الإفتاء: اهتمام «داعش» بلغات وسط وجنوب شرق آسيا يكشف ترتيب أولوياته
السبت 27/أبريل/2019 - 05:43 م
دار الإفتاء المصرية
أحمد عادل
كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، عن بعض مؤشرات حادث تفجيرات الكنائس في سريلانكا الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي، إذ أوضح سعي تنظيم «داعش» الإرهابي دائمًا للتأكيد على بقائه واستمراره، تحت شعاره المزعوم «باقية وتتمدد»؛ ولذلك يحاول التواصل مع جميع الفئات والجنسيات حول العالم مستخدمًا في ذلك لغة كل منطقة في التواصل مع قاطنيها.
ولفت مرصد الإفتاء إلى أن أحدث مثال على ذلك، إعلان التنظيم الإرهابي مسؤوليته عن هجمات وتفجيرات سريلانكا التي أودت بحياة أكثر من 350 شخصًا، حيث استخدم اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى عدد من اللغات الأخرى، من بينها اللغة التاميلية.
وأوضح أن هذا الإعلان الصادر باللغة التاميلية التي يتحدث بها نحو 70 مليون نسمة، أغلبهم في ولاية «تاميل نادو» الهندية الجنوبية وفي شمال شرق سريلانكا، فضلاً عن صدوره أيضًا بلغة "الماليالام" التي يتحدث بها 35 مليون نسمة أغلبهم في ولاية "كيرالا" جنوبي الهند، يؤكد أن التنظيم الإرهابي أصبحت لديه عناصر تتقن لغات إقليمية يتحدث بها عدد قليل من الناس.
وأشار المرصد إلى أن «داعش» يحاول مخاطبة الجمهور المستهدف بلغته التي يتحدث بها، بهدف اللعب على وتر مظالمهم وحفزهم على الانتقام، ما يسهل عليه عملية تجنيدهم إلى صفوفه، وذلك مثلما حدث في نيجيريا والكونغو والصومال ودول وسط آسيا.
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن اللغة تعتبر عاملاً مهمًّا في جذب العناصر الجديدة إلى صفوف التنظيم، وذلك في تلك المناطق التي يعد فيها نفوذ داعش ضعيفًا ومحدودًا، مثل دول جنوب آسيا، إذ لم ينضم للتنظيم الإرهابي إلا عدد ضئيل بالنسبة لعدد السكان هناك، فمن الهند انضم نحو 180 فردًا لهذا التنظيم من أصل 170 مليون مسلم هندي، لافتًا النظر إلى أن أغلب من انضموا لداعش هم من جنوب الهند.
أما في سريلانكا، فقد انضم نحو 32 مسلمًا سريلانكيًّا فقط إلى «داعش» وقاتلوا في سوريا، فلم ينجح التنظيم في جهود تجنيده للمسلمين في هذه الدول، حيث كان عدد المنضمين للتنظيم مقارنة مع عدد السكان المسلمين، منخفضًا جدًّا.
وأشار إلى أن اللغة العربية حظيت بنصيب الأسد في خطابات «داعش»، حيث بلغت نسبة استخدمها نحو 73% من الخطابات الصادرة عن التنظيم، تلتها اللغة الإنجليزية بنسبة 18%، وجاءت اللغة الفرنسية في المركز الثالث بنسبة 6%، ولم يتعدَّ نسبة استخدام أي لغة أخرى 1%.
ونبَّه بيان مرصد الفتاوى التكفيرية، إلى وجود توجه لدى التنظيم الإرهابي للاهتمام باللغات الأخرى خاصة لغات وسط وجنوب شرق آسيا، حيث قفزت تلك المناطق إلى مرتبة متقدمة في ترتيب أولويات التنظيم بعد خسارته الفادحة في الشرق الأوسط، ما دفعه إلى التوجه شرقًا؛ ومن ثم الاهتمام بلغات تلك المناطق من أجل ضم المزيد من المقاتلين وتجنيد الأفراد هناك.





