ad a b
ad ad ad

بعد استغاثة النزلاء.. الأمم المتحدة تدعو لإنقاذ مخيم «الهول» من أنياب الأزمة

الخميس 18/أبريل/2019 - 05:26 م
مخيم «الهول»
مخيم «الهول»
دعاء إمام
طباعة

بعد أن شُيد مخيم «الهول» شمال شرقي سوريا، عام 1991 لاستقبال اللاجئين العراقيين إبان حرب الخليج، تغير سكانه اليوم ليضم الفارّين والمعتقلين من تنظيم «داعش»، ويأوي أكثر من تسعة آلاف من نساء وأطفال ينحدرون من فرنسا وألمانيا وبلجيكا من عائلات الجهاديين الأجانب في  قسم خاص، يخضع لحراسة مشددة من القوات الكردية.


في ظل تدهور الأوضاع المعيشية لنزلاء «الهول»، دعا «بانوس مومسيس» منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، المعني بالأزمة السورية، الحكومات للمساعدة في حل أزمة مصير 2500 طفل أجنبي محتجزين بين 75 ألف شخص في المخيم، بعد الفرار من آخر معقل لتنظيم «داعش».


وقال «مومسيس»، اليوم 18 أبريل، إنه يتوجب معاملة الأطفال كضحايا في المقام الأول، وأي حلول يتم التوصل إليها يجب أن تكون على أساس ما يحقق أفضل مصلحة للطفل: « بغض النظر عن عمر أو جنس الأطفال أو أي تصور بشأن انتماء الأسر»، بحسب وصفه.

مخيم «الهول»
مخيم «الهول»
كارثة مخيم «الهول»

قبل أيام، حذر فيكتور كوبشيشين، رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، من وضع كارثي في مخيم الهول، إبان موت 235 طفلًا هناك، مشيرًا إلى أن ما بين 10 إلى 20 شخصًا  يموتون كل يوم، بمن فيهم الأطفال؛ بسبب نقص الأدوية والغذاء والظروف المعيشية اللاإنسانية.


ودعا «كوبشيشين»، الأربعاء (10 أبريل)  المنظمات الدولية إلى اتخاذ خطوات لمساعدة وتخفيف معاناة الناس في المخيم، الذي أصبح واحدًا من أكبر المخيمات شرق الفرات وجميع أنحاء سوريا.




كما أعربت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق، عن قلقها تجاه الأوضاع الإنسانية في مخيم الهول، مطالبة بسرعة إصدار الموافقات لتوصيل المساعدات الإنسانية للمخيم، مطالبة  بتيسير الدخول للمخيم دون عوائق، لا سيما أن  الوضع أصبح خطيرًا بالنسبة لثلاثة وثلاثين ألف شخص يعيشون دون خيام أو أغطية أو تدفئة.
داعش ومخيم «الهول»
داعش ومخيم «الهول»
وبحسب مصدر استخباراتي عراقي، فإن عناصر وقيادات تنظيم «داعش» اتخذوا من المخيم مقرًا لتنسيق تحركاتهم، وأوضح في تقرير نشرته «الشرق الأوسط» بتاريخ  (15 أبريل 2019)، أن 90% من نزلاء مخيم الهول، هم من عوائل التنظيم، وبعض عناصره وقياداته يتخذون منه مقرًا للاجتماعات وتنسيق تحركاتهم مندسين بين النازحين، مشيرًا إلى أن «عناصر التنظيم وقياداته الذين يستغلون المخيم، هم من المقاتلين الذين ما زالوا يؤمنون بدولة الخلافة».


شُيد  المخيم عام 1991 أثناء حرب الخليج الثانية، واستقبل في حينها 15 ألف عراقي، ثم أعيد فتحه عام 2003 عندما اجتاح الجيش الأمريكي العراق، وقيل: إنه مخصص لاستقبال 20 ألف شخص كحد أقصى، وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» ، فإنه يأوي أكثر من سبعين ألفا اليوم، ويبدو أشبه بمدينة بعد نقل قوات سوريا الديموقراطية عشرات الآلاف من الفارّين والخارجين من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم في شرق سوريا.


"