«أفحكم الجاهلية يبغون».. محاولة داعشية لإفشال الانتخابات العراقية
الأربعاء 25/أبريل/2018 - 05:22 م

رحمة محمود
استخدم تنظيم «داعش» نظرية الخداع الإعلامي، عبر الفيديو الأخير الذي بثَّه على الإنترنت باسم «أفحكم الجاهلية يبغون»، في محاولة يائسة لإفشال الانتخابات العراقية المُزمَع عقدها، في 12 من مايو المقبل؛ إذْ لجأ إلى تخويف العراقيين من الانتخابات والديمقراطية، باعتبارها عودةً لحكم الجاهلية، على حد اعتقاده، زاعمًا أن حياة الناس في ظل سيطرة التنظيم كانت أفضل؛ بسبب التأثير عليهم بتوزيع الأموال التي نهبوها على الفقراء تحت مسمى الزكاة.
واستمرارًا لسعي التنظيم لإثبات حضوره في المشهد العراقي، واستعراض قوته، بثَّ -في الفيديو الذي وصلت مدته نحو 15 دقيقة- مشاهد ما سمَّاه تطبيق شرع الله في المناطق السُّنية الخاضعة لسيطرته في العراق، منها تنفيذ حد قطع يد السارق، وتوزيع الصدقات والزكاة على الفقراء والمساكين، واصفًا الحكم بغير ما أمر «داعش» بالجاهلية.
وجاء هذا الفيديو متسقًا مع الخطاب الهجومي الذي استخدمه المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبوحسن المهاجر، في كلمته الصوتية التي بثتها مؤسسة الفرقان، الأحد الماضي، بعنوان «فبهداهم اقتده»، والذي زعم فيه أن كل مَن يشارك في الانتخابات، مِن مرشحين وناخبين وداعمين كفار وحكمهم الموت.
من جانبه شرح علي بشار، الباحث والمتخصص في العلاقات الدولية، جغرافية الانتخابات العراقية، مشيرًا إلى أن 23 مليون ناخبٍ لهم حق التصويت، وكانت التقسيمات الانتخابية في العراق تعتمد التصنيف الأفقي على الخارطة بعد 2003 وحتى الآن، والمقسمة إلى شمال البلاد للأكراد، والوسط للسنة والجنوب للشيعة.
وتابع قائلًا: «إنه رغم هذه التقسمية الطائفية لمناطق الانتخابات في العراق؛ فإن هناك تغييرًا نوعيًّا؛ فأصبح الشيعة يتنافسون في مناطق الأكراد والسنة»، لافتًا إلى أن تحالف «النصر» بزعامة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، توسع عموديًّا من بغداد إلى دهوك وأربيل والسليمانية (معقل الأكراد)، فضلًا عن توسعها في معقل السُّنة وسط البلاد.
واستطرد قائلًا: «إن هناك في الاتجاه الآخر قائمة كردية، توسعت عموديًّا في مدينتي النجف وكربلاء، وأصبح لها حضور داخل معقل الشيعة فضلًا عن بغداد والبصرة، وهي قائمة الجيل الجديد بزعامة شاسوار عبدالواحد (رجل أعمال وإعلامي وسياسي عراقي كردي) من السليمانية؛ ما يعني اتجاه الأكراد نحو الوسط والجنوب».