الجزائر ومخاطر الانزلاق الثوري.. الأمن الوطني يضبط خلية إرهابية بين المتظاهرين
السبت 13/أبريل/2019 - 03:24 م
محمود محمدي
أعلنت الشرطة الجزائرية، توقيف خلية إرهابية تضم أجانب، كانت تخطط لاستهداف المواطنين خلال تظاهرات أمس الجمعة.
وقال الأمن الوطني الجزائري في بيانٍ له: إنه عَمَل باعتباره مؤسسة جمهورية ومواطنة، على الاضطلاع بكل صرامة بمهامه السيادية، خاصة منذ بداية الحراك الشعبي الذي شاركت فيه مختلف فئات المجتمع، بما فيها الطبقة السياسية والحركة الجمعوية، بمختلف توجهاتها وإيديولوجياتها، للتعبير عن تطلعاتها التي كرسها الدستور.
وأوضح البيان أن الأمن الوطني كان حريصًا على أن تجري هذه الأحداث في ظل احترام حقوق الإنسان، دون أي تمييز، مُتحملًا عبء مهمته التي ليست بالسهلة، والمُتمثلة في الحفاظ على السلامة البدنية والمعنوية للمتظاهرين، في ظل مخاطر الانزلاق التي تضع حياتهم وحياة عائلاتهم رهن الخطر.
وأكد الأمن الوطني أنه خلال هذه الأسابيع، تم تحديد هوية أجانب، وتم توقيفهم والكشف عن مخططاتهم، ممن جاءوا خصيصًا لإذكاء التوترات ودفع الشباب للجوء إلى أنماطٍ متطرفة في التعبير، كما تم توقيف البعض وبحوزتهم أجهزة حساسة؛ حيث كانوا ينشطون في إطار شبكات وضمن نقاط محددة.
ولفت إلى أنه تم توقيف جانحين وأشخاص مغرضين، كانوا موجودين بين المتظاهرين، ينشطون بين جماعات إجراميَّة بعضهم كان يحاول بيع ممنوعات أو سرقة المواطنين، وحتى التحرش بهم أو الاعتداء عليهم.
وأوضح البيان أن الشرطة عملت على وضع حد لمشاريع إجرامية واسعة النطاق، على غرار قيامها إلى جانب مصالح الجيش الوطني الشعبي، بتوقيف مجموعة إرهابية مدججة بالأسلحة والذخيرة، التي كانت تخطط للقيام بأعمال إجرامية ضد المواطنين، مستغلة الكثافة البشرية الناجمة عن التعبئة.
احتجاجات مستمرة
على صعيد مُتصل، احتشد أمس الجمعة، آلاف المتظاهرين في شوارع العاصمة الجزائريَّة، وعدة مدن أخرى، للجمعة الثامنة على التوالي، رافضين ما يعتبرونه مُسبقًا «انتخابات مزورة» لا تخدم سوى وجوه الفترة الانتقالية الذين يطالبونهم بالرحيل باعتبارهم جزءًا من النظام.
واتخذت السلطات الأمنيَّة إجراءات مشددة لمنع متظاهرين وافدين من عدة ولايات أخرى من الوصول إلى الجزائر العاصمة، كما أغلق الدرك الوطني نفق «بوزقزة» وهو الوحيد الذي يؤدي إلى الجزائر العاصمة من الناحية الشرقية، بحسب موقع «كل شيء عن الجزائر».
وللمرة الأولى خلال ثمانية أسابيع، طوقت الشرطة التي تسلحت بأدوات مكافحة الشغب ولعدة ساعات ساحة البريد الكبير لمنع المتظاهرين من التجمع في الساحة، قبل أن تفسح لهم المجال، وفق «فرانس برس».
وقصد المتظاهرون البريد المركزي منذ بدء الحراك الشعبي في 22 فبراير الماضي مطالبين بتنحية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
واتسمت المظاهرات التي جرت حتى الآن إجمالًا بالطابع السلمي، مع تفادي الدخول في مشادات واشتباكات مع قوات الأمن، وشهدت الاحتجاجات السابقة مشاركة قياسية من الجزائريين من جميع الأطياف والطبقات الاجتماعية، وشاركت فيها شخصيات تاريخية مثل جميلة بوحيرد رمز الثورة الجزائرية، والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط.





