دراسة أمريكية تفسر انضمام التونسيين لتنظيمات إرهابية
السبت 01/ديسمبر/2018 - 02:21 م
أحمد لملوم
نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اليوم الجمعة 30 نوفمبر 2018، دراسة بحثية كتبها أحد باحثيه المتخصصين في متابعة نشاط التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط، تركز على مشاركة وانضمام مواطنين تونسيين في تنظيم داعش الإرهابي.
ويركز هارون زيلين، الباحث الأمريكي في دراسته، على
لماذا سعى بعض التونسيين للانضمام لتنظيم داعش، ضمن ما يعرف بظاهرة
المقاتلين الأجانب المنضمين لتنظيمات الإرهابية، التي يرى زيلين أنها
ظاهرة شهدت تطورات عديدة في السنوات الأخيرة.
ويحاول
زيلين تقديم رصد للدوافع التي حفزت هؤلاء لترك تونس والانضمام إلى تنظيم
داعش، فضلًا عن محاولة رصد أعدادهم سواء من بقى منهم على قيد الحياة ويقاتل
في صفوف التنظيم الإرهابي، أو قتل خلال المعارك أو عاد مرة أخرى لبلاده،
مستندًا إلى وثائق وبيانات صدرت بلغات متعددة، إضافة إلى بيانات احتفظ
بها زيلين نفسه عن المقاتلين التونسيين منذ عام 2011.
ويتطرق
الباحث الأمريكي في ورقته إلى التونسيين الذين شاركوا في منظمات إرهابية
بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والعمليات والأدوار والمناصب القيادية
التي يشغلها التونسيون في مختلف الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم
داعش وجبهة النصرة، وأخيرًا تتعرض لإرهابيين العائدين إلى تونس والأسباب
التي دفعتهم للعودة إلى ديارهم.
وأسهم
تنظيم أنصار الشريعة في تونس في مساعدة العديد من المتشددين للانضمام
لتنظيم داعش، وما وصفه زيلين بتصدير الإرهاب للخارج، كما ذكر الحكومة
التونسية في عدم سعيها بشكل استباقي لمنع الأفراد من السفر للخارج للقتال
منذ عام 2014.
وكانت
تعبئة الإرهابيين الأجانب في تونس ظاهرة لم تكن محصورة في مدينة أو منطقة
معينة، إنما ارتبطت بمجموعات كانت منتشرة في أنحاء البلاد كافة ، وعلى الرغم
من انضمام الإرهابيين التونسيين في البداية إلى جبهة النصرة، فإن
معظمهم انضموا إلى تنظيم داعش بمجرد الإعلان عن وجوده في سوريا في أبريل
2013.
الإرهابيون التونسيون قبل داعش
ورغم
مشاركة تونسيين في عمليات إرهابية خارج بلادهم قبل حرب العراق عام 2003،
فإن هذه الحرب قد ألهمت جيلًا جديدًا من المُجندين الإرهابيين؛ خاصة في فترة
ما بعد الثورة التونسية عام 2010، وخاض هؤلاء الأفراد في مجموعات إرهابية
في العراق، كان أبرزها جماعة أبو مصعب الزرقاوي التي تعرف بـ«جماعة التوحيد
والجهاد»، وبعد ذلك تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ومجلس الشورى المجاهد.
مع
اشتداد الصراع في العراق، انضم العديد من التونسيين إلى داخل جماعة
الزرقاوي. وسعى بعض المحللين في تحديد حجم الخسائر البشرية، ومنهم إيفان
كولمان، الباحث المتخصص في مكافحة الإرهاب، والذي جد أنه في الفترة ما بين
مارس 2003 ويونيو 2005، كان نحو 1.7 في المائة من المقاتلين الأجانب الذين
قتلوا في العراق تونسيي الجنسية، في حين حسب الباحث، رؤوفين باز فإن
التونسيين شكلوا نحو 1.3 في المائة من المُقاتلين الأجانب الذين قتلوا في
العراق بين يناير ومارس 2005.
وفي
يونيو 2005، كشف الجيش الأمريكي أن التونسيين كانوا من بين العشرة الأوائل
من الجنسيات الأجنبية الذين كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم القاعدة في
العراق، وبلغت نسبتهم من بين الذين ألقى القبض عليهم نحو 3.2 في المائة من
قبل قوات التحالف بين أبريل وأكتوبر 2005.
حتى
7 أبريل 2008، شكل التونسيون 3.2 بالمائة من الإرهابيين الأجانب المحتجزين
في سجن بوكا الشهير، وهو مركز اعتقال عسكري أمريكي في جنوب العراق.
وظهر
التونسيون بأعداد كبيرة فيما يسمى بسجلات سنجار، وهي سجلات حفظت فيها
بيانات عن المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى جماعة الزرقاوي في فترة
أغسطس 2006 وأغسطس 2007، والتي استعادها الجيش الأمريكي في غارة خلال شهر
أكتوبر 2007، كما كان التونسيون سابع أكبر مجموعة للإرهابيين الأجانب التي
مرت عبر سوريا في طريقها إلى العراق.
تونسيون في تنظيم داعش
قبل
أن تُعلن الجماعات الإرهابية رسميًّا وجودها في سوريا، بدأ الارهابيون
الأجانب في التوجه إلى سوريا للقتال مع الميليشيات الإرهابية، لكن بعد أن
أصدرت جبهة النصرة رسميًّا أول فيديو لها في يناير 2012، زادت التقارير عن
مشاركة المقاتلين الأجانب المتشددين بشكل كبير داخل الجماعة.
واستمر
الوضع هكذا حتى عام 2013، وكانت يتم الإعلان عن مقتل المتشددين بشكل غير
نظامي على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ هذا فبراير 2012، مع نشر أول بيان
مسجل في منتدى شموخ الإسلام، وتأخر هذا الإعلان طويلًا، عن مقتل كويتي
الجنسية يدعى حسام المطيري، الذي توفي يوم 29 أغسطس 2011، أثناء قتاله مع
ما يسمى الجيش السوري الحر في دمشق.
وفي
19 أبريل 2012، أُعلن مقتل اثنين من التونسيين من بن جردان وحسين مارس
وبولاباه بوكلاش على أنهما وقعا في إدلب وحمص، على التوالي، مسجلًا أولى
حالات معروفة للتونسيين الذين يٌقتلون في الحرب السورية. وحتى أبريل عام
2017، نجح نحو 2.900 تونسي في الانضمام لجماعات الإرهابية في سوريا، من أصل
نحو 27.000 تونسي حاولوا الذهاب إلى العراق وسوريا للغرض الإرهابي ذاته.





