«طالبان» تحت الحصار.. «داعش» من جهة وثنائي «واشنطن ـ كابل» في الأخرى
تواجه حركة «طالبان» الأفغانية ضغوطا سياسية كبيرة في الوقت الحالي، من قبل الحكومة الأفغانية، عقب أن الغت الحركة محادثات السلام التي كان من المقرر أن تُجرى مع الولايات المتحدة في قطر، بسبب إصرار الحكومة الأمريكية على إشراك حكومة كابل في المحادثات.
وأكد الجيش الأفغاني في بيان نشرته الصحف
الأفغانية اليوم الأحد أنه لم ولن يترك حركة طالبان تُنهي أمر المحادثات التي كان من
المفترض أن تُجريها مع أمريكا، وذلك من أجل إنهاء الحرب التي استمرت أكثر من 17 عامًا.
وجاء في البيان، أن الحكومة الافغانية
وعددًا من قيادات الجيش يُحاولون ترتيب لقاء بين «طالبان» والمبعوث الأمريكي
للسلام في أفغانستان «زلماي خليل زاد» من أجل إنهاء الأزمة، ويجب على الحركة الأفغانية
أن تقتنع بأهمية تلك المحادثات للطرفين، خاصة أن الجيش قام بالفعل بتوجيه رسائل عديدة
للحركة بشأن استكمال المحادثات، وعقب تلك الرسائل ردت طالبان وقالت: «اتركوا لنا بعض
الوقت لكى نتشاور مع مجلس الشورى ونتخذ قرارًا نهائيًا».
وترفض «طالبان» إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، حيث تصفها بـ«دمية» في يد الولايات المتحدة الأمريكية، ورفض المدعو «ذبيح الله مجاهد» المتحدث باسم طالبان، طلب واشنطن استئناف المحادثات متهمًا إياها بـ«الابتعاد عن جدول الأعمال».
وعقب تصريحات ذبيح الله بشأن المحادثات، خرج «خليل زاد» وقال:«إذا كان قيادات طالبان يريدون التحدث سنتحدث، وإذا أرادوا القتال سنقاتل، ونأمل أن يكونوا يريدون إرساء السلام».
بدوره قال عبد الخبير عطالله، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط المصرية، إن الضغوط السياسية التي تمارسها كلٌ من كابل وواشنطن على حركة طالبان، قد تجبرها على التنازل وإجراء المحادثات التي تريدها كلٌ من أمريكا وافغانستان بشأن الأزمة الأفغانية.
وأكد «عطالله» في تصريحات لـ «المرجع»، أن طالبان ترفض نهائيًا التحاور مع الحكومة الأفغانية بسبب الأزمات السياسية الكثيرة التي حدثت بينهما، وهذا السبب وراء تأخر إجراء تلك المحادثات.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، إلى أنه بالرغم من رفض الحركة إجراء المحادثات فإنها لن تستطيع أن تتحمل ضغوطات حكومة كابل، المتمثلة في حملات إلقاء القبض والمداهمات العسكرية، خاصة أن الحركة بينها وبين تنظيم داعش حربًا كبرى في الوقت الحالي وتريد أن تكون الفائز الأكبر بها، ومن مصلحتها أن تتم المحادثات وتنهى الأمر.





