تقرير أمريكي: «داعش» لم يُهزم بعد!
الخميس 29/نوفمبر/2018 - 02:51 م
شيماء حفظي
ذكر تقريرٌ لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نشرته الثلاثاء الماضي، على موقعها الإلكتروني، أنه على الرغم من أن تنظيم «داعش» الإرهابي لم يعد يسيطر على مناطق بالكامل في سوريا والعراق، فإنه لم يُهزم بعد، إذ يدور حديث، وفق تقرير أمريكي، أنه لايزال هناك 14 ألف مقاتل من «داعش» في سوريا، وأكثر من 17 ألف في العراق.
ويقول التقرير الذي يحمل عنوان «بعد الخلافة.. ما هو القادم لداعش؟»، وفقًا لخبراء: إن هناك ما بين 3000 و4000 مسلح من «داعش» في ليبيا، وحوالي 4000 آخرين في أفغانستان، كما أن التنظيم له وجودٌ قوي في جنوب شرق آسيا، وغرب أفريقيا، واليمن، والصومال.
ويرى أن العديد من مقاتلي التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، قاموا بتغيير تكتيكات عملهم، وقاموا بتفجيرات واغتيالات وعمليات اختطاف أثناء محاولتهم إعادة بناء شبكاتهم، بينما في البلاد البعيدة عن الصراع، يستمر الأفراد الذين يستوحون أفكارهم من أيديولوجية التنظيم في شن هجمات في أوروبا وأماكن أخرى.
ووفقًا لدراسة أجرتها مجموعة الاستخبارات الاستراتيجية التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها، في أكتوبر 2017، فإن حوالي 5600 من مقاتلي «داعش» عادوا لديارهم في 33 دولة حول العالم، أكبرهم حوالي 900 مقاتل عادوا إلى تركيا، إضافة إلى حوالي 1200 عادوا للاتحاد الأوروبي- بما في ذلك 425 إلى المملكة المتحدة، ونحو 300 إلى كل من ألمانيا وفرنسا.
بخلاف العائدين إلى بلدانهم الأصلية، فإن هناك مئات من المقاتلين الأجانب الآخرين محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، في شمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه الأكراد.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 1500 و2000 من المسلحين، يتحصنون داخل المنطقة المحيطة ببلدة حاجين السورية، في وادي نهر الفرات الأوسط، فيما يحاول تحالف من الكرد السوريين والعرب، المدعوم من الولايات المتحدة، تضييق الخناق على الجيب الأخير من الأراضي شرق سوريا الذي يسيطر عليه «داعش».
ومع كل المحاولات لمحاصرة التنظيم، إلا أن تقارير للجيش الأمريكي حذرت من أنه في الوقت الذي يخوض فيه المتطرفون «غضبًا أخيرًا من أجل طموحاتهم الشريرة» إلا أنهم «لم يهزموا بعد».
قبل أربع سنوات، استولى مقاتلون من «داعش» على مساحات شاسعة من الأضي في كل من سوريا والعراق، وأعلنوا إنشاء "الخلافة"، وفرضوا حكمهم الوحشي على ما يقرب من ثمانية ملايين شخص، لكنهم الآن، يسيطرون على حوالي 1٪ فقط من الأراضي التي كانوا يمتلكونها، وفقا للتقرير.
ويرصد التقرير، أسباب قوة التنظيم في سوريا والعراق، بأنه في عام 2011، انضم «داعش»، إلى الثورة ضد نظام الرئيس السورى، إذ وجدت طريقًا سهلًا للوصول للأسلحة، وفي الوقت نفسه، استفادت من انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وفي عام 2014، اجتاح التنظيم مساحات شاسعة من شمال وغرب العراق وأعلن إنشاء ما تسمى بـ«دولة الخلافة».
أدى ذلك لنزوح ما لا يقل عن 6.6 مليون سوري داخليًّا، بينما فر 5.6 مليون آخرين للخارج - أكثر من 3.5 مليون منهم لجأوا إلى تركيا، وحوالي مليون في لبنان وحوالي 700 ألف في الأردن، فيما طلب العديد من السوريين اللجوء لأوروبا، حيث أخذت ألمانيا العدد الأكبر.
وبحلول سبتمبر 2018، قدرت المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقرب من أربعة ملايين شخص عادوا إلى ديارهم، لكن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن نقص الوظائف، وتدمير الممتلكات، ومحدودية الوصول إلى الخدمات لا تزال تمنع العديد من الناس من العودة إلى ديارهم.
وبدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وضم قوات من أستراليا، والبحرين، وفرنسا، والأردن، وهولندا، والمملكة العربية السعودية، وتركيا والإمارات، والمملكة المتحدة، شن غارات جوية ضد أهداف «داعش» في العراق في أغسطس 2014 ، ومنذ ذلك الحين، نفذت الطائرات التابعة للتحالف أكثر من 13.4 ألف غارة جوية على العراق وأكثر من 16 ألف على سوريا.
روسيا ليست جزءًا من التحالف ، لكن طائراتها بدأت في شن غارات جوية ضد الإرهابيين في سوريا ، في سبتمبر 2015 ، لتعزيز موقف حكومة الرئيس السوري ، وقالت وزارة الدفاع الروسية في أغسطس 2018، إن قواتها قامت بــ 39 ألف طلعة جوية في سوريا منذ 2015، ودمرت 12 ألف هدف إرهابى، وقتلت أكثر من 5200 عضو في داعش.





