تسوية القضية الفلسطينية في عيون زعماء العالم بالقمة العربية الأوروبية

تصدرت القضية الفلسطينية قائمة الملفات التي تناولتها أعمال القمة «العربية – الأوروبية» المقامة بمدينة شرم الشيخ، بحضور رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية 50 دولة عربية وأوروبية، تحت شعار «في استقرارنا نستثمر».

جذور
الصراعات
وقال
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته بافتتاح القمة العربية الأوروبية، إن
التحديات المشتركة قد تجسدت في بؤر الصراعات بالمنطقة، وعلى رأسها القضية
الفلسطينية، والتي تمثل قضية العرب المركزية الأولى، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك
الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، بل
واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطيني والتي يغفلها المجتمع الدولي.
وأضاف،
«يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية نحو التوصل إلى تسوية شاملة
وعادلة، رغم أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة وموثقة في قرارات للشرعية
الدولية، عمرها من عمر الأمم المتحدة ويتم تأكيدها وتعزيزها سنويًّا وأن طال
انتظارنا لتنفيذها».
وتابع:
أن انعقاد القمة ومستوى الحضور يعكسان الاهتمام والحس المتبادل العربي الأوروبي على
تعزيز الحوار بينهما تدعيمًا لقنوات الاتصال القائمة، والوصول إلى رؤية مشتركة في
التعامل مع الأخطار المتصاعدة التي تهدد منطقتنا.
واستطرد:
ارتبطت الدول العربية والدول الأوروبية بأواصر وعلاقة تاريخية استندت إلى القرب
الجغرافي، والمصالح المتبادلة، والامتداد الثقافي، والقيم المشتركة والرغبة
الصادقة التي ستظل تجمعنا سويًا من أجل إحلال السلام والاستقرار.
وكان
الرئيس السيسي، قد استقبل اليوم الأحد، نظيره الفلسطيني محمود عباس، على هامش
انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية.
وقال
السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن اللقاء تناول مناقشة
آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، لا سيَّما ملف المصالحة الوطنية.

الموقف
المصري من القضية الفلسطينية
وأضاف
المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد استمرار مصر في جهودها الدؤوبة في كل ما يتعلق
بالقضية الفلسطينية، بالتنسيق الوثيق مع الأشقاء الفلسطينيين، وذلك بهدف بلورة
رؤية استراتيجية لإيجاد منافذ للتحرك الإيجابي، لخلق المناخ المواتي لاستقرار
الأوضاع على الأرض، خاصةً من خلال دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة
بين الأطراف الفلسطينية، وهو ما يساعد في مواجهة التحديات والاضطلاع بالاستحقاق
الرئيسي المتمثل فى تحقيق السلام المنشود.
وشدد
الرئيس فى ذات السياق، على ثبات الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، وحل الدولتين،
وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح
المتحدث الرسمي، أن الرئيس الفلسطيني، أعرب من جانبه عن تقديره لجهود مصر الحثيثة،
ومساعيها المقدرة فى دعم القضية الفلسطينية، مشيدًا بدور مصر التاريخى فى هذا
الصدد، وما يتميز به من ثبات واستمرارية، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية
الفلسطينية، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق وخصوصية العلاقات المصرية الفلسطينية
فى ظل ما يجمع بين الشعبين من روابط ممتدة.
وأضاف
«راضي»، أن الرئيسين اتفقا خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف
بينهما، إزاء مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما فيما يتعلق بمتابعة
الخطوات القادمة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني، بما يساهم فى تحقيق آمال الشعب
الفلسطيني.

الملك
سلمان يشيد بمجهودات السيسي
من
جانبه، تقدم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالشكر والتقدير
للرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيدًا بتنظيم واستقبال مصر لرؤساء وقادة العالم في
القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ، مؤكدًا قوة العلاقات التاريخية بين
العالم العربي والاتحاد الأوروبي في أبعادها المختلفة السياسية والاقتصادية
والأمنية والثقافية.
وقال خادم الحرمين الشريفين: إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وفي القمة الأخيرة للدول العربية التي عقدت في جدة وسميت «قمة القدس» أعدنا التأكيد على مواقفنا الثابتة تجاه استعادة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة كافة، وعلى رأسها إقامة الدولة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقًا لمبادرة السلام العربية والشرعية الدولية.
وأضاف،
أن حل القضية الفلسطينية مهم للسلام والاستقرار ليس في المنطقة فحسب بل للسلام
العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، مثمنًا الجهود الأوروبية لإيجاد حل دائم وعادل
لهذه القضية.

جامعة
الدول العربية
في
السياق ذاته، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن تسوية القضية
الفلسطينية بصورة عادلة ومستدامة هى السبيل الأقصر والأفضل لوضع المنطقة على طريق
الاستقرار والتعاون وكبح جماح التطرّف والعنف.
وقال
«أبو الغيط» في كلمته خلال افتتاح القمة العربية الأوروبية: «قمة اليوم تعبر عن
إجماع بارز بأن حل الدولتين يبقى الصيغة الوحيدة العقلانية والعملية لتسوية هذا
النزاع الذي كلّف المنطقة والعالم الكثير من الدماء وضيع علينا فرصًا هائلة
للازدهار المشترك لقد قامت إسرائيل منذ سبعين عامًا ويزيد، ونالت الأمن والاعتراف،
وبقي أن تقوم دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية».
وأشار
إلى أن القضية الفلسطينية جوهرها قضية سياسية ولن تحل بمجرد إجراءات اقتصادية هنا
أو هناك، مضيفًا: «علينا أن نؤكد عدم قابلية الوضع الحالي في الأراضي الفلسطينية
للاستمرار، وأن نسارع برعاية عملية سياسية تنهي الاحتلال وتسمح بتلبية التطلعات
المشروعة للشعب الفلسطيني في وطن مستقل».
وشدد
أبو الغيط على أن هذه القمة تمثل علامة تاريخية على طريق العلاقات بين العالم
العربي وأوروبا خاصة أن العلاقات العربية الأوروبية لها جذور تاريخية عميقة كما
أن المنطقتين تواجهان أزمات وتحديات مشتركة عديدة ولا يمكن التصدي لها من دون
عمل مشترك وجهد متضافر، وأبرز هذه التحديات الاٍرهاب والنزاعات المسلحة والهجرة
غير النظامية وتباطؤ النمو الاقتصادي والتي تواجه الفضاء العربي الأوروبي بأشكال
ودرجات متفاوتة.
واختتم:
القمة العربية الأوروبية هى رسالة بأن التواصل والحوار هما السبيل الأنجع لحل
المشكلات والاستجابة للتحديات، وبناء جسور التعاون والاعتماد المتبادل هو الطريق
المشترك لمستقبل أكثر استقرارًا.

اهتمام
دولي بالقضية الفلسطينية
بدوره،
قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: إن اجتماعنا يشكل أهمية أكثر من أي وقت مضى
ونحتاج إلى مزيد من الشراكة القوية في عالم اليوم، لحل المشاكل التي خلقت لدولنا، لنحل هذه المشاكل ونكون أقرب لبعضنا.
وتابع:
«يجب تعزيز التجارة بين مختلف الدول العربية والأوروبية، والتعاون في محاربة
الإرهاب والعمل، من أجل حماية شعوبنا عبر العمل سويًا بجهد مركز وليكن الشباب
والشابات هم وكلاء التغيير، عبر خلق فرص للتعليم والعمل».
من
جانبه، قال الرئيس الروماني كلاوس يوهانس: إن اجتماع اليوم يأتي في وقت يتسم
العالم بالتحديات الكبيرة، داعيًا العالم للعمل من أجل التعاون المشترك بين الدول
العربية والأوروبية.
وأوضح
الرئيس الروماني، أهمية التعاون المشترك والسماح بالتبادل التجاري وتبادل السلع
والخدمات والاستثمارات، مشددًا على أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول
العربية أمر مهم لمحاربة الإرهاب.
في
السياق ذاته، قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر: إن التاريخ المشترك بين
أوروبا والعرب يمكن أن نستلهم منه التعاون الأكبر، وأن يعتمد بعضنا على بعض من أجل
أن نصبح شركاء نحو عالم أفضل.
وأضاف:
علينا العمل من أجل تحقيق السلام، والاتحاد الأوروبي خصص مبلغًا كبيرًا لدولة
فلسطين، وكذلك لصالح تحقيق الاستقرار في سوريا، ونحن نسعى لأن نكون شريكًا لكم لفتح
آفاق وإعطاء أمل للشباب في العالم العربي.
واستطرد
قائلًا إن الاتحاد الأوروبي من الشركاء الأساسيين مع الجامعة العربية ويتعين علينا
بذل المزيد من الجهود من أجل التجارة والاستثمارات وتحقيق المزيد من فرص العمل،
ونحن نركز حاليًا على الاستثمارات بشكل مشترك، والتعاون في شتى المجالات خصوصًا في
توليد الطاقة الصديقة للبيئة، وكذلك التبادل الطلابي والعلمي والأكاديمي بين العرب
وأوروبا، وعلى محاربة الهجرة غير الشرعية.
للمزيد..
«السيسي» في القمة العربية الأوروبية: مصر طرحت رؤية للقضاء على وباء الإرهاب