عضوية سرية بـ«الإخوان».. اتهامات الإرهاب تلاحق «مسلمتي الكونجرس»
الأربعاء 12/ديسمبر/2018 - 10:13 م
شيماء حفظي
تواجه المسلمتان المنضمتان للكونجرس الأمريكي حديثًا اتهامات بأنهما تسعيان لإقامة مظاهر دولة إسلامية في أمريكا، بالإضافة إلى اتهامات بعلاقتهما بجماعة الإخوان.
وتغير شكل الكونجرس الأمريكي إلى حد ما، بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الماضي، والتي أسفرت عن انتخاب أول مسلمتين لعضوية المؤسسة التشريعية بغرفتيها مجلس الشيوخ ومجلس النواب.
إلهان عمر
ومنذ أن فازت الصومالية المحجبة إلهان عمر في ولاية مينيسوتا، والأمريكية من أصل فلسطيني، رشيدة طليب بمقعد ولاية ميشيجان، يعمل أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي، الذي تنتمي له «إلهان عمر» على صياغة تعديل لقاعدة داخلية للكونجرس، تحظر منذ 181 سنة ارتداء أي غطاء رأس في قاعاته، بحيث ستسمح النسخة المعدلة لهذه القاعدة باستثناءات لأسباب دينية ستطبق على الحجاب للمسلمين، والقلنسوة لليهود، والعمامة للسيخ.
وتم تطبيق القاعدة المعمول بها حاليًّا في الكونجرس عام 1837، ونصت على عدم ارتداء أي عضو قبعة خلال العمل، وتم تعديلها فيما بعد لتشمل أنواع غطاء الرأس كافة.
وسوف تعرض النسخة المعدلة على مجلس النواب، الذي بات ذا أغلبية من الحزب الديمقراطي يناير المقبل، وقالت «عمر» على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لم يضع أحد الحجاب على رأسي، سواي، إنه خياري، وهو خيار يحميه التعديل الأول في الدستور» .
وينص التعديل الأول في الدستور الأمريكي على حرية ممارسة الدين، إضافة لحماية حرية التعبير، لاسيما حرية الصحافة، كما يمنع التدخل في حق التجمع السلمي للمواطنين الأمريكيين.
جيم ماكجوفرن
وفي حين صرح عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي، جيم ماكجوفرن، لوسائل الإعلام، بأن النسخة المعدلة التي يعمل عليها أعضاء حزبه تعكس التعددية، فمن المتوقع أن يترأس «ماكجوفرن»، اللجنة المكلفة بالتصويت على التعديل الداخلي الجديد، مشيرًا إلى أنه «ستنص المادة المعدلة على أنه يجب عدم وجود أي قيود تمنع عضوًا في الكونجرس من أداء عمله الذي انتخب على أساسه، خاصة لو بسبب ديانته».
لكن على الجانب الآخر، فمنذ الانتخابات النصفي، استهدفت وسائل الإعلام المحافظة في الولايات المتحدة، بحماس خاص إلهان عمر، وردًا على جهود الديمقراطيين الرامية إلى إزالة الحظر عن غطاء الرأس في قاعة مجلس النواب لاستيعاب العضوة الجديدة في المجلس، اشتكى المعلق المحافظ «إي دبليو جاكسون»، في برنامج إذاعي من أن المسلمين يحولون الكونجرس إلى «جمهورية إسلامية».
وبحسب تقرير لصحيفة «فورين بوليسي»، يمتلك الحزب الديمقراطي العديد من النجوم السياسيين المتصارعين ذوي الخلفيات العربية أو الإسلامية وقد أصبحوا جميعًا هدفًا لنظريات المؤامرة من هذا القبيل.
لكن التقرير لم يقف فقط عند استهداف المسلمتين في الكونجرس في وسائل إعلام الغرب، لكنه أشار إلى ما نشأ من تضخيم الشكوك القائمة في وسائل الإعلام في الشرق الأوسط حول النشاط السياسي الإسلامي في الولايات المتحدة.
ترامب
وبحسب التقرير اتهم أكاديميون ومنافذ إعلامية ومعلقون على مقربة من حكومات عربية، إلهان عمر ورشيدة طليب، بأنهما عضوتان سريتان بجماعة الإخوان.
وأشار التقرير إلى أن وسيلة إعلام عربية، نشرت مقالًا يتهم الفتاتين، بأنهما كانتا جزءًا من تحالف بين الحزب الديمقراطي والجماعات الإسلامية للسيطرة على الكونجرس، واتهم المقال الاثنتين بأنهما ضد ترامب وفريقه السياسي وخياراته، خاصة سياسته الخارجية بدءًا من العقوبات المفروضة على إيران إلى عزل الإخوان وكل حركات الإسلام السياسي.
كما عرض التقرير مثالًا آخر، لفقرة تليفزيونية عربية، ناقشت، أن نجاح ترامب في محاربة الإسلاميين سيقوضه انتصار الديمقراطيين، كما يرى التقرير أن الهجمات التي تحاول ربط «إلهان ورشيدة» بالإخوان بدأت بجدية بعد أن رحب مجلس العلاقات الإسلامية ـــــ الأمريكية علنًا بانتخابهما للكونجرس.
ومجلس العلاقات الإسلامية ــــ الأمريكية، منظمة على صلة قوية بتنظيم الإخوان، في أمريكا، ويعد أحد أوجه التنظيم لإقامة مشروعات خيرية واجتماعيَّة، وتأسيس منظمات تابعة للجماعة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وكذلك إدارة مساجد مهمة عبْرَ دُعاة تابعين للجماعة، وسَّعت جماعة الإخوان لتنفيذ مشروع التمكين في الولايات المتحدة؛ من خلال مجموعة من المُنظَّمات الفاعلة داخل المجتمع، بالإضافة إلى «الجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليَّة»، والتي تُدير غالبيَّة المساجد والمراكز الإسلاميَّة، وأيضًا «مجلس العلاقات الإسلامية ــــ الأمريكية» و«الصندوق الإسلامي الأمريكي الشمالي»، وهذه المجموعات لديها فروع في كندا.
ووفقًا لدراسة للباحث هشام النجار، فإن هناك تسعًا وعشرين منظمة أخرى، تعمل في الولايات المتحدة تحت مظلة ما أطلقت عليه وكالة التحقيقات الفيدراليَّة الأمريكيَّة «منظمة الإخوان المسلمين الدوليَّة» والتي تأسَّست في الثمانينيات.
وتُحقِّق الجماعة -عبْرَ أنشطة تلك المنظمات- أهداف خطة «الجهاد الحضاريّ»؛ وصولًا لتشكيل بنية مؤسسات دولتها الموازية، سواء من جهة دعم بناء شخصية إسلاميَّة رافضة لمحيطها المجتمعيّ، وغير مندمجة مع بقية مكوناته، أو من جهة تشكيل لوبي ضغط؛ من الممكن أن يتطور أداؤه بعد الوصول لمستوى قوة مُعيَّن.
وحَرَّضَتْ جماعة الإخوان -عبْرَ أنشطة منظماتها- على الانعزال عن المجتمع الأمريكيّ، وتغذية روح التمرد على القوانين الأمريكيَّة؛ من جهة زعم عدم توافقها مع الشريعة الإسلاميَّة.





