ad a b
ad ad ad

تصفية المعارضة الإيرانية.. تاريخ الدم والاغتيالات تحت حكم العمائم

الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 02:04 م
المرجع
محمد شعت
طباعة

ما بين اغتيالات غامضة داخل البلاد، وتصفيات سرية خارجها، لقي كثير من النشطاء الإيرانيين -خاصةً النشطاء الأحوازيين- مصرعهم، في مسلسل ممنهج كان استمراره مثيرًا ولافتًا للأنظار، وداعيًا للتساؤل الجاد حول مدى تورط نظام الملالي في تنفيذ هذه السلسلة الممتدة -والاحترافية- من الاغتيالات، فهل رفع النظام الإيراني سلاح الاغتيالات في وجه معارضيه الذين يشكلون صداعًا مزمنًا بحناجرهم العالية المطالبة بالحرية والعدل في ظل مناخ قمعي يُنَكَّل فيه بكل معارض؟ 

 

تصفية المعارضة الإيرانية..

آخر حلقة في مسلسل اغتيال النشطاء والمعارضين الإيرانيين، عرضتها الخارجية الدنماركية، أمس الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018؛ حيث أعلن رئيس جهاز الأمن في الدنمارك «فين بورك أندرسن»، أنه يُشتبه في محاولة الاستخبارات الإيرانية شنّ هجوم على شخص داخل الأراضي الدنماركية، لافتًا إلى أن الشخص المستهدف هو قائد فرع الدراويش في «الحركة العربية لتحرير الأحواز».


وأعلنت السلطات الدنماركية، أنها اعتقلت مواطنًا نرويجيًّا له خلفية إيرانية في 21 من أكتوبر الحالي، على صلة بمحاولة الهجوم، وهو الأمر الذي يكشف عن استخدام إيران لأسلوب تصفية المعارضين، سواء في الداخل أو الخارج، خاصةً رموز الحركات التحررية في الأحواز وبلوشستان.


 للمزيد..إيران.. «الثأر الأحوازي» يقترب من مرشد الملالي

 

اغتيال ناشط بيئي

جاءت الظروف الغامضة لوفاة المحامي والناشط البيئي «فرشيد هكي»؛ لتشير أصابع الاتهام إلى تورط النظام الإيراني، خاصةً بعدما أكدت عائلته ومقربون منه، أنه قُتل بسكين ثم أُحرقت جثته، إضافةً إلى أنه تم الإعلان عن وفاته من قِبل عبدالرضا داوري، وهو أحد المقربين من الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

 

وفي محاولة من النظام الإيراني للتبرؤ من هذه الاتهامات، قال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، لوكالة «فارس» للأنباء: إن «نبأً ورد للشرطة، يوم الأربعاء، 17 أكتوبر الحالي، يفيد باحتراق سيارة، وأن رجال الشرطة وصلوا إلى المكان على الفور».

 

ويضيف رحيمي أن تقرير الطب الشرعي، يؤكد انتحاره حرقًا، وأن «هيئة الطب الشرعي لديها رأي صريح بأن الشخص قد انتحر بحرق نفسه»، وهو ما أعاد إلى الأذهان اغتيال النشطاء داخل السجون الإيرانية، وحاول النظام الإيراني التبرؤ منها باعتبارها حالات انتحار.

 

وربط عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بين واقعة اغتيال هكي وما سموه «سلسلة الاغتيالات» في المناخ السياسي الإيراني، خاصةً أن «هكي» كما كان مرشحًا لانتخابات مجالس البلدية في مدينة طهران، وألف كتابي «حقوق الإنسان للجميع»، و«الاقتصاد السياسي لحقوق الإنسان».

تصفية المعارضة الإيرانية..

تصفية قيادي أحوازي

اتجهت أصابع الاتهام إلى النظام الإيراني في قضية اغتيال القيادي الأحوازي والمعارض الإيرانى البارز فى حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، أحمد مولى، أمام منزله بهولندا؛ حيث طالبت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية، بفتح تحقيق عاجل في ملابسات حادث الاغتيال الذي وقع في أكتوبر من العام الماضي.

 

وطالبت المنظمة، في بيان صادر عنها، بإعلان نتائج التحقيق وكشف الضالعين فى اغتيال الناشط أحمد مولى أبوناهض، مشددةً على أن «المستفيد من هذا الاغتيال بالدرجة الأولى هو النظام الإيراني المتهم برعاية الإرهاب العالمي».

 

ودعت المنظمة الحقوقية الأحوازية، وناشطون أحوازيون، الحكومة الهولندية لتوفير الأمن والحماية اللازمة والضرورية لكل اللاجئين الأحوازيين على الأراضى الهولندية، لاسيما أن النظام الإيرانى يملك سجلًا أسود حافلًا باغتيال المعارضين فى الخارج والداخل، بحسب البيان.

تصفية المعارضة الإيرانية..

 للمزيد.. «النضال العربي لتحرير الأحواز».. حركة مسلحة تهدد إيران

استهداف علماء السنة

كان آخر وقائع استهداف علماء السنّة داخل إيران في شهر يوليو من العام الحالي؛ حيث كشفت مواقع إيرانية تابعة لأهل السنّة عن قيام عناصر مجهولة باغتيال أحد علماء السنّة بإقليم بلوشستان جنوب شرق إيران، عبر إطلاق أعيرة نارية عليه أثناء وجوده أمام مسجد.

 

وبحسب موقع «سني أونلاين» الإلكتروني، فإن العناصر المجهولة أطلقت النار على الدكتور عبدالشكور الكردي أثناء وقوفه أمام مسجد التوحيدية بمدينة سيستان، ويعد عبدالشكور من العلماء والوجهاء والناشطين فى مدينة خاش، وهو ابن الشيخ عبدالستار الكردي الذي كان أحد كبار علماء بلوشستان وخطيب أهل السُنّة في مدينة خاش سابقًا.

 للمزيد.. غليان «السُّنة» في إيران بعد اغتصاب 41 فتاة

تصفية المعارضة الإيرانية..

تصفية طيارين عراقيين

لم تقتصر سلسلة الاغتيالات الإيرانية على النشطاء الإيرانيية، إلا أنها امتدت إلى جنسيات أخرى، لتشمل طيارين عراقيين، ففي نهاية عام 2010 كشفت وثيقة سربها موقع ويكيليكس الشهير، أن إيران شنّت حملة منظمة لاغتيال الطيارين العراقيين الذين شاركوا في قصف أهداف إيرانية خلال الحرب بين البلدين، وتمكنت من قتل 182 منهم.

 

ونقل الموقع فقرة مختصرة من برقية قال فيها دبلوماسيون أمريكيون: إن إيران تشنّ حملة «هادئة وفعالة للثأر من طياري العراق الذين قصفوا أراضيها» خلال الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي.

 

وتقول البرقية السرية المرسلة يوم 14 ديسمبر 2009: «إن كثيرًا من الطيارين العراقيين الذين نفذوا طلعات أثناء الحرب العراقية الإيرانية، باتوا على قائمة اغتيالات أعدتها إيران، وإنها بالفعل اغتالت 180 منهم».

 

وكشفت الوثيقة، أن عمليات تصفية الطيارين العراقيين لم تنل قدرًا كبيرًا من الاهتمام؛ لوقوعها أثناء الاقتتال الأهلي الذي شهده العراق بعد سنوات من غزوه من طرف الجيش الأمريكي عام 2003 وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين.

تصفية المعارضة الإيرانية..

تاريخ من الدم

الناشط الأحوازي أحمد بيان، قال في تصريح خاص لـ«المرجع»: إن النظام الإيراني له باعٌ طويل في سلسلة من الاغتيالات لخصومه السياسيين والأحرار على طول تاريخه منذ 1979.


وأرجع بيان تصفية الخصوم من جانب النظام الإيراني عبر استخباراته الخارجية والداخلية، أو عبر عملاء له مثل حزب الله اللبناني، إلى خوف النظام من هؤلاء الخصوم، سواء كانوا ثوارًا أو منتمين لحركات تحررية.


«بيان» كشف عن قائمة اغتيالات نفذها النظام الإيراني، والتي بدأها بتصفية «طباطبائي»، وهو أحد المسؤولين السابقين في نظام الشاه، مرورًا بأكبر قادة الشاه اللاجئين حينها في الدول الغربية مثل «أويسي»، وهو قائد القوة الجوية، وبعدها جاء الدور على بختيار رئيس الوزراء الأخير في حكم الشاه أيضًا في باريس.

 

كما أشار الناشط الأحوازي إلى أن موجة الاغتيالات طالت مناضلين من الشعوب غير الفارسية، على رأسهم حسين ماضي أمين عام الجبهة العربية الذي صفته الاستخبارات الإيرانية في الإمارات، كما طالت الاغتيالات الشعب الكردي؛ حيث اغتيل عدد من قيادات في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وأخيرًا وليس آخرًا، اغتيال أحمد مولى أبوناهض من مؤسسي حركة النضال العربي لتحرير الأحواز في لاهاي هولندا العام الماضي.


«بيان» أوضح أيضًا أن كل هذه التفاصيل والسلسلة الممتدة من الاغتيالات؛ تثبت أن النظام لا يتوانى عن تصفية خصومه مهما كلف الأمر، وذلك كله في ظلِّ تواطؤ حكومات ومنظمات غربية مع هذه الاغتيالات، وهو ما شجع ويشجع النظام على استمرار أفعاله.

للمزيد.. تقرير أمريكي: «خامنئي» جعل إيران سجنًا كبيرًا للأقليات الدينية

"