شيطان في مياه اليمن.. إيران تضع أسطولها البحري لخدمة الحوثيين

في إطار دعمها المستميت لميليشيا الحوثي لم تترك إيران شيئًا دون أن تفعله، فراحت تقدم بإفراط كلًّا من الدعم الإعلامي والسياسي واللوجستي والمخابراتي، بل والعسكري، وخصصت طهران قطعًا من أسطولها التجاري البحري لتوصيل ذلك الدعم عبر خليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب، هذه السفن كانت نقطة دعم الحوثي عسكريًّا
ومخابراتيًّا.

43 سفينة ايرانية:
تتحدث لغة الأرقام لتدل وتكشف مدى الدعم الإيراني لميليشيا الحوثي في اليمن؛ فقد صرح فهد كفاين، وزير الثروة السمكية اليمني، بأن 43 سفينة إيرانية دخلت المياه اليمنية خلال الثلاث السنوات الماضية.
ويذكر أن تلك السفن تعد من أهم طرق تهريب السلاح التي تستخدمها إيران، وعادةً ما توضع الأسلحة داخل حاويات، تحت شعار مواد بناء أو مواد إغاثية أو مواد تجارية أو غيرها، وتوضع الحاويات على الخطوط الجوية التجارية أو السفن، وتُرسل إلى الجماعات المسلحة بوصفها سلعًا تجارية أو إغاثية؛ للتحايل على المراقبين الدوليين.
وخلال ندوة نظمتها وزارة الثروة السمكية بالتنسيق مع هيئة المصائد البحرية وجامعة عدن، أوضح «كفاين» خطورة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن دخول السفن الإيرانية في المياه الإقليمية اليمنية وأثرها السلبي على نشاط الصيادين والقطاع السمكي والملاحة البحرية في المياه اليمنية، قائلًا: السلطات اليمنية ضبطت 13 سفينة إيرانية، خلال الثلاث السنوات الماضية، وذلك بعدما دخلت المياه اليمنية، منها 9 سفن تم ضبطها في أرخبيل سقطرى، والأخريات في مناطق مختلفة.
وأضاف الوزير اليمني، أن السفن الإيرانية المذكورة مارست أنشطةً ممنوعةً مختلفةً خلال عام 2016م، كما ضبطت الحكومة الشرعية سفنًا محملةً بالسلاح لأكثر من مرة وهي في طريقها لميليشيا الحوثي الانقلابية، وسفنًا أخرى تمارس أنشطة ممنوعة تحت غطاء الصيد.

أبرز السفن الإيرانية:
وقد لعبت دول التحالف العربي أهمية كبيرة في مواجهة السفن الإيرانية؛ حيث أعلنت القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي في مايو 2018، أنها تمكنت من تدمير زورقين كانا يهددان إحدى ناقلات النفط التجارية في البحر الأحمر.
وذكر تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن «الوحدة 190» التابعة لفيلق القدس الإيراني، تُهرب السلاح عبر السفن، وهي في الغالب ترفع أعلامًا أجنبية (كمصادرة القوات الأمريكية لسفينة «إم في مونتشيغورسك»، وهي سفينة شحن تملكها روسيا كانت تُبحر رافعة علم قبرص وتستأجرها إيران)، وفي بعض الحالات، تمرّ هذه السفن عبر ميناءين أو 3 قبل أن تصل إلى وجهتها النهائية؛ من أجل التمويه على وجهتها.
وفي نوفمبر 2016، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكيَّة «البنتاجون» عن ضبط 4 سفن إيرانية كانت في طريقها للحوثيين، وتحمل أسلحة تقنية متطورة.
كما تمكنت القوات اليمنية الشرعية، وقوات التحالف من ضبط عددٍ من شحنات الأسلحة في أوقات سابقة.
وقد صادرت السفن الحربية الأمريكيَّة والفرنسيَّة والأستراليَّة، خلال فبراير ومارس 2016، أكثر من 4500 قطعة سلاح مهربة للحوثيين، وتمت الإشارة إلى أنها قادمة من إيران.
ومن أشهر قصص السفن الإيرانية في البحر الأحمر، السفينة الإيرانية التي تحمل اسم «سافيز» والتي ترسو على مسافة 87 ميلًا بحريًّا، من جزيرة كمران اليمنية ومن ميناء الحديدة قرابة الـ95 ميلًا بحريًّا، والتي تسببت في مقتل العشرات من الصيادين اليمنيين، ووفقًا للبيانات الصادرة عن جمعيات الصيادين والسلطة المحلية في الحديدة.
سفينة «سافيز» الإيرانية تعد بمثابة مركز قيادة وسيطرة عائم للميليشيات الحوثية في البحر الأحمر، يعمل على تقديم المعلومات للميليشيات الحوثية، كما تقوم بمراقبة السفن العابرة إلى مضيق باب المندب وتحديد إحداثياتها؛ الأمر الذي يسهل للحوثيين استهدافها لاحقًا، وفقًا لخبراء عسكريين.

الأهداف الإيرانية
وحول مهمة السفن الإيرانية قال الخبير العسكري اليمني، يحيى أبوحاتم، في تصريح للمرجع: إن السفن الإيرانية في المياه اليمينة، والتي دخلتها فيها بطرق غير مشروعة منتهكة القانون الدولي، تقوم مهمتها على 3 ملفات؛ أولها تهريب السلاح للحوثيين، ثانيها
وعلى صعيد متصل، قال رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر لصور: إن إيران تشكل عنصر التهديد الأكبر للممرات المائية في البحر الأحمر؛ جرّاء سياساتها العدائية ودعمها الكامل للمتمردين، وإسهامات أجندتها السياسية بشكل مباشر أو غير مباشر بتلغيم المنطقة البحرية عبر حضورها العسكري، كما حذر من خطورة وجود أنشطة السفن الإيرانية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر وحركة الملاحة الدولية.