ad a b
ad ad ad

اللعب بورقة سوريا.. تنسيق روسي إسرائيلي يضع إيران في كماشة سياسية جديدة

السبت 26/يناير/2019 - 11:08 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

تصاعدت حدة الخلاف بين روسيا وإيران خلال الأيام الأخيرة، وبدا ذلك من خلال حدة التصريحات المتبادلة بين الطرفين، خاصة بعض الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لـ"فيلق القدس" الإيراني في العاصمة السورية دمشق.

 

واتهمت إيران روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل من خلال تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي "إس 300" تزامنًا مع كل هجوم إسرائيلي على سوريا، وقال رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشورى الإيراني: إن هناك ما وصفه بالتنسيق الواضح بين موسكو وتل أبيب عند تنفيذ أي ضربة داخل الأراضي السورية.


 للمزيد.. إسرائيل تضرب فيلق القدس في سوريا.. وجنرالات إيران يردون بتصريحات مستهلكة

اللعب بورقة سوريا..

رد روسي

جاء الرد الروسي على التصريحات الإيرانية من خلال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي أكد أن أمن إسرائيل هو إحدى أولويات موسكو في المنطقة، وأضاف بالقول: "الإسرائيليون يعلمون ذلك، واشنطن تعلم ذلك، الإيرانيون أنفسهم يعلمون ذلك، حتى الأتراك، والسوريون يعلمون ذلك، أمن إسرائيل هو أولوية لروسيا".


وقال ريابكوف إن روسيا ليست "حليف إيران في سوريا"، وإنما يعمل الطرفان معًا في إطار محادثات أستانة حول سوريا، لافتًا إلى أن موسكو لا تتفق مع إيران في أجندتها المعادية لإسرائيل، إلا أنه في الوقت ذاته، وجه انتقادات لإسرائيل حول الضربات التي وجهتها لسوريا في محاولة لاستهداف مواقع إيرانية.


 للمزيد..«سانا»: قوات الدفاع الجوي تتصدى لغارة إسرائيلية جنوب سوريا

اللعب بورقة سوريا..

تنسيق إسرائيلي روسي

الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي رأى في تصريح خاص لـ«المرجع»، أنه لا يوجد شك في أن الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني بين الحين والآخر ويستهدف بها القوات الإيرانية أو الموالية لها في سوريا لا تتم إلا بعلم مسبق من روسيا، ذلك أن ثمة تحالف استراتيجيًّا يربط بين كل من روسيا والكيان الصهيوني، وبالتالي لا يمكن على الإطلاق تصور أن يقوم الاحتلال باستهداف أي قوات على الأراضي السورية دون إبلاغ موسكو.


وأشار الباحث في الشأن الإيراني إلى أن ذلك يكشف جزءًا من طبيعة المشروع الروسي في سوريا، والذي يستهدف بالأساس الحصول على نصيب الأسد من الكعكة السورية، والتحجيم من الدور الإيراني فيها، وعلى الرغم من محاولات روسيا الدؤوبة بشأن إحداث توازن في علاقاتها مع كل من «إسرائيل» وإيران انطلاقًا من مبدأها في التعاطي مع السياسة الخارجية المتمثل في حرصها على علاقات جيدة مع كل الأطراف، دون النظر إلى علاقات هذه الأطراف ببعضها البعض.


وأوضح الهتيمي أن ذلك لا يمنع روسيا من أن توظف التصعيد الصهيوني – الإيراني بشكل جيد في تحقيق مصالحها في سوريا، فالروس يستخدمون إيران للحصول على مكاسب من الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يستخدمون فيه الكيان الصهيوني كأداة عقابية للإيرانيين، فضلًا عن الحدِّ من طموحاتهم في سوريا.


للمزيد..روسيا تحذر «أردوغان»: استمرار الاستفزازات يشكل خطرًا على السوريين

اللعب بورقة سوريا..

توظيف الوجود الإيراني

«الهتيمي» رأى أيضًا أن الروس يتعاطون مع الوجود الإيراني في سوريا بمنطق واقعي ومصلحي «براجماتي» بحت كون أن هذا الوجود الإيراني قام ومازال يقوم بدور مهم خفف الأعباء عن القوات الروسية في سوريا كون أن الميليشيات الإيرانية هي مَن تتحرك على الأرض في مواجهة الفصائل السورية، ومن ثم فهي المعرضة لتقديم التضحيات والخسائر.


وأوضح الباحث في الشأن الإيراني أن الحاجز النفسي بين الجماهير الداعمة والمؤيدة للأسد وما بين القوات أو الميليشيات الإيرانية ليس بنفس حجم الحاجز النفسي بين هذه الجماهير والقوات الروسية، كون أن ثمة مشتركات عقائدية وأيديولوجية بين الإيرانيين والموالين لهم وهذه الجماهير، وهو ما سيسهل من التعاون والتنسيق المشترك بينهما فيما يخص عمليات إعادة الإعمار والبناء التي وبلا شك ستحتاج روسيا فيها إلى إيران لاعتبارات عديدة.


وأضاف: «في هذا الإطار فإن قراءة التصريحات الروسية الأخيرة والتي جاءت على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، والتي تعتبر أن أمن «إسرائيل» هو إحدى أولويات موسكو في المنطقة، فإنها فضلا عن أنها توصيف لحقيقة السياسة الروسية في المنطقة فهي أيضًا محاولة تشجيع روسية للمواقف الأمريكية المتعلقة بقرار ترامب بالانسحاب من سوريا، إذ تدرك موسكو طبيعة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، يؤكد ذلك أن التصريحات الروسية تضمنت أيضًا توجيه انتقادات لـ«إسرائيل» حول ضرباتها لمواقع إيرانية.


وأشار إلى أن كل ذلك يكشف استراتيجية روسيا في التعامل مع إيران في سوريا، والتي تعتمد على إضعاف الوجود الإيراني ليصبح تحت السيطرة دون إنهاء هذا الوجود، ذلك أن هذا الإنهاء يحرق ورقة مهمة يجب أن تكون بيد الروس في المرحلة المقبلة، فيما لا يغيب عن الروس أن تغييب أو إقصاء إيران عن المشهد السوري كفيل بأن يسبب لهم مشكلات لا حصر لها، بل ربما يحول الأراضي السورية إلى جحيم لا يمكن أن تتحمله روسيا ولا قواتها.

"