تفجير «بورقيبة» في تونس.. تطور نوعي للإرهاب الدموي
الإثنين 29/أكتوبر/2018 - 11:03 م

محمد شعت
عاد القلق والتوتر إلى الشارع التونسي بعد حادث التفجير الانتحاري الذي قامت بها امرأة تبلغ من العمر 30 عامًا، ظهر اليوم الإثنين، وهو الأمر الذي أثار التساؤلات حول أسباب عودة الإرهاب، وأهداف الجماعات التي تصر على إثارة المخاوف وزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية بشكل عام، خاصة في ظل تغيير الأساليب التي تتبعها هذه الجماعات، إذ يُعد هذا الحادث هو الأول الذي شهدته العاصمة «تونس» منذ التفجير الانتحاري الذي وقع في 24 نوفمبر 2015 واستهدف حافلة للأمن الرئاسي، وأوقع 12 قتيلًا في صفوفهم بجانب مقتل منفذ الهجوم.

إلى جانب حوادث أخرى وقعت في مناطق متفرقة؛ من بينها: هجومان كبيران في 2015 على متحف باردو وفندق بمدينة سوسة أسفر عن مقتل 59 من السياح، وعلى إثره فرضت السلطات حالة الطوارئ في البلاد، منذ ذلك الحين، ويجري تمديدها حتى اليوم.
وتظل المنشآت الأمنية في تونس هدفًا ثابتًا للجماعات الإرهابية، وهو مايعيد إلى الأذهان حادث 8 يوليو من العام الجاري، الذي نتج عنه مقتل 8 من عناصر الأمن التونسي في كمين نصبته مجموعة إرهابية شمال غرب البلاد على مقربة من الجزائر وقال ناطق باسم وزارة الداخلية إن الهجوم وقع «في محافظة جندوبة الحدودية مع الجزائر».

دلالات التطور النوعي للإرهاب
تشهد العمليات الإرهابية التي يتم تنفيذها على الأراضي التونسية تطورًا نوعيًا، خاصة أن مثل هذه العمليات كانت تتركز في المناطق النائية، وبشكل أساسي في جبال الشعانبي على الحدود التونسية الجزائرية، إلا أن أكثر من مرة تمتد هذه العمليات إلى قلب العاصمة والمدن التونسية.
ويرى مراقبون أن التطور الأكبر في حادث اليوم، يكمن في أن منفذة العملية غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية وهذا يفتح الباب للتساؤل عن آليات وأساليب التجنيد الجديدة للانتحاريين والانتحاريات، والتي غابت عن أعين الأجهزة الأمنية، إضافة إلى أن إعداد وتخطيط وتجهيز العملية يقف وراءه مجموعة إرهابية كبيرة وليست منفردة، لأن تصنيع وإعداد حزام ناسف ليس عملًا محليًا بل مرتبطًا بجماعات تملك مؤهلات وخبرة في هذه القضايا وهذا أمر ليس متوفرًا لإرهابي منفرد أو مجموعة صغيرة.
واعتبر المراقبون أن نقل الحزام الناسف ووصول الانتحارية لشارع بورقيبة لتنفيذ عمليتها، التي يحتمل أن تكون قد تمت عبر تفجير عن بعد، يكشف عجزًا كبيرًا على كل المستويات في متابعة الجماعات الإرهابية والتصدي لها.

أزمة النهضة
عضو المكتب الوطني لحركة نداء تونس، أديب جبالي، رأى في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الإرهاب يستغل حالة الاحتقان بالشارع التونسي وعدم الاستقرار السياسي، مشيرًا إلى أن الجماعات الإرهابية تستغل أي أزمة سياسية، وخاصة عندما تكون حركة «النهضة»(إخوان تونس) طرفًا فيها للترويج لإرهابها.
وأشار «جبالي» إلى أن الأيام الماضية شهدت نهاية التوافق بين رئيس الجمهورية، ورئيس حركة النهضة الذي أعطيناه فرصة الإندماج في الجمهورية وكنا رافضين للإقصاء رغم التاريخ المعروف للحركة، إلا أن «النهضة» أرادت الانقلاب على الشرعية الانتخابية ومواصلة السيطرة على مفاصل الدولة، وهذا ما أكده خطاب زعيمها راشد الغنوشي يوم السبت الماضي.
ويتابع السياسي التونسي، أن الرئيس التونسي يتجه إلى تفعيل المجلس الأعلى للأمن القومي للنظر في المعطيات الخطيرة حول الأمن الموازي وموضوع الاغتيالات السياسية في تونس، والتي تتجه فيها أصابع الاتهام إلى حركة النهضة، لافتًا إلى أن الجبهة الشعبية قدمت وثائق تدين حركة النهضة في تنظيم كيان سري داخل الجيش والشرطة.