«روسيا» تتقرب من «طالبان» لضرب مصالح أمريكا في أفغانستان

بعد مرور أكثر من 17 عامًا على الحرب الأمريكية ضد حركة طالبان في
أفغانستان، وبعد 38 سنة من التدخل الروسي الذي بدأ عام 1979 وانتهى 1989، تبدلت
العلاقة بين حركة طالبان ورسيا فأصبحا حليفين، يتبادلان تصريحات الإشادة بالمواقف.
وقد اتضحت تلك العلاقة في شهر
ديسمبر 2017، على خلفية اجتماع دولي انعقد في العاصمة الروسية موسكو، بحضور
مبعوثين من الصين وباكستان لمناقشة الأزمة السياسية في أفغانستان بين الحكومة
وطالبان وأمريكا، وخلال هذا المؤتمر طالبت روسيا من المجتمع الدولي بأن يكون مرنًا
في التعامل مع «طالبان»، وفقًا لما نشرته وكالة أنباء «رويترز» البريطانية.

وعقب الاجتماع وتصريحات
روسيا، أشادت «طالبان» بالاجتماع في بيانٍ نشرته منابرها الإعلامية عبر شبكات الإنترنت، وحينها خرج «محمد سهيل شاهين» المتحدث باسم المكتب السياسي
للحركة، وقال: إن طالبان تعرب عن سعادتها لرؤية دول من المنطقة قد فهمت أن الحركة
تتمتع بقوة سياسية وعسكرية.
وفي وقت سابق، أكد «زامير
كابولوف» المندوب الروسي في أفغانستان، أن موسكو استطاعت أن تخلق علاقات سياسية مع
«طالبان»، وطلبت منها عدم استهداف المصالح الروسية ومندوبيها في أفغانستان، بحسب ما نشر في وكالة الأنباء الروسية.
وخلال الأيام الثلاثة
الماضية شارك عدد من ممثلي «طالبان» في اجتماع لحل الأزمة الأفغانية في موسكو.

وقال عبدالخبير عطالله،
أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»: إن روسيا تريد
فرض سيطرتها على أفغانستان بأي شكل من الأشكال، فخلال العامين الماضيين بدأت تقوى
العلاقة بينها وبين حركة طالبان في أفغانستان؛ لأنها تريد ضرب مصالح أمريكا هناك
من خلال الحركة الإرهابية.
وفي السياق ذاته، قال: «ألكساندر كينيازوف» الخبير السياسي الروسي: إن علاقه بلاده بحركة طالبان
الأفغانية، علاقة جيدة، خاصة أن الحكومة الروسية كانت في وقت من الأوقات موجودة
بأفغانستان، وظلت فيها ما يقرب من 10 سنوات، وهذا الأمر خلق علاقة سياسية صحيحة
بين الطرفين.
وأشار كينيازوف، إلى أن
بلاده استخدمت في وقت من الأوقات أعضاء وعناصر من حركة طالبان في مواجهة الجماعات
الإرهابية في باكستان، وفي الوقت الحالي تسعى الحكومة الروسية إلى استخدام الحركة
لضرب مصالح «داعش» في أفغانستان.