ad a b
ad ad ad

بعد الأزمات المتلاحقة للحوثي.. دلالات دعوة الميليشيا للمصالحة الوطنية

السبت 29/ديسمبر/2018 - 07:41 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

في ظلِّ الأزمات التي تُحاصر ميليشيا الحوثي في اليمن، ما بين الخسائر التي تتكبدها أمام التحالف العربي، أو الإدانات الدولية للجرائم التي ترتكبها بحق اليمنيين، دعت الميليشيا الإرهابية إلى العمل على المصالحة الوطنية، وذلك في محاولة جديدة من الميليشيا للظهور بسعيها إلى السلام وتحقيق المصالحة الوطنية.

بعد الأزمات المتلاحقة
ووجه الوزير في حكومة الحوثي «الانقلابية»، أحمد القنع، رسالة إلى ياسر الرعيني وزير الدولة لشؤون الحوار والمصالحة الوطنية في الحكومة «الشرعية»، حيث كتب القنع تغريدة على «تويتر» قال فيها: «إلى الأخ ياسر الرعيني وزير الدولة لشؤون الحوار والمصالحة الوطنية في حكومة هادي، ها أنا أمد يدي إليك كوزير في حكومة الإنقاذ للعمل على مصالحة وطنية بين أبناء اليمن ليس ضعفًا ولكن من أجل اليمن، مستعد أن أتواصل معك أو ألتقيك حيثما أردت لكن في اليمن وليس خارجه».

وتابع الوزير في الحكومة الانقلابية في تغريدة أخرى: «ما كتبته ليس نزوة أو دافعًا شخصيًّا ها نحن اليوم نتسلم الرؤية لبناء الدولة من المجلس السياسي، وتحتوي على 12 محورًا؛ أولها وأهمها محور المصالحة الوطنية، نحن نعرف ماذا نكتب وماذا نقول»، بحسب تعبيره.

بعد الأزمات المتلاحقة
ردود أفعال
لاقت الدعوة التي وجهها الوزير الحوثي عاصفة من الانتقادات والتشكيك؛ حيث أكد المتفاعلون مع الدعوة أن «المصالحة تبدأ بتسليم السلاح، والانسحاب، وعودة السلطة الشرعية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، مشيرين إلى أن هذه الدعوة تفتقد المصداقية في الوقت الذي تعتقل فيه الميليشيا الكُتَّاب والمعارضين لسياسة الانقلاب في صنعاء».

وأكد المتفاعلون مع دعوة «القنع»، أن المصالحة الوهمية التي يدعو إليها لن تتحقق، إلا إذا بدأت الميليشيا في إطلاق سراح كل المعتقلين لديهم والمختطفين، والعمل على تسليم المؤسسات الرسمية التي سيطرت عليها عناصر الميليشيا، إضافة إلى الالتزام بالقرارات الدولية التي تحقق الاستقرار في اليمن.

بعد الأزمات المتلاحقة
خروقات مستمرة
جاءت الدعوة بالتزامن مع خروقات مستمرة للهدنة من قبل الميليشيا؛ حيث أعلن مصدر في قوات التحالف العربي في اليمن أن الحوثيين «خرقوا» اتفاق وقف إطلاق النار «183 مرة في محافظة الحديدة»، مؤكدًا أن هذا أدى لمقتل عشرة من عناصر قوات الحكومة المعترف بها دوليًّا، وإصابة 143 آخرين.

وفي محاولة لوقف انتهاكات الميليشيا، عقدت لجنة عسكرية تضم طرفي النزاع اليمني، وترأسها الأمم المتحدة، اجتماعها الأول في الحديدة لتبدأ رسميًّا مهمتها المتمثّلة في منع الهدنة من الانهيار، وفي الإشراف على الانسحاب المتفق عليه من المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين المدنيين.

وقال مسؤول مقرّب من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا إن ممثلي السلطة «اجتازوا خطوط التماس في الحديدة بشكل آمن»، حيث يقع مقر اللجنة في شرق المدينة، وأوضح مسؤول في الحكومة اليمنية أن ممثلي السلطة «تنقّلوا على متن سيارات تابعة للأمم المتحدة» بدخول المدينة المطلة على البحر الأحمر.

وتتمثل مهمة اللجنة في مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في محافظة الحديدة، وتطبيق بندين آخرين في الاتفاق ينصان على انسحاب الحوثيين من موانئ المحافظة، ثم انسحاب الأطراف المتقاتلة من مدينة الحديدة.

بعد الأزمات المتلاحقة
خلافات داخل الميليشيا
المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»، إن هذه الدعوة تُشير إلى أن هناك خلافات داخلية لدى القيادة الحوثية، وهناك من يدعو إلى المصالحة الكاملة، وهناك من يدعو إلى المصالحة المقنعة؛ بحيث يبقى الحوثيون هم المتسيدين على الدولة، ويصبح اليمنيون مجرد عبيد.

وأشار «الطاهر»، إلى أنه من حين لآخر يخرج أحد قيادات الميليشيا للحديث عن أهمية المصالحة الوطنية والدعوة إلى تحقيقها، إلا أن كل هذه الدعوات لم يتبين صدق أي منها أو الحرص على تحقيقها، وهي دعوات خبيثة يُراد بها باطل، وليس من الممكن أن يقتنع الحوثيون بالسلام أو السعي إلى تحقيقه.

وأضاف المحلل السياسي اليمني، أن الدعوة في هذا التوقيت لها دلالات كثيرة، خاصة أن الميليشيا تُعتبر أن إفلاتها من هزيمة كبيرة في الحديدة انتصار، وهي الآن في نشوتها، كما أن الدعوة مثل هذا الوقت تريد أن تقول للأحزاب الأخرى أنها باقية ولا فائدة من محاولة كسرها.
"