بعد اختراق الحوثيين لـ«هدنة الحديدة».. خبراء يتوقعون فشل مشاورات السويد
الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 02:17 م
مشاورات السويد
أحمد عادل
مع بدء سريان اتفاقية مشاورات السويد في تمام الساعة 12 منتصف ليل الثلاثاء 18 ديسمبر 2018، توقع مراقبون فشل تلك المشاورات التي تمت يوم الجمعة الماضية تحت رعاية الأمم المتحدة؛ خاصة بعد الاختراق الحوثي للهدنة الهشة في الحديدة.
مشاورات السويد
نص الاتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة بين القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والميليشيات الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران، فضلًا عن تسليم ميناء الحديدة إلى الأمم المتحدة من أجل إدارته.
كما نص الاتفاق على انسحاب الحوثيين من موانئ «الحديدة والصليف ورأس عيسى» خلال 14 يومًا، ومن المتوقع تشكيل لجنة للإشراف على إعادة توزيع القوات اليمنية في الحديدة، وأن تخضع للحكومة اليمنية، وملزمة بالقوانين الصادرة منها.
أيضًا اشتمل الاتفاق على أن جميع إيرادات الموانئ في البنك المركزي اليمني؛ بهدف مساعدة الحكومة اليمنية في أداء عملها، ودفع رواتب الموظفين في البلاد.
وفي تصريح لـ«المرجع» قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر: «من خلال حديث القيادات الحوثية عبر وسائل الإعلام المسيطرين عليها تؤكد المؤشرات عدم الالتزام ببنود الاتفاق الموقع بينهم وبين الحكومة اليمنية».
وأكد «الطاهر» أن الحوثيين يحاولون تبرير هزائمهم في الحديدة بسلب ونهب الثروات الموجودة في المدينة، بالإضافة إلى سرقة أي مساعدات إغاثية أو غذائية للبلاد، وغرق البلاد في بحور الحروب والجفاف التي يعاني منها الشعب اليمني بعد ثورة 27 يناير 2011.
وأشار المحلل اليمني، إلى أن كل بنود الاتفاق التي تمت في مشاورات السويد بين الحوثيين والحكومة اليمنية، لم تلتزم بها الميليشيات الحوثية، وهذا دليل قاطع في محاولة منهم على إفشال المفاوضات بينهم، وعدم الوفاء بالعهود التي تمت بين الطرفين.
وأضاف أن الحوثيين يسعون لإطالة عمر الحرب فترة زمنية أخرى، وبالتالي ينعكس ذلك على وضعهم في البلاد، ومحاولة وضع موطئ قدم أخرى في أغلب المناطق التي خسروها، وغرق البلاد في بحر الظلمات.
وتوقع الطاهر فشل مشاورات السويد، وذلك لأن الحوثيين يرون أن المفاوضات هي فشل بالنسبة لهم، ونجاح للتحالف العربي والحكومة اليمنية، لذلك سيسعون لنشر إرهابهم أكثر في البلاد.
وأفاد الإعلامي اليمني أحمد المكش، القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي العام، أنه لن يتوقع استمرار تلك الاتفاقيات وسريانها بنجاح، مشيرًا إلى أن الاتفاق من الأساس لم يرضِ الشعب اليمني.
وأوضح المكش في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن مشاورات السويد لن يتم تنفيذها؛ لأن الميليشيات الحوثية نقضت العهود والاتفاقيات التي وقعت معهم في الفترات السابقة.
وتابع القيادي البارز بحزب المؤتمر الشعبي العام، أن مشاورات السويد لم تتعد بضعة أيام، وقامت الميليشيات الحوثية بالاستيلاء على بضائع ومساعدات قادمة من التحالف العربي للشعب اليمني، وهو ما يؤكد حديثه على عدم جدية الانقلابيين في المفاوضات التي تمت بينهم منذ أيام قليلة.
وصرح الإعلامي اليمني، بأن الشعب اليمني يرفض رافضًا قاطعًا دخول الأمم المتحدة في المفاوضات التي تمت بين الحوثيين والحكومة اليمنية، ويعتبرونها تدخلًا في البلاد، لأنه لابد حل المشكلة بين جميع الأطراف المتنازعة في البلاد بيد العرب والشعب اليمني.
وأضاف أن فشل المفاوضات سيؤدي إلى العودة إلى نقطة الصفر، وأن الحرب ستعاود اليمن مرة أخرى ولن تنتهي، وأن الحوثيين يماطلون بسبب إعادة توزيعهم في البلاد، ولكي ينشروا إرهابهم مرة أخرى.
