إيران تعتزم بناء جدار حدودي لصد هجمات المقاومة البلوشية
الثلاثاء 19/مارس/2019 - 10:47 ص
الحدود الإيرانية الباكستانية
إسلام محمد
حسين ذو الفقاري
وقال ذو الفقاري في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة طهران حول التحديات الأمنية في إيران، والحديث عن إمكانية بناء جدار على طول الحدود مع باكستان: «لقد وضعنا خطة في هذا الصدد تتضمن جميع الاعتبارات البيئية والاستخبارية والعسكرية، والتي وافق عليها المجلس الأعلى للأمن القومي».
وأضاف أن «الاشتباكات المميتة بين القوات الإيرانية والجماعات المسلحة في الحدود الجنوبية الشرقية، وفي غرب البلاد التي وقعت في السنوات الأخيرة، دفعتنا لبناء جدار عازل بيننا وبين باكستان».
وتابع: «جميع القروض البالغة 780 مليار ريال إيراني، هي قيمة الميزانية المخصصة لهذا العام للحدود الإيرانية الذي ينتهي في 21 مارس الجاري، قد تم صرفها».
وأكد المسؤول الأمني الإيراني، أن «معظم الحدود الإيرانية المحاذية لباكستان ضعيفة، تليها محافظة كردستان المحاذية لمناطق شمال العراق»، مضيفًا أن «هناك زيادة في تمويل خطط ضبط الحدود، التي تشهدها عمليات مسلحة للسنة المقبلة بمبلغ 175 مليار ريال إيراني».
أسامة الهتيمي
من جهته اعتبر الكاتب الصحفي أسامة الهتيمي الخبير في الشؤون الإيرانية، أنه من الخطأ الفادح أن تفترض إيران أن عناصر جيش العدل البلوشي وغيرها من العناصر المسلحة التي تقاوم النظام الإيراني، تتركز في إقليم بلوشستان التابعة لباكستان دون غيرها من أراضي الإقليم، التي تمتد لـ3 دول، هي: إيران وباكستان وأفغانستان، ومن ثم فالمساعي الإيرانية لإقامة سور على الحدود الإيرانية الباكستانية ربما محاولة لتأكيد مزاعمها بأن هذه العناصر تلقى حماية باكستانية، ولو عبر التواطؤ وعدم التحرك بشكل جدي وفعلي؛ من أجل القضاء عليها.
وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية، في تصريحات لـ«الْمَرْجِع»، أن ثمة نقطتين مهمتين يجب أن نشير إليهما في هذا الصدد، أولاهما أن علاقة النظام الباكستاني مع البلوش ليست على ما يرام، بل إنها تشهد توترًا شديدًا؛ نتيجة حالة الاحتقان البلوشي من النظام الباكستاني؛ حيث الشعور بالإقصاء والتهميش والإهمال، حتى إن التقارير تشير إلى أن نحو 88 % من البلوش، يعانون الفقر والعوز، فيما مارس النظام الباكستاني العديد من حملات الاعتقال والقتل بحق البلوش المتمردين في الجزء الخاضع لها من الإقليم، أدى إلى مقتل الآلاف من البلوش، ومن ثم فليس من المنطقي أن توفر باكستان الحماية لهؤلاء البلوش المناهضين لإيران في الوقت الذي ترفض فيه تمامًا أي تحركات، تفضي في النهاية إلى الاقتراب من تحقيق حلم البلوش في إقامة دولة مستقلة لهم.
وأوضح، أن عناصر المقاومة البلوشية في إيران والتابعين لجيش العدل +تربطها علاقات قرابة مع البلوش في باكستان؛ الأمر الذي ربما يدفع بعض العناصر الإيرانية إلى أن تختبئ في الأراضي البلوشية الخاضعة لباكستان؛ إذ يوفر لهم أهاليهم الحماية والأمان، ومن ثم فلا يمكن القول بأن جيش العدل يتخذ من الأراضي الباكستانية مقرًّا، أو أنه يتلقى دعمًا من باكستان.
وتابع الخبير في الشؤون الإيرانية، أنه فيما يخص إقامة السور من الناحية العملية، فظني أن الأمر ليس سهلًا، ذلك أن المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان معروف عنها أنها مناطق جبال وعرة، فضلًا عن أن الحدود تمتد لأكثر من 900 كم، ومن ثم فعملية الإنشاء تحتاج إلى وقت ومال، في الوقت الذي تعاني فيه إيران من مشكلات مالية نتيجة العقوبات الأمريكية.
وأردف قائلًا: في حال افترضنا أن إيران ستنجح في إقامة هذا السور وتوفير المراقبة الجيدة له، فليس من المرجح أن تمنع العمليات التي تستهدفها بشكل كامل، ذلك أن مساحة الإقليم الخاضع لإيران نفسه ليست صغيرة، ومن ثم فإنه ليس صعبًا على عناصر جيش البلوش أن يتنقلوا في الإقليم بحرية وأريحية؛ لما أشرنا إليه سالفًا من وعورة المكان، فضلًا عن أن هؤلاء أيضًا تربطهم صلات مع قبائلهم في أفغانستان؛ الأمر الذي يمكنهم كذلك من التنقل إلى أفغانستان، وتلقي الأمن والحماية.
جدير بالذكر، أن العلاقة بين إسلام آباد وطهران تشهد توترات على خلفية الهجمات، التي يشنها المقاومون البلوش الذين يطالبون بالاستقلال عن إيران انطلاقًا من الأراضي الباكستانية، وفقًا للاتهامات الإيرانية.





