ad a b
ad ad ad

الانتخابات الأفغانية.. مرآة تعكس تعقيدات الوضع السياسي في البلاد

الجمعة 19/أكتوبر/2018 - 11:57 م
المرجع
أحمد لملوم
طباعة
بعد تأجيل استمر نحو ثلاثة أعوام، يتوجه الناخبون الأفغان إلى مراكز الاقتراع غدًا السبت، للمشاركة في الانتخابات برلمانية، في الوقت الذي أطلقت فيه حركة طالبان الإرهابية دعوات لمقاطعتها بدعوة أنها عملية يفرضها الغرب وتخالف الإسلام والثقافة الأفغانية.

الانتخابات الأفغانية..
وكثفت الحركة الإرهابية هجماتها ضد مرشحين وتجمعات انتخابية، فقد قامت حركة طالبان بتنفيذ عملية تفخيخ لمكتب أحد المرشحين في إقليم هلمند (جنوب أفغانستان) الأربعاء الماضي، وقال مسؤول حكومي أفغاني كبير لوكالة رويترز للأنباء، إن عبد الجبار قاهر أمان الذي قتل في هذه العملية، عاشر مرشح يلقى مصرعه في الشهرين الأخيرين، إضافة إلى اختطاف مرشحان وإصابة أربعة في هجمات شنتها الحركة الإرهابية.

وكان نحو 22 شخصًا قد قتلوا الأسبوع الماضي، في تفجير في حشد انتخابي لمرشحة في إقليم طخار بشمال شرق أفغانستان، وانتشر آلاف من أفراد الشرطة والجنود في مختلف أرجاء البلاد، لتأمين عملية التصويت.

بيد أن سقوط مئات الأشخاص بين قتيلٍ وجريحٍ في هجمات تتعلق بالانتخابات، يثير تساؤلات عن مدى مشاركة الناخبين في عملية التصويت، خاصة مع اغتيال الحركة الإرهابية للجنرال عبد الرازق، قائد شرطة إقليم قندهار، أمس الخميس على يد حارس شخصي في فريق تأمين مسؤول كبير آخر.

وقال حفيظ الله هاشمي المتحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات اليوم الجمعة، إنه تقرر تأجيل الانتخابات البرلمانية في إقليم قندهار لمدة أسبوع، مضيفًا أن التأجيل اتخذ لأن أبناء قندهار «غير مستعدين نفسيًّا للتصويت».

وكان الجنرال عبد الرازق يشارك في اجتماع مع سكوت ميلر قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الذي صرح اليوم الجمعة إنه لا يعتقد أنه كان المستهدف في الهجوم، ويعتقد مسؤولو أمن أفغان أن المهاجم تجنب عمدًا قتل ميلر.

الانتخابات الأفغانية..
وقال مسؤول أفغاني طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس، اليوم الجمعة: «لم يكونوا يريدون مواجهة عواقب من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. كان مجرد تحذير لميلر بأن بوسعهم إصابته إذا أرادوا».

وتسلم ميلر، قيادة القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان أوائل الشهر الماضي، في وقت تواجه فيه واشنطن تساؤلات متزايدة إزاء استراتيجيتها لحمل طالبان على إجراء محادثات تهدف إلى إنهاء الصراع المندلع هناك منذ 17 عامًا.

وعندما اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «ميلر» لشغل هذا المنصب في مايو الماضي، رأى كثير من المراقبين أن لهذا الاختيار دلالة على إعادة نظر إدارة «ترامب» في مواقف الولايات المتحدة التقليدية تجاه أفغانستان، خاصة حركة طالبان الإرهابية.

ويعرف عن ميلر، أنه ساهم في تفكيك تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، كما أنه خدم في صفوف القوات الأمريكية لمدة 35 عامًا، وقضى معظم فترات خدمته في قيادة العمليات الخاصة.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الخميس في بيان، إن واقعة إطلاق النار التي قتل فيها الجنرال عبد الرزاق، الذي يعد أحد أقوى المسؤولين الأمنيين في البلاد لن تغير من عزم الولايات المتحدة في استراتيجيتها الخاصة بجنوب آسيا، وتسعى الولايات المتحدة وحركة طالبان ضمان أن تكون لهما اليد العليا قبل بدء مفاوضات السلام في أفغانستان، والمرتقب عقد أولى جلساتها قبل نهاية هذا العام. 

كما تحاول الحكومة الأفغانية ضمان مشاركة أكبر عدد من الناخبين في الانتخابات التي يتنافس فيها نحو 2500 مرشح على 249 مقعدًا برلمانيًّا، وقال مسؤول غربي، طالبا التكتم على هويته لوكالة فرانس برس هذا الأسبوع: «إذا تمت الانتخابات بصورة سيئة، فسيكون أسوأ من ألا نفعل شيئًا على الإطلاق».
"