يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«جريفيث» والحوثيون يطرحون اتفاق السويد أرضًا

الأحد 13/يناير/2019 - 06:55 م
المرجع
علي رجب
طباعة

بات اتفاق السويد في مهب الريح مع اتهامات من الحوثيين للمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، بالخروج عن مهمته في اليمن، وتنفيذ أجندات أخرى، فيما ارتفعت الأصوات اليمنية على الجانب الآخر في صفوف الشرعية، مطالبة بإنهاء اتفاق السويد والعودة إلى الحل العسكري لتحرير ميناء الحديدة، في ظل مماطلة الحوثيين بتسليم الميناء والمدينة، واستهداف قاعدة العند العسكرية، فيما يسير «جريفيث» في طريقه للبحث عن دولة عربية تستضيف جولة جديدة من مباحثات اليمن.

«جريفيث» والحوثيون

وخرج محمد عبدالسلام، رئيس وفد ميليشيا الحوثي في مفاوضات السويد، بتصريحات يتهم فيها المبعوث الأممي بالخروج عن اتفاق السويد، وتنفيذ أجندات أخرى، قائلًا في تغريدة له عبر حسابه على موقع «تويتر»: «عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى، ويبدو أن المهمة أكبر من قدراته، وما لم يتدارك جريفيث الأمر فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر».


حديث «عبدالسلام» يتناقض مع الواقع، فميليشيات الحوثي منذ اللحظة الأولى وهي تنتهك اتفاق السويد، وقد أعلنت خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور «الحديدة» (التابعة للجيش اليمني) رصد 464 خرقًا ارتكبته ميليشيا الحوثي، منذ بدء سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي وحتى 9 يناير الحالي.

«جريفيث» والحوثيون

فيما قال وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، الخميس الماضي، إن الحوثيين يرفضون الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، ويهددون اتفاق السويد، مشددًا خلال جلسة مباحثات في عمان مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، على ضرورة الانتقال باتفاقات ستوكهولم إلى نتائج ملموسة على الأرض من خلال إطار زمني واضح ومعلن قبل المضي قدمًا لعقد جولة جديدة من المشاورات.


وأكد «اليماني» أن ميليشيات الحوثي لم تقبل حتى الآن الانسحاب من الحديدة والموانئ الموجودة فيها، رغم مرور شهر على اتفاق ستوكهولم ولم يتحقق شيء من التزامات الانقلابيين له، داعيًا المجتمع الدولي إلى دفع الحوثيين لتنفيذ اتفاق السويد.

«جريفيث» والحوثيون

زيادة الضغط

وفي وقت سابق، دعا الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، المجتمع الدولي إلى زيادة الضغط على الحوثيين بعد الهجوم الذي شهدته قاعدة العند في مدينة لحج اليمنية.


وقال قرقاش، عبر على موقع تويتر، إن مفاوضات السلام تكتيك بالنسبة لهم وليست التزامًا، مضيفا: «464 انتهاكًا لوقف إطلاق النار، و36 قتيلًا و318 جريحًا منذ اتفاق ستوكهولم»، خاتمًا تغريدته بقوله: «يجب على المجتمع الدولي زيادة الضغط».


والأربعاء، أكد «جريفيث» في إحاطة له أمام مجلس الأمن، أن طرفي الصراع في اليمن «التزما إلى حد كبير» بوقف إطلاق النار في الحديدة.


ونصَّ اتفاق السويد على وقف «إطلاق النار والتصعيد العسكري»، ثم انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى خلال 14 يومًا، يتبعها انسحابهم من مدينة الحديدة إلى الأطراف الشمالية خلال 21 يومًا.

«جريفيث» والحوثيون

قيد الدراسة

وقد أعلنت الخارجية الأردنية، اليوم الأحد، أن طلب استضافة الجولة الثانية للمباحثات اليمنية، لايزال قيد الدراسة، وقال مصدر مسؤول في بيان لوزارة الخارجية: «إن المملكة لاتزال تدرس الطلب الذي تقدمت به الأمم المتحدة لاستضافة الأردن للجولة الثانية من المحادثات اليمنية بين الحكومة والحوثيين».


وأكد المصدر أنه «سيتم التعامل مع الطلب بما ينسجم مع منطلقه الأساس، وهو الإسهام في حل الأزمة اليمنية بالتنسيق مع أشقائنا، وسيتم إبلاغ بعثة الأمم المتحدة بالرد بأسرع وقت ممكن».


 ومن جانبه، اتهم الخبير العسكري اليمني، يحيى أبوحاتم، المبعوث الأممي مارتن جريفيث بأنه يسعى لإطالة أمد الحرب في اليمن، مستغلًا جماعة الحوثي الإرهابية كمعول هدم وآلة قتل وسذاجة الشرعية كطرف رخو.


وأضاف في تصريحات لـ«المرجع»: «ما يقوله جريفيث عند الحوثي غير ما يقوله عند الشرعية، بمعنى أنه ومنظمته (الأمم المتحدة) غير مؤتمنين على القضية اليمنية».

«جريفيث» والحوثيون

في مهب الريح

الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، عبدالكريم المدي، قال إن اتفاق السويد أصبح في مهب الريح، موضحًا أن ميليشيا الحوثي تحشد المقاتلين وتحفر الخنادق، وتريد قطع الإمدادات على القوات المشتركة وإحداث مفاجآت.


ووصف في تصريح لـ«المرجع» التحرك الحوثي، وغياب الموقف الرسمي من قِبَل الحكومة الشرعية تجاه خروقات الميليشيا بـ«المهزلة»، مطالبًا الحكومة بالتحرك العسكري لتحرير ما تبقى من مدينة الحديدة ومينائها.


وشدد المحلل السياسي اليمني، على أن الاتفاق أصبح في غرفة الإنعاش، وزيارة المبعوث الأممي محاولة لإطالة عمره، لكن الجميع يرى أن الاتفاق أُسقط على أرض الواقع بفضل خروقات الحوثي.

"