قصة الجندي البريطاني «الهارب» من تركيا بعد إدانته بالإرهاب
قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» اليوم، إن الجندي البريطاني السابق، جو روبنسون البالغ من العمر 25 عامًا، لم يظهر أمام المحكمة التركية التي تنظر في قرار الاستئناف لحكم صدر ضده بالسجن لمدة سبع سنوات عقوبة انضمامه لتنظيم إرهابي، وأنه غادر تركيا وعاد إلى بريطانيا، بدون إذن من المحكمة ما يعجله في نظر القانون «هاربًا».
وتعود بداية قصة روبنسون إلى يونيو2015، عندما وقع الهجوم الإرهابي على شاطئ منتجع سوسة التونسي يونيو 2015، ففي اليوم التالي للهجوم قرر ترك عمله والسفر إلى سوريا لمشاركة في مواجهة تنظيم داعش، الذي تبنى هذا الهجوم الذي قتل فيه 30 سائحًا بريطانيًّا.
وتواصل روبنسون عن طريق فيس بوك مع جندي أمريكي سابق يدعى جوردان ماتسون، الذي يُعد من أبزر المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا والعراق- بشكل تطوعي- لقتال تنظيم داعش، وانضم «روبنسون» بالتنسيق مع ماتسون- وبمساعدة مسؤول ميداني في القوات الكردية- لوحدة يوجد بها أجانب.
وكان روبنسون قد سافر إلى سوريا في فترة شهدت عددًا من أشرس المعارك التي خاضتها القوات الكردية ضد تنظيم داعش، ومنها معركة مدينة كوباني – عين العرب التي تقطنها غالبية كردية عند الحدود بين سوريا وتركيا، التي بدأ التنظيم الإرهابي محاصرتها في سبتمبر 2014.
وفي نوفمبر 2015، عاد روبنسون إلى بريطانيا مرة أخرى، لأخذ «استراحة من القتال الجاري في سوريا»، حسب ما قال في مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية، لكن الشرطة قامت بإلقاء القبض عليه في مطار مانشستر وتم استجوابه لمدة عشر ساعات.
وخلال التحقيق قال إنه كان يعمل كطبيب عسكري في سوريا، يعالج المصابين في المعارك ضد تنظيم داعش، وأطلقت أجهزة الأمن سراحه، لكن احتفظت السلطات بجواز سفره لمنعه من العودة إلى سوريا مرة أخرى، قبل أن تعيده له مرة أخرى بعد فترة من مراقبته استمرت لعدة أشهر.
بعدها اتخذت الأحداث مسارًا مختلفًا كليًّا مع روبنسون، عندما ذهب مع خطيبته لرحلة سياحية إلى تركيا عام 2017؛ حيث تم القبض عليهما، وأفرجت السلطات التركية عن خطيبته وحولت النيابة التركية روبنسون لمحاكمة بتهمة الانضمام لوحدات حماية الشعب الكردية، وهي ما أدرجتها تركيا على قوائم الإرهاب.
وقضى روبنسون أربعة أشهر في سجن في تركيا قبل أن يُطلق سراحه بكفالة، واستمرت محاكمته حتى تم إصدار حكم بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف في حقه سبتمبر 2018. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية حينها «نحن على استعداد لتقديم المساعدة القنصلية لمواطن بريطاني في تركيا».
وقال روبنسون في حواره مع بي بي سي إنه أخذ قرار صعب لمغادرة تركيا دون إذن من المحكمة التي تنظر قضيته، إذ تعد مغادرة البلاد دون إذن من المحكمة جريمة يعاقب عليها القانون التركي.
وأضاف روبنسون في المقابلة، أنه يعتقد أن السلطات التركية ليس لديها «دليل قانوني» لإدانته بارتكاب جرائم إرهابية، وأنه يريد أن قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة في بريطانيا، كما تحدث عن «معاناته لما يقرب من عام ونصف العام»، لكنه لم يوضح ما إذا كان سيعود لتركيا مرة أخرى أم لا.





