ad a b
ad ad ad

بعد اتفاق السلام.. هل تردم «طالبان» بئر «القاعدة»؟

الإثنين 11/مارس/2019 - 01:01 م
المرجع
أحمد سلطان
طباعة

خاضت حركة طالبان الأفغانية خلال الفترة الماضية عددًا من جولات التفاوض مع الإدارة الأمريكية؛ لإبرام اتفاق سلامٍ دائمٍ مع الحركة، ومن ثَمَّ تسليم السلطة داخل الولايات الأفغانية.


وتسعى الولايات المتحدة عبر الاتفاق مع طالبان إلى الخروج من مستنقع الحرب الأفغانية، بعد نحو 18 عامًا من الغزو الأمريكي لأفغانستان.

بعد اتفاق السلام..

سياقات الوجود الأمريكي

وضعت الولايات المتحدة عددًا من الشروط؛ لإتمام الاتفاق مع حركة طالبان، من بينها ضمان الحركة لعدم استخدام تنظيمي «داعش» و«القاعدة» للأراضي الأفغانية في شَنِّ هجمات إرهابية ضد «أمريكا وحلفائها».

 

وفي حين تخوض حركة طالبان «حربًا» ضد تنظيم «داعش»، لم تبدِ موقفًا واضحًا من «تنظيم القاعدة»، الذي مازال يتخذ أفغانستان «ملاذًا آمنًا» له.

 

وبحسب تقريرٍ لمجلس الأمن الدولي، نُشِرَ أواخر شهر فبراير الماضي، فإن تنظيم القاعدة يحظى بوجودٍ قويٍّ داخل 13 ولايةً أفغانية، من بينها ولاية بدخشان وبكتيكا، ويتخذونها قاعدة لشن الهجمات الإرهابية.

 

وأعلن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ونجل زعيمه السابق حمزة بن لادن، ولاءهما في وقت سابق لـ«المُلَّا هبة الله أخونده زاده» زعيم حركة طالبان، بعد مقتل سلفه المُلَّا أختر منصور، كما رفضت القاعدة «بيعة البغدادي»، في وقتٍ سابقٍ، باعتبارها ملزمةً بولائها لزعيم حركة «طالبان»، التي تصفه بـ«أمير المؤمنين».

مجلس الأمن
مجلس الأمن

 تقرير مجلس الأمن

أوضح تقرير مجلس الأمن، أن مدربين عسكريين من تنظيم القاعدة وقيادات شرعية في التنظيم، يتولون إدارة معسكرات طالبان، إضافةً لوجود نحو 500 من المقاتلين الأجانب التابعين للتنظيم داخل ولاية بدخشان، الواقعة في الشمال الشرقي من أفغانستان على الحدود مع طاجيكستان.

 

وألمح «المجلس» في تقريره إلى أن التنظيم يسعى لتقوية نفوذه في كلا المقاطعتين، بدعمٍ كاملٍ من «طالبان»، المدعومةِ ماليًّا من «قيادات القاعدة»، على حد وصف التقرير.

 

وفي هذا السياق، يرى أسامة الهتيمي الخبير في شؤون الجماعات الإسلاموية، أن العلاقة بين طالبان والقاعدة «ستتأثر بشدة» في حال نجحت المباحثات بين كلٍّ من طالبان والولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن  من بين الشروط الأمريكية لنجاح المباحثات أن تقوم طالبان بدورها في منع شن أيِّ هجمات ضد أمريكا تنطلق من أفغانستان، بل وربما يتعدى الأمر ذلك إلى تقييد تحركات باقي عناصر القاعدة الموجودة خارج أفغانستان بأوامر «قيادة التنظيم» داخلها، وهو أمر غير مضمون في نهاية المطاف؛ لأن تنظيم القاعدة يعتبر أمريكا عدوه الأول.

أسامة الهتيمي
أسامة الهتيمي

 بين «طالبان» و«القاعدة»

أضاف «الهتيمي» في تصريح لـ«المرجع»، أن مستوى العلاقة بين الحركة والتنظيم في الوقت الحالي، لا يقارن على الإطلاق بمستواه زمن كل من المُلَّا عمر، مؤسس طالبان، وأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل، مشيرًا إلى أن طالبان دخلت في عداء مع الولايات المتحدة دفاعًا عن «القاعدة»، ورفضت تسليم قيادات التنظيم لأمريكا بعد هجمات 11 سبتمبر؛ ما أدَّى للغزو الأمريكي لأفغانستان، وإسقاط حكم الحركة.

 

وألمح «الهتيمي»، إلى أن القاعدة سيكون أمام اختيارين، أولهما مواصلة سياسته الحالية ضد الولايات المتحدة؛ ما سيقوده إلى الصدام مع «طالبان»، أو القبول بالوضع الجديد والرهان على «انهيار» اتفاق السلام، خاصةً في ظِلِّ التباين في وجهات النظر بين الطموحات الأمريكية، والتنازلات التي تقدمها طالبان.

 

واستبعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، أن يسعى عناصر القاعدة للانتقال من داخل أفغانستان لأي دولة أخرى؛ لكونه «صعبًا للغاية»، وصعوبة إيجاد ملاذٍ آمنٍ مثل أفغانستان؛ للهروب من الاستهداف الأمريكي.

 

وأكَّد «الهتيمي»، أن تقاريرَ سابقةً، ذكرت أن زعيم  طالبان الحالي الُملَّا هبة الله آخوند زاده، لم يتعاطَ بقدر سلفه نفسه المُلَّا أختر منصور مع «بيعة الظواهري»، معتبرًا أن هذه البيعة لم تعد قيدًا يحُدُّ من تغيير سلوك طالبان مع القاعدة، ومن ثم فإن «التنظيم» سيكون ملتزمًا بما تمليه عليه حركة طالبان خلال الفترة المقبلة.

سامح عيد
سامح عيد

على الجانب الآخر، يرى سامح عيد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن طالبان لن تتخلى عن تنظيم القاعدة، مُلْمِحًا إلى احتمالية حدوث مواءمةٍ بين «القاعدة» و«طالبان»، مثل المعاقل والممرات الآمنة داخل أفغانستان.

 

وأضاف «عيد» في تصريحٍ خاصٍّ، أن زعيمي تنظيم القاعدة الحالي والسابق، ظَلَّا موجودين داخل أفغانستان لفترة طويلة وتحت أعين حركة «طالبان»، مشيرًا إلى أن عناصر وقيادات التنظيم غير المعروفين، سيعيشون في أمانٍ كاملٍ داخل أفغانستان، بينما ستحاول حركة طالبان إيجاد صيغٍ أخرى؛ لإبقاء «القيادات المطلوبة»، لدى الولايات المتحدة.

 

وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلاموية، إلى أن الولايات المتحدة تحاول الخروج من المأزق في أفغانستان؛ نتيجة للخسائر التي تكبَّدها الجيش الأمريكي هناك، فلجأ «ترامب» لمناورة الانسحاب السياسية، كما فعلت للانسحاب من سوريا بالاتفاق مع تركيا.

"