يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«الأحوازي»: «التفريس» و«الإفقار» أكبر جريمتين ترتكبان بحق شعبنا العربي

الإثنين 07/مايو/2018 - 10:42 ص
المرجع
حوار: إسلام محمد - عدسة: نورهان محسن
طباعة
الإعلام «السعودي والمصري والإماراتي» بدأ يتفاعل مع قضيتنا
نهدف إلى التحرير وإعلان دولة عربية مستقلة
تعدادنا الآن يتجاوز العشرة ملايين نسمة

قال يعقوب حر الأحوازي، المسؤول الإعلامي لحركة «النضال العربي لتحرير الأحواز»: إن الشعب العربي داخل إيران يعاني من اضطهاد ممنهج يهدف لمحو هويته وعروبته، ورغم مرور أكثر من تسعين عامًا قضاها تحت الاحتلال الإيراني، فإنه مازال يتمسك بلغته وثقافته العربية الصميمة، ويقاوم الاضطهاد والقمع ومشروعات الإفقار، التي يُمارسها ضده نظام الملالي في إيران، من خلال الحرس الثوري الذي يعاني جميع العرقيات من بطشه وجبروته.
ويوضح الأحوازي في حواره مع «الْمَرْجِع»، أن الانتفاضات ستستمر إلى حين حصول الشعب العربي على كامل حقوقه وتطلعاته، مثل جميع الشعوب الحرة، وإلى نص الحوار..

هل لك في البداية أن تعطينا ملخصًا عن قضية الأحواز؟
«الأحواز» دولة عربية، كانت تنتمي قديمًا إلى حضارة «العيلاميين»، ثم خضعت للاحتلال الفارسي لفترة، حتى مجيء الفتح الإسلامي، وكان يوجد بها حينئذ عدد من القبائل العربية، وفي عهد الخلافة الإسلامية كانت تتبع لولاية البصرة، وأحيانًا كانت ولاية مستقلة بذاتها، وظهر فيها فيما بعد عدد من الإمارات العربية، كإمارة المشعشعين وبني كعب، وغيرها، وكانت إمارة الكعبيين أول دولة تظهر بها الكشوف النفطية، وكانت بريطانيا تستخرج النفط بموجب اتفاق مع الشيخ خزعل الكعبي، آخر حاكم للدولة، والذي تعرض للخيانة من قبل حلفائه البريطانيين عام 1925؛ حيث تم أسره، وتعرضت الإمارة للاحتلال الفارسي منذ ذلك التاريخ، وحتى الآن.

ما أبرز مشكلات الأقلية العربية في الأحواز؟
بدايةً لا يوجد شيء اسمه الأقلية العربية؛ لأن كلمة أقلية تعني مجموعة سكانية صغيرة في دولة ما، لكن الأحوازيين هم شعب مختلف، له هويته الخاصة، ولغته وحضارته العريقة، وجغرافيته المعروفة، فهو شعب بحد ذاته يبلغ تعداده الملايين، وليس مجموعة عرقية صغيرة.

أما بخصوص المشكلات التي نعاني منها فأكبر جريمة ترتكب بحق شعبنا العربي، هي سياسة «التفريس»، أي فرض اللغة والثقافة الفارسية علينا، ومحاولة تغيير هويتنا، ومنع تعلم اللغة العربية وتغيير أسماء المدن واستبدالها بأسماء فارسية.
ثم تأتي سياسة «الإفقار» التي تُمارس بحقنا، رغم أن أكثر من 90% من ميزانية إيران يؤمنها إقليم الأحواز وحده، ومع ذلك فهو ثاني أفقر الأقاليم بعد إقليم «بلوشستان» من حيث مستوى معيشة السكان، وفرص العمل حكرٌ على المستوطنين «الفرس»، الذين تجلبهم السلطات من خارج الإقليم ضمن مخطط التغيير الديموجرافي، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات التي جعلت إيران تحتل المرتبة الثانية في العالم، في عدد الإعدامات بعد الصين، وبالنظر إلى نسبة المعدومين إلى عدد السكان، فإن إيران تُصبح الأولى على العالم، وبالطبع فمعظم تلك الإعدامات من نصيب العرب الأحوازيين والأكراد.

هذا إلى جانب سياسة تجفيف المياه وتحويل مجرى الأنهار من مناطقنا إلى مناطق ذات أغلبية فارسية، وقد حدث هذا في أربعة أنهار؛ من أجل إجبار المزارعين على الهجرة وترك أراضيهم، وهذه جريمة بحسب المواثيق الدولية، وقد صرح مبعوث الأمم المتحدة عام 2005 -عندما زار إيران- بأن النظام ينفذ سياسة إبادة جماعية بشكل بطيء.

كم يبلغ عدد عرب الأحواز؟ 
لا يوجد أي إحصاء رسمي، ولكن طبقًا للدراسات الميدانية التي قام بها الأحوازيون، في 2004، وطبقًا لمعدل النمو السكاني، فإن عدد العرب الآن يتجاوز العشرة ملايين، وهناك عرب خارج منطقة الأحواز أيضًا، فمنطقة خراسان وحدها بها نصف مليون عربي، ويُسميهم الإيرانيون «عرب خانة» أي «دار العرب».

ما مطالب الحركات الأحوازية بالتحديد؟
نهدف إلى تحرير دولة «الأحواز»، وإعلانها دولة عربية مستقلة.

هل تتلقون دعمًا من أي جهة؟
ما نريده بالفعل، هو الدعم السياسي والإعلامي والمعنوي فقط، ونحمد الله أن الإعلام العربي بدأ يتفاعل مع القضية في الفترة الأخيرة، لاسيما الإعلام السعودي، وأيضًا الإعلام المصري والإماراتي، كانت تغطيتهما جيدة خلال الفترة الأخيرة، وهذا أمر إيجابي جدًّا كسر حاجز التعتيم الإعلامي الذي فرضه الإيرانيون لفترة طويلة.

وماذا عن الدعم السياسي؟
لا يوجد دعم سياسي حتى الآن، وهي مفارقة كبيرة أن تستشعر الدول العربية الخطر الإيراني، ولا تأخذ بعين الاعتبار قضية الشعب العربي الأحوازي، الذي سيكون سقوط نظام الملالي على يديه؛ لأن الاقتصاد الإيراني يعتمد بشكل أساسي على نفط الأحواز، وكذلك السلة الغذائية للشعب الإيراني تعتمد على مياه وزراعة الأحواز.

هل تؤمن حركات النضال العربي الأحوازي بالكفاح المسلح؟
كل الدول بها جيوش لتحمي شعوبها، ونحن كشعب محتل نواجه «دولة إرهابية»، ونواجه الحرس الثوري، المصنف دوليًّا على أنه منظمة إرهابية، والأعراف والمواثيق الدولية، تعطينا الحق في أن نقاوم الاحتلال، لكن بالطبع هذا لا يكون على حساب المدنيين، لكن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا ضد آلة البطش الإيرانية.

«الأحوازي»: «التفريس»

لماذا توقفت مظاهرات واحتجاجات الأحواز التي اندلعت الشهر الماضي؟
طبيعة نضال الأحوازيين تختلف عن الوضع في سوريا أو ليبيا فنحن نناضل؛ من أجل الاستقلال عن الاحتلال الفارسي، فنضالنا بالأساس ضد سياسات «التفريس» الممنهجة، ورغم مرور أكثر من تسعين عامًا تحت الاحتلال الإيراني، لايزال شعبنا محافظًا على هويته، وانتفاضة الكرامة التي اندلعت الشهر الماضي، كانت تهدف للاحتجاج على محاولات طمس الهوية، والرد على إهانات النظام، فكانت لها أهداف محددة، وأوصلت رسالتها، وشدة القمع أيضًا لعبت دورًا في ذلك.

كيف تعامل النظام مع انتفاضة الكرامة؟
تم قمعها بمنتهى العنف، وسقط لنا عشرات الشهداء والجرحى، وتم اعتقال أكثر من 1000 أحوازي، منهم أطفال ونساء، ولايزال مصير الكثير منهم مجهولًا حتى الآن. 

ما الدور الذي يقوم به الحرس الثوري ضد عرب الأحواز؟
الحرس الثوري يُشرف على أعمال القمع والتصدي للاحتجاجات في عموم جغرافيا ما تُسمى بإيران، وهو دولة موازية داخل إيران، فله مؤسسات اقتصادية به لا تخضع لرقابة الدولة، وله موانئ خاصة به وجهاز مخابرات وجيش مستقل، وله ذراع خارجية هي «فيلق القدس» وهي مؤسسة أيديولوجية طائفية مسلحة وممولة بشكل جيد؛ لذلك هو مشروع خطير جدًّا.

ما الدعم الذي تنتظرونه من الدول العربية؟
جامعة الدول العربية لديها مسؤولية أخلاقية تجاه كل العرب، كما أن الدول العربية لها الحق في أن تتدخل بقضيتنا، فنحن جزء من الشعب العربي.

ما الرسالة التي تودون توجيهها إلى أشقائكم العرب؟
رسالتنا لهم، أن دعم نضال الشعب العربي الأحوازي، سيساعد على تقليل الفاتورة التي يدفعها العرب بسبب التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، فالمشروع التوسعي الإيراني لا يقل خطرًا عن نظيره الصهيوني، وستظل القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، لكن الأحواز أيضًا يُمكن أن تكون قضية جامعة للعرب، فكلهم مستهدفون من إيران، وعدد قتلى الاحتلال الإسرائيلي من العرب، أقل بكثير من عدد قتلاهم من إيران وأذرعها بالدول العربية.
"