ad a b
ad ad ad

سجون «داعش» بسوريا.. «حرق» الرجال و«عض» النساء

الخميس 03/مايو/2018 - 05:34 م
صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
رحمة محمود
طباعة
حرص تنظيم «داعش»، منذ ولادته وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا، في أواخر عام 2014، على بناء العديد من المعتقلات السريَّة، لتكون بمثابة مأوى لمعارضي التنظيم والخارجين على تعاليمه وإرشاداته، ووصل عدد من زُجَّ بهم في هذه المعتقلات، حسب الشبكة السوريَّة لحقوق الإنسان، من عام 2014، وحتى مارس 2016، ما لا يقل عن 6318 شخصًا، بينهم 713 طفلًا، و647 سيدة.

وتخضع سجون «داعش» لسلطة أقسام مختلفة، وهي: «الشرطة الإسلامية»، والحسبة «شرطة الآداب»، وقوات الأمن، والشرطة العسكرية، ويتنوع التعذيب الذي يواجهه السجناء ما بين: «الجَلد، الوقود، بساط الريح، الشبح، الكرسي الألماني، والعضاضة، والإطار».

وتنقسم السجون في «داعش"، إلى ثلاثة أنواع؛ الأول: ما يعرف بـ«السجون العادية»، التي يتم فيها الزج بالمعتقلين من المدنيين الخاضعين لحكم التنظيم، فيما يُخصص النوع الثاني من السجون لـ«الأطفال»، وتكون التهمة الموجهة لهم، هي؛ «سب الذات الإلهية».

أما النوع الثالث من المعتقلات، فيعرف بـ«المعتقلات السرية»، التي تتوزع في كل المناطق التي سيطر عليها التنظيم في سوريا، ويتم فيها سجن «أمراء» التنظيم، الذين انشقوا عنه.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان؛ امتلك تنظيم «داعش» ما لا يقل عن 54 مركز احتجاز، واحتوت محافظة الرقة على العدد الأكبر منها، بـ26 مركزًا، تليها محافظة دير الزور بـ20 مركزًا، ثم محافظة حلب بـ8 مراكز.

ورصدت الشبكة، 19 مركز احتجازٍ، من ضمنها بعض السجون؛ حيث احتوت محافظة الرقة على 8 مراكز، هي: «قصر المحافظ، معسكر العكيرشي، الملعب البلدي، سجن مدرسة معاوية، سجن الحسبة في معدان، السجن النسائي، سجن الحسبة في بلدة الكرامة، سجن الشرطة الإسلامية في مدينة الطبقة».

فيما احتوت محافظة دير الزور على 6 مراكز، هي: «الشميطية، التبني، الحسينية، البصيرة، الميادين، البوكمال»، ومحافظة حلب على 5 مراكز، هي: «مراكز الاحتجاز في مدينة جرابلس، منبج، دير حافر، الباب، مراكز احتجاز متفرقة».

أكبر السجون السريَّة
مدينة جرابلس، بشمال سوريا، كان بها أكبر السجون السرية في المنطقة، وكانت تضم المئات من السجناء الذين يتم تحويلهم من فروع عدة في المنطقة الشرقية من حلب، وكان يتعرض السجين أثناء الاعتقال للعديد من وسائل التعذيب من قِبَل عناصر التنظيم، كالصعق بالكهرباء و«البلنكو» أي تعليق المعتقل من يديه بواسطة سلاسل حديدية.

كان المركز الثقافي والفندق الرئيسي من أكبر السجون في مدينة منبج، وكان يتم فيهما التحقيق باستخدام وسائل تعذيب «كالشبح والضرب بالعصا وبعض الأدوات الحديدية»، وهناك مئات الغرف والزنازين داخل السجن.

ويوجد بها سجنان بمنطقة دير حافر في الجنوب الشرقي لمدينة حلب، السجن الأول للتحقيق ويقع في مقر ما يسمى بالشرطة الإسلاميَّة، وعدد السجناء فيه قرابة الـ100 شخصٍ، ويتلقى المعتقلون فيه صنوف التعذيب كافة، كالجلد والشبح والكهرباء والتهديد بالذبح؛ لإجبارهم على الاعتراف، إضافة إلى ذلك يتم إخضاع المعتقلين لدورات شرعية.

أما السجن الثاني، فيقع شمالي المدينة، وهو عبارة عن طابقين وعدد سجنائه 50 شخصًا تقريبًا. فيما يقع سجن «المحكمة الإسلامية» السري، في مدينة الباب، ولا تزيد مساحة الغرفة فيه على مترين، وكان المعتقلون ينامون فيه على أرجل بعضهم البعض، بسبب ضيق المساحة.

ويقع السجن في قبو مدرسة العروبة، والذي كان مقرًّا لجهاز «الحسبة» التابع لتنظيم «داعش» في مدينة الطبقة، بالريف الغربي لمحافظة الرقة، في شمال سوريا، ويُقسم إلى غرف عدة، كما يحتوي أيضًا على أماكن خاصة للتحقيق والتعذيب، وأماكن أخرى لتطبيق بعض الأحكام كالجلد والضرب.
وقد سُجن في «الحسبة» جميع المخالفين لقوانين «داعش»، وأحكامه متعلقة باللباس والتدخين والمظهر العام للأهالي داخل المدينة، ويشرف عليه مجموعة من عناصر التنظيم يرأسهم أمير الحسبة.

سجن المدرسة الشرعية
يقع هذا السجن داخل قبو المدرسة الشرعية في القسم الشرقي من مدينة الطبقة، ويقسم إلى مجموعة من الغرف والمنفردات وأماكن التحقيق، وبه أماكن لتطبيق بعض الأحكام كالقتل وقطع بعض الأعضاء، والسجن مختص بحبس المُدانين بارتكاب جرائم جنائية، كالقتل والسرقة والاغتصاب. 

ويتكون الجهاز المُشرِف على السجن من القضاة والسجَّانين ومنفذي الأحكام، ويرتبط عملهم بشكل مباشر مع ما يسمى بالشرطة الإسلامية.
بينما يقع السجن الأمني، في منطقة سد الفرات، ولا يدخله إلا العناصر الأمنية الموثوق بهم من قبل التنظيم، وبه عدد من المعتقلين بتهم مختلفة، مثل: الإخلال بـ«أمن الدولة»، والتواصل مع الإعلام المعادي للتنظيم، إضافة إلى غيرها من التهم مثل التعامل مع التحالف، وغيرها من التهم ذات الطبيعة الأمنية.

أما السجن الأمني المؤقت، فيقع في مقر الجمعية الاستهلاكية وسط مدينة الطبقة، ويتكون من عدة غرف، إضافة إلى أماكن تعذيب، ويشرف عليه مجموعة من العناصر الأمنية الذين لا يكشفون عن وجوههم أو شخصيتهم.

فيما يُعرف سجن قرية عايد، بأنه سجن غامض وسري للغاية، لا يعرف مكانه بالتحديد داخل قرية عايد، في الشمال الغربي لسوريا، ويشرف عليه عناصر مدربون على انتزاع الاعتراف بشتى الطرق والأساليب الوحشية.

أما سجن البوكمال، فقد استخدم تنظيم «داعش» أحد المباني بمدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي كـ«سجن» قرب مبنى الأمن السياسي للتنظيم، وكان به حوالي 15 معتقلًا بينهم سجناء أجانب، ولكن قوات التحالف الدولي شنت غارات عليه، ودمرته بالكامل.

بينما يوجد سجن الطبقة، في مدينة الطبقة، والتي يوجد بها سجن في حي عايد الصغير، بالجهة الغربية للمدينة، وكان يتألف هذا السجن من 15 غرفة حجز، إلى جانب غرفتين للحراسة.

واعتمد تنظيم «داعش» على عدة أساليب لتعذيب المعتقلين، وهي: «الجَلد، الوقود، بِساط الريح، الشبح، الكرسي الألماني، والعضاضة، والإطار».
أسلوب الوقود، يتم سكب السجين بالوقود المغلي كي يعترف، وأحيانًا يتم حرق أحد أعضائه، وأحيانًا أخرى يتم السكب مع تهديده بإشعال النار إذا لم يعترف بالتهم الموجهة إليه.

أسلوب الإطار «العجلة» والكرسي الألماني، والشبح، هي طرق تستخدم لثني جسم الضحية وكشف جزء منه للجَلد.
«بساط الريح»، هي طريقة استخدمها «داعش» لوضع السجين على لوحين منفصلين؛ حيث يوجد فيها السجين في وضع حرف «V» الإنجليزي، أي تكون قدم الضحية ورأسه بقرب بعضهما البعض.

بالنسبة للنساء، كان العض هو الأسلوب الأمثل للتعذيب، حيث يستخدم التنظيم أداة لها كماشات كبيرة، أو أفكاك معدنية، والتي يقرص بها أعضاء «داعش» صدر المرأة وذراعيها.

الكلمات المفتاحية

"