يصدر عن مركز سيمو - باريس
ad a b
ad ad ad

«داعش» في غرب أفريقيا.. استراتيجية الوحشية

الجمعة 30/نوفمبر/2018 - 06:19 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
أثارت الأنشطة الأخيرة التي يقوم بها تنظيم «داعش» الارهابي في منطقة غرب أفريقيا، تساؤلات بشأن ما إذا كان التنظيم قد أصبح أكثر تشددًا وتطرفًا عن ذي قبل، إذ أدت التطورات التي تجرى داخل قيادة التنظيم الإرهابي والعمليات التي ينفذها إلى مثل هذا التحول في التوقعات بالنسبة له، بما أصبح يُشكل تهديدًا متزايدًا في غرب أفريقيا.

«داعش» في غرب أفريقيا..
وكان تنظيم «بوكو حرام» أعلن مبايعته لتنظيم «داعش» عام 2015، لكن في العام التالي، انسحب عدد من من أعضاء «بوكو حرام»، عقب تعيين أبوبكر شكوي زعيمًا للتنظيم، واختاروا أبو مصعب البرناوي، ليكون زعيم تنظيم داعش في غرب أفريقيا، وأعلن ذلك في نشرة النبأ التي يصدرها التنظيم المتشدد.

مقتل مامان نور
مامان نور، مساعد «البرناوي» والإرهابي المخضرم ذي الاتصالات الدولية مع المتطرفين، كان يعتبر هو الزعيم الفعلي لتنظيم داعش في غرب أفريقيا، لكنه قتل في أغسطس 2018، نتيجة خلافات بين قادة التنظيم الإرهابي، وأحد التفسيرات لقتل نور، من قبل أعضاء التنظيم أنفسهم، هو وجود سخط داخلي مع سياساته، بما في ذلك إطلاق سراح الـ100 تلميذة اللاتي خطفهن التنظيم الارهابي، من بلدة دابشي في شمال شرق نيجيريا، في وقت سابق من هذا العام، فقد كانت قيادات من التنظيم الإرهابي ترى أن «نور» ذو توجه معتدل نسبيًّا، وأكثر رغبة في التعامل مع الحكومة النيجيرية، وهو ما يرفضه باقي القيادات في التنظيم الإرهابي، وما حدث مع «نور» يُثير أسئلة رئيسية حول وضع أبومصعب البرناوي، كزعيم لتنظيم داعش في غرب أفريقيا، وعلاقته بالفرع الرئيسي في العراق وسوريا.

وزادت الترويجات الإعلامية التي تقوم بها وسائل إعلام تنظيم داعش في سوريا والعراق، لفرعه في غرب أفريقيا منذ مقتل «نور»، وبثت أكثر من 23 مادة إعلامية على منافذ «داعش» المختلفة، بما فيها وكالة أعماق، وهو ما لم يحدث من قبل.
«داعش» في غرب أفريقيا..
تزايد الهجمات
يستهدف تنظيم داعش في غرب أفريقيا القواعد العسكرية النيجيرية في ولاية برنو الشمالية بشكل متزايد، وأسفر العديد من الهجمات عن فرار أفراد الأمن، على الأقل حتى وصول التعزيزات أو استخدام القوة الجوية لمواجهة مسلحي التنظيم، لكن هذه الهجمات لا تظهر أي بوادر على تباطؤ نشاط التنظيم الإرهابي، كما هو واضح من هجوم الأسبوع الماضي، في بلدة ميتيل وآخر في كانجارو بعد أيام قليلة.

وخلال الهجوم على قوات الأمن، يقوم أعضاء التنظيم بنهب الأسلحة، ما يجعل قدرتهم على تعكير الأجواء وتسديد ضربات موجعة لقوات الأمن أمرًا منطقيًّا بسبب تحسن قدراتهم العسكرية، وأنهم أصبحوا أقوى عن ذي قبل، حتى إن استراتيجية التنظيم الإرهابي في التعامل مع الرهائن قد تغيرت، ففي السابق كان داعش في غرب أفريقيا يتفاوض من أجل إطلاق سراحهم، لكن في الآونة الأخيرة، أصبح التنظيم الإرهابي أقل صبرًا فيما يتعلق بمفاوضات على الرهائن، ففي منتصف سبتمبر الماضي، قام بإعدام واحدة من ثلاث عاملات إغاثة في حوزته، مدعيًا أن الحكومة النيجيرية تجاهلت مطالبه، ومع انتهاء مهلة الـ30 يومًا للرد في منتصف شهر أكتوبر، قام بقتل الرهينة الثانية.

وبرر «داعش» عمليات الإعدام، هذه بطريقة مختلفة عن الرهائن السابقين، فقد كانت العاملات في مجال الإغاثة، اللاتي تم إعدامهن مسلمات، فادعى التنظيم أنهن تخلين عن الإسلام بعملهن مع المنظمات الدولية.

وعلى الرغم من أن التغييرات التي تحدث في قيادة التنظيم الإرهابي، فإنه من الواضح أن هناك تحولات جديدة في سلوك أفراده قد تنذر بمرحلة جديدة للصراع في غرب أفريقيا، وموجة جديدة أعنف من الإرهاب هناك.

الكلمات المفتاحية

"