ad a b
ad ad ad

حكاية «حسين».. الأسير الذي أعدمه «داعش» مرتين!

الأحد 03/مارس/2019 - 08:33 م
المرجع
نهلة عبدالمنعم
طباعة

تنقضي الحروب والمعارك وتتبدل الأزمنة والحضارات وتبقى القصص والروايات متداولة تسرد بين المعاصرين خيوطًا منفردة؛ تسهم في تشكيل رؤية أنضج وأكثر إلمامًا بوقائع لم يتم معاصرتها، وعلى الرغم من أن تنظيم «داعش» الإرهابي حاضرًا على الساحة الدولية حاليًا وتمتلئ المواقع بأخباره، لكن تبقى قصص الناجين منه وحكايات المعايشة داخله، هي الأكثر  جذبًا، والأكثر بقاء.


حكاية «حسين».. الأسير

نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية اليوم الأحد، تقريرًا عن لقائها بأحد الناجين من «داعش»، وهو «العاني حسين موسى» البالغ من العمر 31 عامًا، والذى روى للصحيفة معاناته في الأيام الصعبة التي قضاها في قبضة التنظيم، وكيف نجا من الموت مرتين.


ويقول الرجل السوري المنتمي لقبيلة الشعيطات (وهي قبيلة عربية وسورية ينتهج مواطنوها مذهب الإسلام السني وتقع في محافظة دير الزور بشرق سوريا)، إن قبيلته من أهم وأبرز القبائل التي تقاتل ضد تنظيم «داعش»، وأن نتيجة إشتراكه في المعارك ضد التنظيم أوقعته في الآسر 6 مرات.


ولكن المرة الأخيرة كانت هي الأشد قسوة، وفقًا لوصفه، إذ ذكر موسى أن المجموعة المتطرفة استطاعت أسره في يناير 2019، ومن ثم أودعته مع مجموعة أخرى من الرجال المخطوفين في زنزانة مظلمة بالكامل، شديدة الضيق، وكانت أوضاعهم المعيشية شديدة السوء داخل مكان الاحتجاز في إقليم الباغوز الذي يجري تحريره حاليًا من فلول التنظيم تمهيدًا لإعلان القضاء على داعش.


وفي معرض حديثه عن حكايته الاستثنائية مع «داعش» أشار «العاني حسين موسى» إلى أن التنظيم كان يستخدمه مع باقي المختطفين كورقة للمساومة سواء للخروج بأمان بعد اشتداد المعارك، أو للمبادلة مع العناصر المهمة.


كما لفت موسى إلى الواقعتين اللتين شهدتا نجاته من الموت إذ يقول إن عناصر التنظيم أخرجته من الزنزانة المعتمة بصحبة عدد من الرجال لتنفيذ الإعدام ضدهم، وألبستهم الرداء البرتقالي الشهير وأجبرتهم على الجلوس على ركبهم، وصورت المشهد بالكاميرات وأذاعته كفيديو ترويجي لعنف التنظيم ومدى سيطرته وسطوته. 


واستطرد موسى واصفًا مشاعره آنذاك بالخوف والانتظار المرير لدوره في الذبح الذي كان ينفذه طفل صغير لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره تمكن التنظيم من غسل مخه، واستكمل موسى قائلًا: إن عملية الذبح بدأت حينها وتم قطع رأس الرجل الأول في الصف واندفعت منه الدماء وغطت ملابس موسى الذي انتظر دوره ولم يحن وقتها لأن العناصر قد أٌمرت بعودة الآخرين إلى زنزانتهم.


أما الواقعة الثانية التي اختبر فيها المواطن السوري المشاعر ذاتها، فكان لها أيضًا ذات التفاصيل وبعدما اصطفوا للذبح وجاء دوره ووضعت السكين بالفعل على رقبته صرخ أحد العناصر الداعشية، بأن قوات الدفاع الذاتي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قادمة فهرب الجميع، واستطاع الفرار نحو التلال إلى أن تم تحريره.


وعن مشاعره الحالية قال إنه يتوق إلى قتال «داعش» مجددًا وأن تجربة الأسر لم تفل عزيمته، بل على العكس زادتها توهجًا ورغبة نحو الانتقام من ساعات الخوف والإذلال والتعذيب الممنهج.

للمزيد: امتلاك الأسرى.. «كارت إرهابي» استخدمه «داعش» وقلدته الفصائل

الكلمات المفتاحية

"