بعد فتوى بإهدار دمه.. «الشباب» الصومالية تغتال أشهر قامة صوفية في البلاد
اغتالت حركة الشباب الصومالية، اليوم الإثنين 26 نوفمبر 2018، الشيخ عبدالولي علي علمي و20 آخرين من حراسه، في هجوم لها بمدينة جالكايو إقليم مدغ وسط الصومال.
وبحسب «سكاي نيوز» قال المتحدث باسم حركة الشباب الصومالية عبدالعزيز أبو مصعب: إن مسلحين تابعين الحركة هاجموا مركز صوفي تابع للشيخ عبدالولي علي علمي ياري، جنوب مدينة جالكايو، بسيارة مفخخة، وبعدها دخل مسلحي الحركة المركز وأطلقوا النيران على كلِّ الموجودين بداخل المركز.
وبحسب «رويترز»، أكد فرح نور، وهو شيخ في بلدة جالكايو، أن حركة الشباب أدعت أن الشيخ عبدالولي علي علمي ياري أهان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأصدرت فتوى أهدرت فيها دمه.
وبحسب موقع «صومال ميمو» أعلنت حركة الشباب الصومالية تبنيها للحادث، وتشير التقارير إلى أن الحركة ذاتها في عام 2017 وجهت عدة اتهامات لعبدالولي بزعم أنه ادعى النبوة، وأحلوا دمه وقتها، إلا أنه نفى التهمة بعد ذلك.
ويشار إلى أن المركز الديني التابع للشيخ الصوفي عبدالولي تأسس عام 2014، ويحظى بمئات المريدين والمحبين للشيخ عبدالولي الذي أثار الجدل بفيديوهات تظهره هو وأتباعه يرددون قصائد دينية بالموسيقى، ولكن بعد صدور عدة فتاوى من حركة الشباب بوجوب قتله، دافع عن ذلك قائلًا: إن الموسيقى لا تتعارض مع التعاليم الإسلامية، ويعتبر من الأيديولوجية الصوفية، وأحد القادة الروحيين الأكثر احترامًا في مدينة جالكايو الصومالية، وكان معروفًا بانتقاده الشديد لحركة الشباب الصومالية.
وتعتبر مدينة جالكايو، موجودة في وسط الصومال، وهي تنقسم إداريًّا إلى منطقة الحكومة في جلمدج، ومنطقة شبه المستقلة في بونتلاند، ولم يوجد حركة الشباب في تلك المدينة، ويعتقد أن عناصر حركة الشباب سافروا عبر مدينة هرارديري في جلمدج؛ حيث تبعد عن جالكايو (الذي حدث بها العملية الإرهابية) بمسافة 200 كيلومتر، ولكن تسيطر الحركة على أجزاء كبيرة من منطقة مودج القريبة من مدينة جالكايو.
ومنذ ظهور حركة الشباب في عام 2004، ويسعى الصوفيون للدفاع عن أنفسهم وعن الشعب الصومالي من العمليات الإرهابية التي تقوم بها الحركة المسلحة، وفي عام 2008 قدمت الحركة الصوفية المعروفة بأهل السنة والجماعة نفسها على الساحة الصومالية، كأول حركة مسلحة صوفية في البلاد، والتي مع مرور الوقت دخلت في صراع شرس مع حركة الشباب.
وفي يوليو 2018، قتلت حركة الشباب الشيخ عبدالله محمد روبلي، أبرز مشايخ الطريقة القادرية، وأشهر رجال التصوف في الصومال بمدينة برادلي بإقليم باي جنوب غرب الصومال.
في تصريح لـ«المرجع»، قال مصطفى زايد، الباحث في الشأن الصوفي: إن عمليات الاغتيال التي تشهدها الصومال في الفترة الأخيرة من قبل حركة الشباب، دليل على إفلاس الحركة، ولتوجيه ضربات للحكومة، والتي تساعدها الصوفية في مواجهة الحركة الإرهابية.
وأكد أن حركة الشباب الصومالية استغلت انشغال الصوفيين باحتفالات المولد النبوي الشريف؛ للقيام بعملياتها الإرهابية في البلاد، وحتى تأخذ الـ«شو» الإعلامي بعد كل ضربة توجهها.
وأوضح الباحث في الشأن الصوفي، أن الصوفيين لهم دور قوي وكبير في الصومال؛ حيث يقدمون المساعدة للقوات الحكومية من أجل القضاء علي حركة الشباب الصومالية، ولذلك اتجهت الحركة الإرهابية إلى القضاء على العلماء الصوفيين البارزين الذين يمدون يد العون للبلاد.





