طعنات مجهولة في قلب الصين.. وخبير يتوقع المزيد من الهجمات

كان البيان الرسمي الذي أصدرته الشرطة الصينية، أمس الأحد، 21 أكتوبر 2018 عن وقوع هجمات بسكين في مكان عام في وقت مبكر من صباح اليوم ذاته في إقليم خبي، شمال شرق البلاد، أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة رابع، بمثابة إنذار لتجدد هجمات السكاكين التي تعرضت لها مدن صينية؛ حيث تذكر الصينيون سلسلة الهجمات «الحادة» التي تعرضوا لها خلال السنوات الأخيرة، على خلفية الصراعات العرقية في إقليم شينكيانج.
وأعلنت الشرطة -في بيانها الذي أوردته وكالة رويترز- أنها تبحث عن «المهاجم»، ونشرت عدة صور لشخص مشتبه به، صرح البيان بأنه من سكان المنطقة، وأرفقت الشرطة الصور بصورة سيارة أفادت بأنه استخدمها في الهرب، ولم يوضح البيان -حتى الآن- سبب الهجمات أو هوية المشتبه به.
سبب الهجمات.. رؤية خاصة
من جانبه، رجح مختار الغباشي، المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن يكون حادث الطعن الذي وقع في الصين أمس، ناتجًا عن عمليات القمع -على حد وصفه- والتي تمارسها الحكومة الصينية في حق الأقليات المسلمة في البلاد، مشيرًا في تصريح لـ«المرجع»، إلى أن تلك الأقليات تشعر بأنها مهملة ومهمشة، ولم تجد صدى لاستغاثتها بدول أخرى، ويرجح أيضًا أنها بدأت تنتقم من حكومة بكين بنفسها، ما يُمثل خطورة بالغة على الطرفين، الحكومة والأقليات معًا.
وتوقع المحلل السياسي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تشهد الصين خلال الأيام المقبلة مزيدًا من عمليات شبيهة، مؤكدًا إمكانية الوصول لحل عن طريق تعاطف دولي مع الأقلية الصينية المسلمة.
يُذكر أن عامي 2014 و2015 شهدا عدة هجمات بالسكاكين، استهدفت محطات القطارات فى عدد من المدن كقوانجتشو وكومينج وغيرهما، وسرعان ما نسبتها الحكومة الى الإيغور، على خلفية الاحتقان العرقي الذي يشهده الإقليم الذي يقع غرب البلاد.
وتأتي تلك الهجمات بعد أيام قليلة من إعلان شوهرت ذاكر، رئيس حكومة إقليم شينكيانج، عن تحسن الأوضاع الأمنية بشكل كبير، ومفاخرته بأنه لم تقع أي هجمات إرهابية خلال الـ21 شهرًا الماضية، كنتيجة لسياسة الحكومة في مكافحة الإرهاب، واستخدامه تلك الحجة كمبرر لـما وصفته منظمة العفو الدولية بأنها «إجراءات قمعية» تنفذ بحق الأقلية المسلمة، لاسيما بعد مطالبة الأمم المتحدة للحكومة الصينية بأن تنهي حملتها الأمنية ضد الإيغور، ومناشدتها الكشف عن مصير ما يصل إلى مليون شخص غالبيتهم من المحتجزين في معسكرات ضخمة داخل شينكيانج.
وأثار الكشف عن تلك المعتقلات مؤخرًا ضجة عالمية واسعة، وإدانات دولية للسلوك الحكومي الصيني الذي شمل التضييق على أداء الشعائر الإسلامية في الإقليم كافة، في حين اكتفت بكين بتبرير إجراءاتها بأنها «ضرورية لمكافحة الإرهاب واقتلاعه من جذوره».