صفعة فرنسية لإيران.. إغلاق مركز «الزهراء» الشيعي وتجميد أمواله

بعد أسابيع قليلة من تحقيق السلطات الفرنسية في نشاط مركز الزهراء، الشيعي (أبرز
أذرع إيران الدعوية والسياسية والاجتماعية والثقافية داخل فرنسا)، قررت حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشكل رسمي،
إغلاق مركز جمعية الزهراء الشيعي، الواقع في منطقة جراند سانت شمالي البلاد، لمدة
6 أشهر إضافة إلى تجميد أصوله، بتهمة «نشر الفكر الشيعي الراديكالي على المستوى الأوروبي» وفقًا لصحيفة « lci» الفرنسية.

مركز الزهراء:
بدأ مشروع تأسيس مركز جمعية الزهراء الشيعي بمنطقة بـ«جراند سانت» بشمال فرنسا، في 2005، لصحيفة « la-croix» الفرنسية، والتي أشارت إلى ارتباط المركز بإيران وحزب الله والجماعات القريبة من إيران.
وأسس المركز يحيى القواسمي، رئيس حزب ضد الصهيونيّة ورئيس الاتحاد الشيعي الفرنسي، (فرنسي الجنسية، جزائري الأصل)، وهو شيعي نشط ويرتبط بعلاقات واسعة مع المسؤولين الإيرانيين.
كما لعب المسؤول ورجل الدين الإيراني مهدي روحاني، والذي عمل رئيسًا للطائفة الشيعية لمدة عشرين عامًا، في فرنسا، دورًا مهمًّا في تأسيس المركز الإسلامي الإيراني في باريس، الذي أصبح أداة لنشر أيديولوجية الجمهورية الإسلامية، فيما لعبت سفارة إيران، دورًا مهمًّا من خلال نشر عدد من الأنشطة تجاه السكان الشيعة والسنة في فرنسا، بحسب مركز المزماة للدراسات والبحوث.
يذكر أن فرنسا تضم نحو 300 ألف شيعي، يوجد نحو نصفهم في العاصمة باريس وضواحيها في حين يتوزع النصف الآخر على مناطق فرنسية أخرى، أهمها مدن وضواحي ليون وتولوز ومونبيلييه وليل ومرسيليا وغيرهان بحسب إذاعة «مونت كارلو» وهو ما يجعل هؤلاء هدفًا استراتيجيًّا للنظام الإيراني والذي يسعي لتكون خلايا له وفقًا لتقارير المعارضة الإيرانية «مجاهدي خلق» التي اتهمت نظام الملالي بالسعي لتشكيل خلايا إرهابية عبر تجنيد الشيعة في الدول الأوروبية.
ويدين المركز بالولاية للمرشد الاعلى في إيران علي خامنئي، ويتبع ولاية الفقيه الإيرانية، ولذلك صنف من قبل السلطات الفرنسية، باعتباره ينشر الفكر الشيعي الراديكالي.
للمزيد.. مخالب الشر الإيراني.. باريس تحت سيطرة الشيعة في فرنسا

أهداف المركز:
ووفقًا للموقع الرسمي لمركز الزهراء، فإن الهدف من تأسيس المركز هو خدمة مصالح طهران عبر التبشير بالمذهب الشيعي الاثني عشري، ونشر عقائدهم والتعريف والكشف عن الروح العالمية لرسالة أهل البيت داخل المجتمع الفرنسي، والمشاركة في نشر الكتب والقاء المحاضرات في الأيام الدراسية وإنتاج الأفلام والمواد التسجيلية التي تساهم في تحقيق أهداف المركز، ما يترتب عليه خلق نفوذ قوي لإيران في فرنسا، وهو ما لا ترحب به الدوائر الفرنسية وتتحاشى حدوثه.
أبرز المؤسسات التابعة للمركز:
يضم مركز جمعية الزهراء العديد من المؤسسات التابعة له أبرزها «حزب ضد الصهيونية» والذي أسسه يحيى القواسمي في 2009، وهو يشكل الذراع السياسية للمركز.
وكذلك الاتحاد الشيعي الفرنسي، وهو إحدى المؤسسات التي يديرها يحيى القواسمي، وتلعب دورًا في تجمعات الشيعية في فرنسا.
ووفقًا للموقع الرسمي لمركز الزهراء فإنه يضم عددًا من الإصدارات الإعلامية، منها تلفزيون «فرنسا ماريان تيلي»، وتحوز قناة المركز على يوتيوب 8700 مشترك، وهي تبث بانتظام خطب الشيخ جمال الطاهري، تلقى تعليمه في منطقة البقاع معقل حزب الله اللبناني، كما تقدم القناة مواد إعلامية عبارة عن خطب معادية للولايات المتحدة والسعودية أو قضايا دينية، تتماهى مع المواقف الإيرانية، كذلك و«إذاعة الزهراء»، وكذلك الموقع الرسمي للمركز ولحزب «ضد الصهيونية»، وكلها جمدت أموالها لستة أشهر أيضًا اعتبارًا من 2 أكتوبر الجاري.
للمزيد.. السلطات الفرنسية تغلق مركزًا دينيًّا مقربًا من إيران

رئيس المركز:
يحيى القواسمي، هو رئيس مركز الزهراء، كما أنه رئيس حزب ضد الصهيونيّة ورئيس الاتحاد الشيعي الفرنسي، (فرنسي الجنسية، جزائري الأصل)، و من أبرز شيعة فرنسا المقربين من النظام الإيراني والمؤمنين بولاية الفقيه؛ حيث يؤمن بدور نظام خامنئي، كما يتمتع بعلاقات واسعة مع حزب الله اللبناني؛ حيث زار حسن القواسمي، الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالعاصمة اللبنانية بيروت في يناير 2010، وجرى استعراض لأوضاع المسلمين في فرنسا وكذلك أوضاع الجاليات الإسلامية هناك والنشاطات التي يقوم بها حزب ضد الصهيونية على المستوى الوطني الفرنسي وتبنيه لقضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية فلسطين، بحسب موقع المقاومة الإسلامية في لبنان.
ويرتبط القواسمي بعلاقات واسعة مع الحزب الشيوعي الفرنسي، والسياسي الفرنسي « آلان سورال» وشارك عام 2009، في الانتخابات الأوروبية بقائمة ضمت المنشق المثير للجدل عن الحزب الشيوعي، وكذلك «ديودوني مبالا مبالا» الممثل الكوميدي الفرنسي المعادي لـ«الصهيونية»، الذي يحتل بالفعل المشهد العام بسبب مواقفه المعادية للسامية.
وتصف تقارير إيرانية عديدة بأنه ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، في فرنسا، وهو ما يعطيها قدرة كبيرة من التحرك في الأوساط الشيعية في الدول الأوروبية والإسلامية، بحسب صحيفة «لوموند» الفرنسية.
التمويل:
