ad a b
ad ad ad

«أبو محمد المقدسي».. مُنظِّر تيار السلفية الجهادية

الخميس 29/مارس/2018 - 12:54 ص
أبو محمد المقدسي
أبو محمد المقدسي
رحمة محمود
طباعة

هو أبو محمد عاصم بن محمد بن طاهر الحافي العتيبي المقدسي، يُكنى بـ"عاصم البرقاوي"، أردني من أصل فلسطيني، ولد بمدينة نابلس بفلسطين عام 1959م، يُعد من أبرز مُنظري تيار السلفية الجهادية، له تأثير كبير على شباب تنظيم «القاعدة»، وتُعد مؤلفاته مرجعًا أساسيًّا للتكفيريين حول العالم؛ إذ اعترف منفذو تفجيرات الرياض، في نوفمبر 1995، باعتمادهم على أدبيات المقدسي في التـأصيل الفكري.


سافر «المقدسي»، إلى الكويت، في أواخر السبعينيات، وتحديدًا عام 1979، وانضم لتيار "أهل الثوريين"، التابع لتيار جماعة «جيهمان العتيبي»، لكنه انفصل عن التيار بعد اختلافه مع بعض قياداته في العديد من المسائل الشرعية، منها مسألة «الغلو في التكفير».


وبعد الغزو العراقي للكويت عام 1990؛ سافر «أبو محمد المقدسي»، إلى مدينة بيشاور الباكستانية، وأقام فيها فترة قصيرة، أخرج خلالها كتابه «الكواشف الجلية في كُفر الدولة السعودية»، هاجم فيه المؤسسات الدينية في السعودية.


بعدها؛ غادر إلى أفغانستان، وتعرف على أيمن الظواهري- زعيم تنظيم «القاعدة» فيما بعد- وغيره من الشخصيات الجهادية، وفي أواخر الثمانينيات عاد إلى الأردن، وانضم لتنظيم «بيعة الإمام»، الذي يعود تأسيسُه إلى الأردنيين العائدين من أفغانستان في بداية تسعينيات القرن الماضي.


في عام 1993؛ أُلقِي القبض على «المقدسي»، مع أحمد فضيل الخلايلة المكنى بـ«أبو مصعب الزرقاوي»، وحكم عليهما بالسجن 15 عامًا، بتهمة الانتماء إلى تنظيم ما يُعرف بـ«بيعة الإمام»، لكن تم الإفراج عنه، بموجب عفو صدر من الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، في بداية عهده عام 1999؛ إلا أنه اعتُقِل مرةً أخرى في الأردن عام 2000، على خلفية قضية تتعلق بمخالفة قانون السير، وحُكم عليه بشهر.


أفتى بمشروعية 11 سبتمبر

بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؛ أفتى «المقدسي» بمشروعية هذه العمليات، ودافع عن المهاجمين، وألف رسالةً بعنوان: «هذا ما أدين اللهَ به»، واعتقل على أثر ذلك لعدة أشهر، خرج بعدها من المعتقل ليواصل دعوته وتحريضه على الجهاد، بعدها توالت الاعتقالات للمقدسي، حتى أواخر عام 2006، بأوامر من أجهزة المخابرات الأردنية.


وفور إطلاق سراحه عام 2006؛ بعد إصدار عفو عنه من أجهزة المخابرات الأردنية، أعلن خلافه مع منهج «الزرقاوي»، الذي يدعو إلى الهجرة والمشاركة في ساحات القتال مع «القاعدة»، في مناطق أخرى من العالم، ووجه وقتها «المقدسي» رسالةً بعنوان: «الزرقاوي.. مناصرة ومناصحة»، أنكر فيها الكثير من الأعمال التي تقوم بها القاعدة في العراق، خاصةً استهداف الشيعة والمسيحيين.


ولـ«المقدسي» يرجع الفضلُ في إعادة هيكلة صفوف التيار الجهادي بالأردن، عام 2008؛ حيث تعرض ذلك التيار لضربات أمنية، وحملة اعتقالات موسعة، عقب تنفيذ خلية تابعة لأبي مصعب الزرقاوي تفجيرات 2005 في عمان، فضلًا عن انشقاق عدد كبير من عناصر التيار، بعد اغتيال الأمريكيين لـ«الزرقاوي» في يونيو 2006؛ حيث اشتدت الخلافات بين أتباع الشيخ المقدسي، الذي يميل إلى العمل السلمي في الأردن، ومجموعة الزرقاوي، التي تتمسّك بالعمل المسلح.


وفي عام 2010؛ تم اتهام المقدسي من قِبَل محكمة أمن الدولة الأردنية، بدعم حركة «طالبان» الأفغانية ماليًّا، وتم الإفراج عنه عام 2014، ثم اعتُقِلَ مرة أخرى في العام نفسه، بعد توجيهه انتقادات للحكومة الأردنية، على خلفية مشاركتها في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق.


وأوائل عام 2015؛ وبعد شهور من اعتقاله، تم الإفراج عنه، عقب مقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقًا، على يد تنظيم «داعش» التكفيري المسلح؛ حيث يشاع أنه تم الإفراج عنه بعدما أعلن توسطه لمدة شهر مع قيادات في «داعش»، منهم «أبو بكر البغدادي»، للإفراج عن «الكساسبة»، ولكن لم تنجح الواسطة، وتم إعدام الكساسبة.


ورفض «المقدسي» تكفير جماعة الإخوان، واعتبرهم مسلمين، وإن خالفوا التيار الجهادي في كثير من المسائل -بعضها في المنهج والأصول- بينما انتقد تصرفات تنظيم «داعش»، ووصف أعماله بالوحشية والمخالفة للشرع. 


يذكر أن تنظيم «بيعة الإمام»، أو ما يُعرف بـ«جماعة التوحيد»، تنظيم سلفي جهادي نشأ في الأردن، أوائل التسعينيات، أنشأه الأفغان الأردنيون (الجهاديون الأردنيون العائدون من أفغانستان)، وكان أبو محمد المقدسي (أمير جناح الدعوة)، والزرقاوي (أمير الجماعة)، ويعتمد هذا التيار على تكفير الأنظمة الحاكمة، ودعا لعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت عام 1992.

"