الضغط الراديكالي.. شواهد جديدة على حريق كاتدرائية نوتردام
بعد كارثة حريق كنيسة نوتردام في فرنسا، دخل رجل في السابعة والثلاثين من العمر، إلى كاتدرائية القديس بطرس الكاثوليكية في وسط مدينة مانهاتن بنيويورك، حاملًا جالونات بنزين وزجاجات من سائل آخر وقداحات، في محاولة بدت عدائية تجاه الكنيسة، بحسب تصريحات الشرطة الأمريكية.
وقال «جون ميلر»، نائب مفوض الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك: إن الرجل حينما دخل إلى الكاتدرائية أوقفه على الفور حارس الأمن، وأثناء مغادرته للمكان تسرب البنزين إلى الأرض، ما جعل الحارس يبلغ الشرطة المتمركزة في الخارج.
وأوضح المسؤول الشرطي للصحفيين خارج الكاتدرائية، أن الضباط احتجزوا الرجل وتم اعتقاله بعد استجوابه، مضيفًا: «الرجل الذي حاول الدخول إلى صرح الكاتدرائية، كان يحمل أكثر من أربعة جالونات من البنزين، وزجاجتين من السوائل الأخف وزنًا، وقداحات».
وحول ما إذا كان الإرهاب دافعًا وراء الحادث، قال «ميلر»: إن هذا الأمر يجعلنا نشعر بالقلق؛ خاصة أن الحادث وقع بعد يومين من حريق كاتدرائية نوتردام في باريس، ولكن من السابق لأوانه قول ذلك.
وألمح نائب مفوض الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في شرطة نيويورك، إلى أن ما فعله الرجل قد يكون مؤشرًا على شيء ما، وقد يكون محل شك، لأنه لا يعرف أحد ماهية تفكيره، وما كان دافعه لدخول الكاتدرائية بالبنزين.
مؤشرات على حريق نوتردام
وفي الوقت الذي أعلن فيه وزير الدولة بوزارة الداخلية الفرنسية «لوران نونيز»، أن سبب الحريق الذي التهم كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس، لايزال غامضًا وغير معلوم، وإن السلطات تواصل تحقيقاتها لمعرفة كيف اندلع الحريق، وقعت حادثة كاتدرائية القديس بطرس في نيويورك، التي كانت من الممكن أن تشتعل بنفس الطريقة، خاصة أن الرجل الذي تم القبض عليه في الكنيسة كان يحمل كمية كبيرة من السوائل سريعة الاشتعال.
وفي السياق ذاته، قال مرصد فيينا للتعصب والتمييز ضد المسيحيين في أوروبا: إن هناك زيادة كبيرة وصلت إلى 25% في عدد الهجمات على الكنائس الكاثوليكية في الشهرين الأولين من العام الحالي، مقارنة مع نفس الفترة من العام المنصرم.
وأوضح المرصد، أنه رغم أن الدافع وراء الهجمات فى كثير من الحالات لم يكن معروفًا، فإن فرنسا كانت تواجه مشاكل متزايدة من خلال الأعمال المناهضة للمسيحية، لاسيَّما من جانب الجماعات الفوضوية والنسوية، مؤكدًا أن الضغط يأتي من العلمانيين الراديكاليين أو الجماعات المناهضة للدين، وكذلك الناشطين النسويات الذين يميلون إلى استهداف الكنائس كرمز للأبوية التي تحتاج إلى تفكيكها.
قلب فرنسا يحترق
يشار إلى أن حريق انتشر بسرعة في سقف كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس، وامتد إلى قمة البرج العملاق للكاتدرائية الذي انهار على أثر ذلك، ثم سقط السقف كله، واحتاج الأمر لأكثر من 400 رجل إطفاء لإخماد النيران؛ حيث عملوا طوال الليل لإطفاء الحريق بعد نحو 14 ساعة من اندلاعه.
وسارع مليارديرات وشركات والسلطات المحلية إلى تقديم التبرعات، وبعد نحو 24 ساعة على اندلاع الحريق، جرى التعهد بتقديم تبرعات بأكثر من 750 مليون يورو «845 مليون دولار».
وقال المدعي العام في باريس «ريمي إيتس»: إنه ليس هناك ما يشير بشكل واضح إلى أن الحريق متعمد، مضيفًا أن 50 شخصًا يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلًا ومعقدًا.
للمزيد.. تاريخ فرنسا ينهار.. حريق هائل يلتهم كاتدرائية نوتردام وزعماء العالم يعلنون تضامنهم





