨﺎص ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺔ أﻫﺪاف "داﻋﺶ" الإرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ»، مشيرًا إلى أن: «العملية التي أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺨﺎﻟﺐ ﻟﻠﻤﻮت ﻧﻔﺬﻫﺎ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺘﻜﺘﻴﻜﻲ واﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﺨﻠﻴﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر ﺧﻄﺔ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ "داﻋﺶ" الإرﻫﺎﺑﻲ اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا اﻟﺒﻼد ﺑﻄﺮق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺑــﻐــﻴــﺔ إﻋﺎدة ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ وﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻟﺰﻋﺰﻋﺔ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى».
قال الباحث العراقي، فراس إلياس، في تصريحات لـ«المرجع» إن: «عودة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي للظهور مرة أخرى على وسائل الإعلام، خصوصا وأنها تأتي في ظل فترة انكماش التنظيم بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي تلقاها في الساحتين السورية والعراقية، وكان ظهوره مفاجأة للكثير من المتابعين، في وقت أشارت فيه الكثير من التقارير الاستخباراية إلى إصابته إصابة بالغة في معركة الباغوز الأخيرة».
وأكد إلياس أن هذا الظهور يأتي في محاولة لإعادة ترتيب أوراق التنظيم المتناثرة، كما أنه يعتبر محاولة لوضع استراتيجية جديدة للخلايا النائمة، من أجل إعادة تنشيط عملياتها العسكرية في إطار سياسة الذئاب المنفردة التي تقوم على شن عمليات نوعية واستنزافية على تخوم المدن وأريافها.
كما أوضح الباحث العراقي أن هذا الظهور كان سياسيًّا بامتياز؛ حيث تحدث البغدادي عن ملفات ساخنة في المنطقة، خاصة ما يجري في شمال أفريقيا، مرسلًا رسائل مباشرة لتركيا، فيما يبدو كرسائل خاصة للخلايا النائمة فيها، بإمكانية تحريكها في حالة ما اذا اقدمت أنقرة على محاسبة عناصر التنظيم الموجودين على أرضها.





