ad a b
ad ad ad

اليمن يحارب تطرف الحوثيين والإخوان بـ«التجربة اللبنانية»

الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 03:13 م
المرجع
رباب الحكيم
طباعة

تسبب انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، في حالة من الفوضى بمختلف مناحي الحياة اليمنية، ولم يقتصر الأمر على الاضطراب السياسي أو الاجتماعي أو العسكري، بل وصل إلى المؤسسات الدينية، فمنذ أن استحوذ الحوثيين وأعوانهم (جماعة الإخوان الإرهابية) على دار الإفتاء باليمن، والبلاد تعيش «حالة تكفيرية» لم تشهدها على مدار تاريخها.

 

هذه الحالة نجمت عن إصدار الحوثيين والإخوان، سيلًا من فتاوى التكفير لكل المعارضين لهم، إضافة إلى شرعنة إراقة الدماء، مؤلين في هذا النصوص الشرعية؛ من أجل تكريس الطائفية والمذهبية؛ لذا تسعى وزارة الأوقاف اليمنية إلى إنشاء دار فتوى، على غرار تلك الموجودة في لبنان، والتي أثبتت الأيام نجاح تجربتها.

 

وفي الوقت الذي أعلنت فيه ميليشيا الحوثي انقلابها على هيئة الإفتاء الشرعية باليمن، وتشكيل بديل لها تخدم أفكارهم المتطرفة، صدر تقرير حكومي يمني كشف أن الحوثيين خربوا 750 مسجدًا، واختطفوا 150 فردًا من أئمة وخطباء المساجد في عدد من المحافظات اليمنية.

 

وعلى مدار السنوات السابقة حاول الحوثيون، فرض أفكارهم المتطرفة على كل طوائف الشعب اليمني، وفي هذا السياق أطلقوا حملات مسلحة تمنع الآذان بالمساجد، مبررين هذا الفعل بأن «صوت الآذان» يزعج المواطنين في المنازل، إضافةً إلى جوازهم صيام يوم قبل بدء شهر رمضان، أطلقوا عليه «يوم الشك»، ولم ينتهِ الأمر إلى هذا الحد، بل حرموا صلاة التراويح والقيام في الشهر المبارك.

 

ومن جانبها أصدرت جماعة الإخوان الإرهابية مجموعة من الفتاوى التحريضية ضد أبناء الجنوب اليمني، أباحوا خلالها قتلهم والتعدي عليهم بأبشع الطرق، ومن أشهر ما صدر في هذا السياق فتوى وزير العدل والقيادي الإخواني عبدالوهاب الديلمي، إبان غزو الجنوب، واحتلاله عام 1994، عندما كفر الجنوبيين، واستباح أرضهم ودمائهم، وفي مايو من العام 2017 تكرر الأمر ذاته، ودعت هيئة علماء اليمن (المقربة من الجماعة وميليشيا الحوثي) اليمنيين إلى عدم الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشكل في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وفي سياق متصل، تلقى وزير الأوقاف والإرشاد اليمني الدكتور أحمد عطية، مطلع أكتوبر الجاري، دعوة من مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف فايز دريان، لزيارة  دار الفتوى بلبنان، والاستفادة من تجربتها ومن ثّم نقلها إلى دار الإفتاء اليمنية المرتقب إنشاؤها باليمن.

الدكتور أحمد عطية
الدكتور أحمد عطية

وقال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمني، طارق القرشي: إن زيارة الدكتور أحمد عطية، والوفد المرافق له إلى لبنان، جاءت تلبية لدعوة مفتي لبنان، وكان الهدف من ورائها الاطلاع على تجربة دار الإفتاء اللبنانية فيما يتعلق بالجانب الشرعي والفقهي؛ من أجل إنشاء مؤسسة مشابهة لها بما يتناسب مع المجتمع اليمني.


وأوضح «القرشي»، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن الحوثيين دمروا المؤسسات الدينية والشرعية الرسمية كافة باليمن، وعلى رأسها دار الإفتاء اليمنية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنهم شكلوا دار إفتاء خاصة تخدم فكرهم المنحرف، مؤكدًا أن وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية تحملت مهام الإفتاء؛ نظرًا للظروف المضطربة التي تمر بها اليمن، وذلك بالرغم من أن الفتوى لا تتبع الوزارة.

للمزيد: بيان أحزاب اليمن ضد الحوثيين.. أهداف حالمة بعيدة عن الواقع

اليمن يحارب تطرف

وأشار الدكتور وفيق محمد حجازي، عضو لجنة الفتوى بلبنان، وأستاذ الشريعة الاسلامية في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بيروت العربية، إلى أن لبنان بلد مُتعدد الطوائف والأحزاب والجمعيات، وتُعد دار الفتوى اللبنانية بمثابة المرجعية الوطنية الجامعة لكل طوائف الشعب اللبناني.


وأكد عضو لجنة الفتوى بلبنان، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن دار الفتوى اللبنانية تخضع لعباءة الوطن، وأنها تعمل لتحقيق السلام والتعايش بين طوائف الشعب اللبناني؛ حيث تسير على منهج الوسطية، ولا تتحيز إلا للمصلحة الوطنية العليا.


وأوضح «حجازي»، أن دار الفتوى اللبنانية نجحت في رأب صدع المجتمع اللبناني، وإطفاء نار الفتنة، وإذكاء روح الوطنية، وتغليب الوحدة المجتمعية على المصالح السياسية الضيقة.


وأضاف أستاذ الشريعة الاسلامية، أن خطاب دار الفتوى اللبنانية في ظل الحروب الطائفية التي شهدتها لبنان، كان خطابًا وطنيًّا جامعًا على خلاف بقية الطوائف الأخرى، لافتًا إلى أن «الفتوى اللبنانية» تفتح أبوابها لتدريب اليمنيين بشكل عملي، ويُعد هذا خير مثال لنقل التجربة من لبنان إلى وزارة الأوقاف اليمنية.


ويُعد أهم محور من محاور تجربة دار الإفتاء اللبنانية، هو ضمان التعايش الذي يجمع طوائف المجتمع الواحد تحت مظلة واحدة، إضافة إلى ضلوعها بمسؤولية إصدار الأحكام الشرعية الخاصة بالطائفة السنية وذلك منذ تأسيسها في لبنان عام 1922، ومنذ لحظة تولي المفتي عبداللطيف دريان.

"